المحتوى الرئيسى

أوباما في عامه الأخير: ماذا بقي لينجزه؟

12/21 19:54

غالباً، ما تكون السنة الأخيرة في ولاية رئيس أميركي صعبة ومحبطة، خصوصاً أن البلاد المهتمة بالاقتراع الرئاسي لا تكترث كثيراً للقائد الأعلى للقوات المسلحة، في حين يفكر المستشارون بمستقبلهم وينسى أعضاء الكونغرس فن التسوية.

لا يزال أمام الرئيس الأميركي باراك أوباما عام حتى يغادر البيت الأبيض في 20 كانون الثاني 2017، وبعدها يتولى المؤرخون التدقيق في حصيلة ولايته ومنحه مكانة في الكتب.

يقول الأستاذ في العلوم السياسية في جامعة برينستون، جوليان زيليزر: "تقليدياً حزب المعارضة يترقب الاقتراع المقبل وهو أقل استعداداً لتقديم أي تنازلات".

لكن التاريخ السياسي في الولايات المتحدة يثبت أن الأشهر الـ12 الأخيرة في ولاية رئيس، ليست دائماً عقيمة.

وقال أوباما قبل التوجه إلى هاواي لتمضية إجازته مع عائلته: "لم أكن أبداً بهذا القدر من التفاؤل في شأن العام المقبل".

فمن خلال بحثه عن اتفاقات محدودة مع الكونغرس وإصدار مراسيم أو بعث رسائل رمزية قوية، يتبين وجود سبعة ملفات يأمل الرئيس الأميركي الـ44 تحريكها قبل مغادرة البيت الأبيض.

 منذ 2009 واجه أوباما عقبات في هذا الملف الرمزي. لكنه لا يزال يأمل في إغلاق هذا المعتقل المثير للجدل "الذي يستخدمه الإرهابيون للتجنيد".

وعلى أوباما أن يقدم مطلع 2016 للكونغرس اقتراحاً مفصّلاً لنقل المعتقلين الذين لا يزالون في غوانتانامو إلى الأراضي الأميركية، ومدركاً بأن فرص التوصل إلى تصويت إيجابي ضئيلة. كما لوح أيضاً بإمكانية إصدار مراسيم. لكن هامش المناورة القانوني لديه غير واضح ويسبب انقسامات بين الخبراء.

 التبادل الحر بين آسيا والمحيط الهادىء

 اتفاق التبادل الحر "آسيا-المحيط الهادىء، الذي تم التوصل إليه بصعوبة بعد مفاوضات دامت خمس سنوات مع 11 بلداً من المحيط الهادىء، كان أحد ابرز انتصارات أوباما في العام 2015.  ويبقى تجاوز العقبة الأخيرة وهي الكونغرس.

وحتى الآن اعتمد أوباما على خصومه الجمهوريين المؤيدين للتبادل الحر، لإعطاء دفع لهذا الملف. لكن التصريحات الأخيرة المتناقضة لزعمائه والحسابات السياسية مع اقتراب الاستحقاق الرئاسي قد تعقّد الأمور. والانتصار لا يزال بعيد المنال.

يأمل أوباما في ترك أثر في ملف الهجرة، كما في شأن إصلاح النظام الصحي، أو الزواج المثلي،  على أن يدعمه القضاة التسعة في المحكمة العليا لإحراز تقدم في أحد ملفاته الرئيسية، ألا وهو إصلاح نظام الهجرة.

وأمام جمود الكونغرس، قرر قبل عام إصدار مراسيم من دون أن ينتظر التصويت على قانون مفترض ليمنح نحو خمسة ملايين مهاجر هم في وضع غير قانوني، فرصة للإقامة بصورة مشروعة. ورفع الملف أمام القضاء، وبات للمحكمة العليا الكلمة الفصل.

 وحول فرض قيود على حيازة الأسلحة النارية قال الرئيس الأميركي: "لدينا هذه العادة الغريبة بتغطية الإعلام لحادث بشكل متواصل ليومين أو ثلاثة أيام ثم فجأة ننتقل إلى شيء آخر. وفي العام 2016 سأقوم بكل ما في وسعي لكي يحصل هذا الموضوع على اهتمام دائم".

وتسعى فرق العمل التابعة للرئيس إلى صياغة مراسيم يفترض أن تعلن مطلع العالم. ويريد أوباما أن يجعل من هذا الملف رهاناً انتخابياً لأنه مقتنع بأن غالبية الأميركيين يؤيدون التدابير "المنطقية".

وحرصاً منه على التصدي للانطباع السائد في الولايات المتحدة والخارج بأنه لم يتخذ خطوات كافية في هذا الملف السوري، يأمل أوباما في إحراز تقدم عسكرياً وأيضاً ديبلوماسياً.

وفي سابقة، تبنى أعضاء مجلس الأمن الـ15، وبينهم روسيا، خريطة طريق للتوصل إلى حل سياسي. لكن لا يزال ينبغي القيام بما هو أصعب.

وفي مقال بعنوان "أمنيات أوباما وكيري حول سوريا"، رأى فريدريك هوف من "اتلانتيك كاونسل"، أن المقاربة الأميركية إذا لم تتطور فمصيرها الفشل. وانتقد حدود إستراتيجية تقتصر على "الأمل" بأن ترى حكومة الأسد وروسيا وإيران، "أخيراً الحقيقة ويعترفون بأخطائهم ويتعهدون بعدم ارتكاب اخطاء جديدة".

يعتبر أوباما ان رحلة إلى كوبا تكون رمزية، ستتوج التقارب مع هافانا الذي أُعلن قبل عام، ما أثار مفاجأة كبرى ونال تأييداً في كوبا والولايات المتحدة والعالم أجمع.

وقال أوباما بوضوح إنه يرغب في زيارة الجزيرة، لكن ذلك رهن بالتقدم المحرز في حرية الأفراد وحقوق الإنسان.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل