المحتوى الرئيسى

الديدان أمل العلماء في حلّ لغز الشيخوخة

12/21 14:07

يخشى الكثيرون من مرحلة الشيخوخة، لأنها ترتبط بكثير من الأمراض لكن الخوف من الشيخوخة قد يصبح من الماضي بفضل التجارب التي يجريها العلماء على الديدان مؤخرا الإطالة عمرها، وهو ما قد يساعد على تأخير الشيخوخة لدى الإنسان.

وذكر موقع دويتشه فيله أن من أهم الأسئلة التى تشغل فكرالعلماء هى لماذا يشيخ البشر؟ لماذا تترك الأعوام آثارها على أجسادنا؟ لماذ يترهل جلدنا ويفقد دماغنا مرونته بتعاقب السنين؟ لذلك أجرى باحثون أمريكيون أجروا دراسة على أشخاص بعمر ثمانية وثلاثين عاما حسب تاريخ الميلاد، لكن الفحص السريري لعمل الكلى والرئتين والكبد وقيم الكولسترول في الدم أظهر أن عمرَهم البيولوجي يتراوح بين الثامنة والعشرين والحادية والستين، ما يعني أن تاريخ الميلاد ليس وحدُه مقياسَ العمر.

وفي معهد ماكس بلانك لبيولوجيا الشيخوخة في كولونيا، تمكن بعض العلماء من الحصول على أحد هذه الأجوبة، وذلك من خلال تجارب أجروها على كائن حي لا يخطر على بال أحد.

إذ أجروا تجارب على دودة الربداء الاسطوانية الرشيقة، ولعل أهم ما يميز هذه الدودة هو أن طولها لا يتجاوز مليمتراً واحداً، ودورة حياتها تستغرق ثلاثة أسابيع فقط. وأراد الباحثان أدام أنتيبي ومارتين دينتزل من خلال تجاربهم الوصول إلى هدف محدد وهو إطالة عمر الإنسان من خلال تحسين صحة كبار السن على حد اعتبار الباحث آدام أنتيبي لذلك استخدم العلماء الديدان في تجاربهم.

وفي تصريحه لـ DW عبر برنامج صحتك بين يديك، أكد الباحث أنتيبي أن قصر دورة الحياة يساعد كثيرا على مراقبة التطورات التي تطرأ عليها بسهولة، فدورة حياتها لا تستغرق سوى أسابيع قليلة، فضلا عن أن نصف جينات دودة الربداء الاسطوانية الرشيقة مشابهة لجينات الإنسان.

وتتمتع هذه الديدان بأعضاء داخلية ودماغ وأمعاء، ما يجعل مراقبة تطور الشيخوخة لديها أمراً مهماً للإنسان. وخاصة أن الكثير من الأمراض البشرية تم فهم أسبابها من خلال تجارب أجريت على هذا النوع من الديدان. ومن بينها عملية تأثير الإنسولين على التطورات الخلوية، وهو أمر مهم جدا لفهم أمراض السكري مثلا.

وأثناء الدراسة اكتشف العالمان أن بعض الديدان تعيش أطول من قريناتها. ولعل أهم ما يميز هذه الديدان عن غيرها، هو أنها تحمل جينات متحوّلة كما أن تركيز السكر الأميني والغلوكوزامين عال لديها. ما دفع العلماء إلى إضافة الغلوكوزامين لغذاء بعض الديدان، وتبين أن إضافة هذه المادة أطال عمر الديدان لبضعة أيام، حتى في غياب الجينات المتحولة.

الغلوكوزامين ودوره في تأخير الشيخوخة

ولفهم كيفية تأثير الغلوكوزامين على الأمراض التي تصيب الإنسان، قام العلماء بحقن الديدان بأمراض تصيب الإنسان. من بينها جين يؤدي المرض لترسيب البروتين في الخلايا العصبية ما يؤدي للإصابة بمرض الزهايمر. وأظهرت نتائج التجربة أن إضافة الغولوكوزامين يجعل الديدان أكثر نشاطا.

والنتيجة أن تعذية لا تضم الغولوكوزامين تؤدي لتصلّب الديدان ذات الجينات المتحولة، أما إضافته فيجعلها نشيطة. يواصل العلماء أبحاثهم حاليا للتوصل إلى إجابة فيما إذا كان السكر الأميني سيبطئ الشيخوخة لدى الإنسان أيضا.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل