المحتوى الرئيسى

سمير فريد يكتب: سيناريو ردىء جداً لتشويه الفنانين .. واستبعاد نائب من عضوية البرلمان

12/19 13:18

شهدت السنوات العشر التى سبقت ثورة 25 يناير 2011 من 2000 إلى 2010 العديد من الأفلام الروائية والتسجيلية التى مهدت للثورة، خاصة من الإنتاج المستقل. ومن أهم هذه الأفلام، إن لم يكن أهمها على الإطلاق، الفيلم الروائى الطويل «حين ميسرة»، الذى أخرجه خالد يوسف عن سيناريو ناصر عبدالرحمن عام 2007، والذى تعرض لحملة هجوم فى الصحافة الحكومية من أشد الحملات عنفا وضراوة وافتقادا للنزاهة.

أنتج الفيلم وعرض عام 2007، ولكنه ينتهى بمشهد يدور فى القاهرة عام 2011، ترفع فيه الأسلحة فى الشوارع تعبيراً عن انفجار العنف. وقل فى تاريخ السينما أن تحققت نبوءة سياسية على هذا النحو، وقد كنت أرأس لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة فى المهرجان القومى للسينما عام 2008، وكان الفيلم من الأفلام المتسابقة، وتمت ممارسة ضغوط شديدة لا مجال للحديث عن تفاصيلها هنا، حتى لا يفوز بالجائزة الكبرى لأحسن فيلم، ولكنى استخدمت كل خبراتى فى مجال التحكيم، وتمكنت من انتزاع الجائزة انتزاعاً. وعندما قامت الثورة فى 25 يناير لم يكن من الغريب أن يصبح خالد يوسف من أعلامها، وهو طوال حياته ينتمى إلى التيار السياسى الناصرى ويؤمن بالاشتراكية والقومية العربية ويعبر عن ذلك فى العديد من أفلامه.

وعندما سرق الإخوان الثورة، وقامت ثورة 30 يونيو 2013 التى استردتها، تفرغ خالد يوسف للعمل السياسى، وخسرته السينما، ولكن كسبته مصر كلها. وكان هو مصور اللقطات العامة لمظاهرات 30 يونيو من الجو، والتى أصبحت بحق لقطات تاريخية بكل معنى الكلمة. ولم يكتف بتأييد «خارطة الطريق» وإنما شارك فى وضع دستور الثورة عام 2014، وكان خير ممثل للسينمائيين والفنانين بصفة عامة. ثم رشح نفسه فى انتخابات البرلمان، وفاز بعد أول جولة.

وبينما يستعد خالد يوسف لبدء العمل كنائب فى البرلمان، ظهرت اللقطات التى تظهر فيها صورته مع فتيات عاريات يرقصن فى مكتبه!!، وأذيعت فى برنامج تليفزيونى قبل التحقق من صحتها!!

ونشر أن أحد المحامين وجد هذه اللقطات فى «فلاشة» أمام باب منزله!!، وأنه محامى «عميد» كلية الآداب بجامعة الإسكندرية، وأن هذا «العميد» تقدم مع زوجته ببلاغ يتهمان فيه خالد يوسف بالتحرش بالزوجة عندما ذهبت إليه فى مكتبه، لأنها تريد التمثيل فى السينما، وأن الواقعة حدثت أثناء الحملة الانتخابية، ولكنهما قدما البلاغ بعد نجاح خالد يوسف حتى لا يؤثر البلاغ بالسلب على نتائج الانتخابات!!

إنه سيناريو ردىء جداً لتشويه الفنانين ومحاولة استبعاد نائب من عضوية البرلمان حتى قبل أول اجتماع. فالمنطقى أن يقدم البلاغ أثناء الحملة الانتخابية حتى يحول العميد وزوجته دون نجاح المرشح المتحرش. والمنطقى أن توقيت تقديم البلاغ كان بسبب نجاح خالد يوسف فى الانتخابات، ولو لم ينجح لما تم التقدم به.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل