المحتوى الرئيسى

مسلمو أميركا ضحايا الكراهية وأزمة الهوية

12/19 12:38

بدأت ميرفت جودة منذ أسبوعين تُغطِّي نفسها بغطاء رأس معطف وهي في سيارتها مع

طفليها. وفسرت ذلك لطفليها قائلة إن البعض قد يحاول إيذاءها لأن غطاء رأسها يكشف بسهولة عن هويتها كمسلمة.

وقالت ميرفت البالغة من العمر 39 عاما وتعيش في جنوب كاليفورنيا "الآن أجد نفسي مضطرة إلى هذه الأحاديث مع أطفالي. وما ينفطر له فؤادي أن أقول لأطفالي إن اختياري ولائي لديني قد يحرمني من الشعور بالأمان."

ومع تنامي المشاعر المناهضة للمسلمين في أعقاب هجوم الثاني من ديسمبر/كانون الأول الحالي في سان بيرناردينو بولاية كاليفورنيا الذي ارتكبه زوجان مسلمان يستلهمان فكر تنظيم الدولة الإسلامية، الأمر الذي انعكس على حياة الكثير من العائلات المسلمة الشابة التي باتت تخشى على سلامتها وتواجه متاعب فيما يتصل بهويتها كأميركية مسلمة.

ولا يقتصر الأمر لدى ميرفت عند هذا الحد، إذ أنها أفهمت طفليها أن أفعالهما قد تكون محلا لمزيد من التمحيص والتدقيق، ولذلك فهي تُعلِّم طفلها البالغ من العمر ثمانية أعوام ألا ينطق أبدا كلمة "ينفجر" مهما كان السياق الذي يتحدث فيه وألا يتظاهر أبدا بأنه يلعب بمسدسات حتى إذا كان أصدقاؤه يفعلون ذلك.

وقالت أيضا إن طفلها يسأل هل الناس يكرهونه هو وعائلته، وهو سؤال تعجز عن الإجابة عنه بعد أن تلقت تعليقات تنم عن الكراهية وتهديدات بسبب حجابها.

واشتدت المشكلات منذ قتل مسلحون موالون لتنظيم الدولة الإسلامية 130 شخصا في باريس يوم 13 من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

ولكن حتى قبل وقائع العنف في باريس، كانت المشاعر المعادية للمسلمين في ازدياد، وقد تفاقمت مع الكلمات والتصريحات الطنانة للمرشحين المحتملين في انتخابات الرئاسة الأميركية.

ويقول كثير من المسلمين البالغ عددهم 2.8 مليون في الولايات المتحدة إنهم يخشون أن تتفاقم هذه التوترات أثناء سباق انتخابات الرئاسة الذي يشهد بالفعل استغلال مشاعر الغضب والتعصب.

ومن هذه الخطابات قول المرشح الجمهوري بن كارسون، في سبتمبر/ أيلول الماضي، إن المسلمين لا يصلحون لتولي الرئاسة، ودعوة المرشح الجمهوري الآخر الملياردير دونالد ترامب في الآونة الأخيرة إلى فرض حظر على هجرة المسلمين إلى الولايات المتحدة.

كما قال حاكم فلوريدا السابق جب بوش -وهو جمهوري لاقت حملته من أجل الترشيح لانتخابات الرئاسة متاعب بالأشهر الأخيرة- إن الولايات المتحدة يجب ألا تسمح بدخول اللاجئين السوريين إلا لمن يثبت أنه مسيحي، وهم نسبة ضئيلة من الملايين التي فرت من البلاد التي مزقت الحرب أواصرها.

وتقول بعض الأسر المسلمة إنها تخشى المد المتزايد لجرائم الكراهية الموجهة إلى ديانتهم مثلما حدث حينما عثر على رأس خنزير على باب مسجد في فيلادلفيا في السابع من ديسمبر/ كانون الأول الحالي، وهي الواقعة التي استحوذت على العناوين الرئيسية لوسائل الإعلام.

بيد أن بعض حوادث التحامل والتفرقة في المعاملة تمضي دون أن يهتم بها أحد، مثلما حدث حينما ألقت امرأة قهوة ساخنة على مجموعة مسلمين تؤدي الصلاة في متنزه في كاليفورنيا في السادس من ديسمبر /كانون الأول الحالي.

ويقول مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير) الذي يتتبع مثل هذه الوقائع إن أعمال التخريب والتخويف التي تستهدف المساجد الأميركية هذا العام بلغت أعلى مستوى لها في الأعوام الستة التي يحتفظون بسجلات لمتابعتها.

ورصد كير 71 حادثا في المساجد هذا العام تتراوح بين التخريب إلى المضايقات وتدمير الممتلكات والرفض من الجيران في المناطق التي توجد فيها مساجد.

ويقول شبان مسلمون إنهم غالبا ما يشعرون بالحاجة إلى إثبات أنهم يتخلقون بالأخلاق الأميركية لينأوا بأنفسهم عن "المتشددين."

ويقتضي هذا في نظر البعض -مثل سارة حداد- تذكير الناس بأنهم يشاهدون مباريات كرة القدم أو يستمعون إلى موسيقى البوب.

وأضافت سارة -وهي عالمة في بحوث السرطان عمرها 27 عاما في ساوث كارولاينا ولديها طفلة عمرها ستة شهور- أنها لم تحدد بعد كيف ستشرح لطفلتها حينما تكبر خطاب الإسلاميين "المتشددين" أو التعبيرات المناهضة للمسلمين.

وبيّنت أن هجمات "11 سبتمبر دمرت براءة طفولتها" وتابعت "لا أريد أن أصدق أنه بعد خمسة أعوام ستكون الأحوال بهذا السوء أو أشد سوءا".

وفي بالتيمور، قال عارف خان إنه لا يريد لطفولة ابنه أن تحددها الأحاديث عن حوادث إطلاق الرصاص وغيرها من الهجمات.

وقال إنه وزوجته التي ترتدي الحجاب يتخذان احتياطات حينما يغادران المنزل، فهما يحاولان التأكد أنه لا أحد يتبعهما ويختاران بعناية الأماكن العامة التي يصليان فيها حينما يكونان خارج البيت.

وقال إنه وزوجته يريدان أن يتحلى ابنهما البالغ من العمر شهرا واحدا باليقظة حينما يكبر، لكنهما يأملان أيضا تعليمه أن القيم الإسلامية والأميركية يكملان بعضهما بعضا.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل