المحتوى الرئيسى

هكذا اختلف الصديق والفاروق بعد انتقال النبي لربه

12/20 17:28

توقفنا في الموضوع الماضي عندما فاضت روح النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وتعليق علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء رضي الله عنهما عن هذه اللحظة، وكيف نعى الخضر عليه السلام النبي لأهل البيته.

ثم بعد ذلك، بدأ الصحابة في علم خبر الوفاة، وكان من أولهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه، الذي حملته الصدمة على عدم التصديق.

ذكر الطبري والحلبي وابن هشام والغزالي والقسطلاني وابن كثير: لما توفي رسول الله، قام عمر بن الخطاب، فقال: إن رجالا من المنافقين يزعمون أن رسول الله توفي، وإن رسول الله، والله ما مات، ولكنه ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران، فغاب عن قومه أربعين ليلة، ثم رجع بعد أن قيل قد مات، والله ليرجعن رسول الله، فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم يزعمون أن رسول الله مات.

سبب إنكار الفاروق هو ما ذكره الطبري وابن هشام على لسانه حين قال: والله إن حملني على مقالتي التي قلت حين توفي رسول الله قوله تعالى: "وكذلك جعلناكم أمة وسطا، لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا" (البقرة: 143)، فوالله إني كنت لأظن أن رسول الله سيبقى في أمته حتى يشهد عليها بآخر أعمالها، فإنه للذي حملني على أن قلت ما قلت.

وبقى الناس في حيرة، حتى جاء الصديق أبو بكر على فرس من مسكنه بـ"السنح" حتى نزل فدخل المسجد فلم يكلم الناس، حتى دخل على السيدة عائشة، فرأى رسول الله وهو مسجى ببرد حبرة، فكشف عن وجهه؟ ثم قبله وبكى وقال: بأبي أنت وأمى، طبت حيا وميتا، ثم خرج.

وكما ذكر "البخاري"، أول شيء فعله الصديق عند خروجه هو توجيه خطابه للفاروق بقوله: أيها الحالف على رسلك، فلما تكلم أبو بكر جلس عمر، فحمد الله أبو بكر وأثنى عليه وقال: ألا من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حى لا يموت.

وقال: "وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل، أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم، ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزى الله الشاكرين" (آل عمران: 144)، فبدأ المسلمون في البكاء.

يقول الإمام أبو العزائم، في كتابه "الطهور المدار على قلوب الأبرار": "وقد حصل لأصحاب رسول الله يوم انتقاله إلى الرفيق الأعلى دهشة حيرت العقول؛ لاعتقادهم أن خاتم الرسل لا يموت، حتى من الله على الأمة بنور اليقين من الصديق فتلا الآية".

يقول العزمي في "السيرة النبوية": وإياك أخي المسلم أن تظن أن أيا من الفاروق أو الصديق كان على خطأ، فكلاهما من سياق الحديث كان على صواب، ولبيان ذلك نقول:

1- إن سيدنا عمر قال: "إن رسول الله والله ما مات"، وهذا حق؛ لأن الرسول بصيغة المضارع فى القرآن: يتلو الآيات، ويزكي النفوس، ويعلم الكتاب والحكمة، ويعلم العلم اللدني، وهذا بعد انتقاله يكون عن طريق الأئمة الورثة المجددين، الذين هم صورته.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل