بعد مصافحة الصباح.. هل تتوسط الكويت لحل خصومة أبو تريكة والحكومة ؟

أطل نجم الكرة المعتزل محمد أبو تريكة من جديد على جمهوره ليأسر قلوب محبيه العرب خلال المباراة الودية أمس الجمعة بين منتخب الكويت ونجوم العالم. 

وطلب أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد آل صباح مصافحة "أمير القلوب" - مصطلح أطلقته الجماهير على اللاعب - خلال فترة الاستراحة بين شوطي المباراة، فيما أثار ذلك جدل رواد وسائل التواصل الاجتماعي على الإنترنت، عن أسباب اختيار الأمير لــ"تريكة"، فيما فرض الموقف نفسه تساؤلات عدة من بينها هل تتوسط الكويت لحل الخصومة بين الحكومة المصرية وأبو تريكة ؟  

واستقبلت جماهير الكويت التى ملأت استاد جابر خلال مباراة أمس اللاعب محمد أبو تريكة باحتفال بعدما خطف الأنظار من نجوم الكرة العالميين المشاركين فى المباراة الودية رغم الدقائق القليلة التي نزلها "الساحر" في بداية الشوط الثاني.    

وجاءت المباراة أمس الجمعة ضمن فعاليات افتتاح استاد جابر الأحمد الدولي في دولة الكويت الذى يتسع لـ60 ألف متفرج، بحضور أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد آل صباح وكبار المسؤولين. 

وحل أبو تريكة بصفوف منتخب نجوم العالم لمدة 5 دقائق في بداية الشوط الثاني من المباراة التى انتهت بفوز منتخب نجوم الكويت على حساب منافسه برباعية مقابل هدفين، وتواجد فى اللقاء عدد كبير من نجوم الكرة العالمية أمثال: لويس فيجو، ورونالدينيو، وكارلوس بويول، وديفيد بيكهام، وروبرتو كارلوس، والحارس الألماني ليمان وغيرهم. 

وحاول عدد من الإعلاميين تفسير موقف أمير الكويت والتقاطه الصور التذكارية مع محمد أبو تريكة على هامش الاحتفال بافتتاح الاستاد، وكتب الإعلامي المصري أحمد الطيب على حسابه الشخصي بموقع "فيسبوك"، قائلا"على مسئوليتي.. مهرجان افتتاح استاد جابر بالكويت الذي شهد مشاركة نجوم العالم... شهد موقفًا عظيمًا وتصرفًا يدعو للفخر من النجم أبو تريكة حيث اعتذر عن تقاضى أي مقابل مادي «50 ألف يورو» عرضت عليه، وقال شرف لى المشاركة في يوم عظيم وحدث كبير في بلد شقيق «الكويت» و تقديرًا للكويت ولسمو الأمير ومواقفه العظيمة".

وتابع الطيب:"سمو الأمير طلب مصافحة أبو تريكة بين الشوطين تقديرًا لتاريخه وأخلاقه و موقفه الجميل، هذا الكلام على مسئوليتي وهو تصرف نفخر به جميعًا وعلم مصر يزيّن صدره في قميص نجوم العالم.. شكرًا نجمنا الكبير".

وقبل أن يعلن محمد أبو تريكة اعتزاله الكرة خلال مبارة الأهلي وإنبي في نوفمبر 2013 ظل "الماجيكو" مستحوذا على قلوب الجماهير لتحقيقه عدة إنجازات منذ انتقاله إلى النادي الأهلي أبرزها برونزية كأس العالم للأندية عام 2006 بعدما نال لقب هدّاف البطولة وقتها، إضافة إلى 5 بطولات دوري أبطال أفريقيا أعوام: "2005، و2006، و2008، و2012، و2013"، و4 بطولات كأس السوبر الأفريقي" كما أحرز أيضا 7 بطولات دوري محلية و3 كأس مصر و4 كأس سوبر محلية مع فريق "الشياطين الحمر".

وأسعد تريكة قلوب المصريين ضمن صفوف المنتخب المصري في المباريات العالمية والأفريقية، وكسب تعاطف الجمهور العربي حين أعلن دعمه لضحايا القصف الإسرائيلي على غزة خلال مباراة المنتخب المصري ونظيره السوداني عام 2008.

غير أن شرخا إعلاميا وقع بين أبو تريكة وعدد من الإعلاميين بعد حادث استاد بورسعيد في فبراير 2012 - والتى راح ضحيتها 74 مشجعا من جماهير الأهلى خلال لقاء المصري البورسعيدي - إذ شن الإعالمي الرياضى أحمد شوبير هجماته على "الماجيكو"، مشيرا إلى أنه رفض مصافحة المشير حسين طنطاوى وزير الدفاع السابق - رئيس المجلس العسكري الحاكم بعد ثورة يناير - خلال استقبال بعثة الفريق العائدة من بورسعيد.

أحمد شوبير يهاجم أبو تريكة

وبدأت الاتهامات تلاحق أبو تريكة بدعمه شباب الألتراس في مواجهة الدولة، خاصة بعدما رفض المشاركة مع فريقه فى مباراة السوبر المحلى أمام نظيره إنبى - المباراة الأولى بعد الحادث - وأكد دعمه لروابط لألتراس في عدم استئناف النشاط الرياضى قبل "القصاص لضحايا بورسعيد".

أبو تريكة ينضم لإحدى تظاهرات الألتراس

وعقب سقوط الرئيس المعزول محمد مرسي ثارت الأقاويل الإعلامية اعتراض أبو تريكة على ثورة 30 يونيو وإعلان خارطة الطريق في 3 يوليو 2013، فيما التزم "الماجيكو" الصمت.

وعادت هجمة إعلامية طاحنة على أبو تريكة تزامنت مع قرارات الحكومة المصرية متمثلة في لجنة إدارة أصول وأملاك جماعة وجمعية الإخوان المسلمين، برئاسة المستشار عزت خميس في 7 مايو الماضي بالتحفظ على أموال لاعب المنتخب وفريق الأهلي المعتزل لاتهمامه بإدارة شركة سياحية مع أعضاء بجماعة الإخوان تحت اسم "أصحاب تورز".

ولجنة حصر جماعة الإخوان شكلها وزير العدل السابق المستشار عادل عبد الحميد برئاسة مساعده الأول المستشار عزت خميس لحصر وإدارة ممتلكات الجماعة في شهر أكتوبر عام 2013 تنفيذا لقرار  مجلس الوزراء فى 23 سبتمبر من نفس العام بناء على الحكم الصادر من محكمة القاهرة للأمور المستعجلة بحظر نشاط جماعة الإخوان المسلمين.

وأصدر مجلس الوزراء في ديسمبر 2013 قرارا بإعلان "الإخوان" جماعة إرهابية، فيما ألغت محكمت النقض في 3 ديسمبر الماضي القرار.

وشن عدد من الإعلاميين هجماتهم على محمد أبو تريكة إذ أيدوا قرارات التحفظ على أمواله، متهمينه بأنه أحد عناصر الجماعة المحظورة وأنه كان يستخدم أموال شركته في دعم "الإخوان".

 مصطفى يونس يهاجم أبو تريكة

ووسط المعارك القضائية بين الحكومة وجماعة الإخوان - التي سقطت من مقاليد الحكم عقب ثورة 30 يونيو - أيد مؤخرا وزير العدل الحالي أحمد الزند قرار التحفظ على أموال وممتلكات محمد أبو تريكة ورفض الطعن عليها، وقررت هيئة مفوضى الدولة برئاسة المستشار محمد الدمرداش الخميس الماضي حجز طعن محمد أبو تريكة لاعب الأهلى السابق فى قرار التحفظ على أمواله لحين ورود التقرير والمذكرات فى أسبوعين، وتكون متاحه لمن يشاء الاطلاع عليها.

والحرب الإعلامية التي استخدمت ضد محمد أبو تريكة رفضها عدد من رجال الرياضة والسياسة البارزين، من بينهم مؤسس حزب المصريين الأحرار ورجل الأعمال نجيب ساويرس، إضافة إلى صقر الكرة المعتزل أحمد حسن ومدرب الإسماعيلي الحالي أحمد حسام ميدو وعدد من لاعبي الكرة منهم لاعب الزمالك باسم مرسي ونجوم الأهلي والمنتخب.

فيما دشن محبو "الساحر" حملات تأييد ودعم لمجابهة الهجمة الإعلامية على تريكة، تصدرت مواقع التواصل الاجتماعي تحت أسماء "تريكة خط أحمر"، و"أنا أدعم أبو تريكة"، و"متضامن مع أبو تريكة" و"أبو تريكة مش مجرم"، وشارك فيها نجوم الكرة بصورهم مع النجم المعتزل.

نجوم الكرة يؤيدون محمد أبو تريكة على صفحات التواصل

ووسط صخب الاتهامات بالخيانة والعمالة لجماعة الإخوان ودعم المؤيدين خرج أبو تريكة متحدثا عن أزمته حينها بكلام مقتضب على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" قائلا: "إن الأموال تأتي لتبقى في أيدينا وليست في قلوبنا.. تتحفظ على الأموال أو تتحفظ على من تتحفظ عليه، لن أترك البلد وسأعمل فيها وعلى رقيها"، ثم أعقبها برسالة موجزة: "ربح البيع، آخر حاجة اشترتها من أموالي هي قبر جديد، شكرًا لمن ساندني ووقف بجانبي وسامح الله كل من ظلمني وسبني.. سأواصل الإجراءات القانونية".

واتسعت الهوة بين الحكومة وأبو تريكة بعدما ألقت قوات الأمن بالجيزة القبض على ابنة عم لاعب الكرة السابق وتدعى "يسر . ح . م" في نوفمبر الماضي لاتهامها وآخر "زوج شقيقها" بإدارة صفحة على "فيسبوك" تناهض الدولة وتدعو للتظاهر والعنف.

أثار تقدير أمير الكويت الشيخ صباح الحمد آل صباح للاعب المعتزل محمد أبو تريكة - بعدما رفض تقاضي مبلغا ماليا مقابل اشتراكه في مباراة افتتاح الاستاد الكويتي الجديد - الجدل وخاصة لتجاهل مسؤولي الدولة الشقيقة الاتهامات القضائية التي تلاحق "الماجيكو" حول انتمائه لجماعة الإخوان، رغم إعلان الدولتين حربهما ضد الجماعة المحظورة.

 وخلال الفترة الأخيرة واصلت الكويت دعمها ماليا للحكومة المصرية خاصة بعد سقوط جماعة الإخوان من الحكم، وآخرها ما أعلنه وزير التربية والتعليم الهلالي الشربيني أمس الجمعة عن دعم الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية؛ مشروعات تعليمية بمبلغ 20 مليون دولار، مثمنا دور الأشقاء بالكويت وجهودهم. 

وتأتي مساهمة الصندوق الكويتي ضمت الدعم المتواصل من الدولة الشقيقة تجاه مصر منذ ثورة 30 يونيو، إذ أعلن رئيس الوزراء السابق حازم الببلاوي، في أكتوبر 2013 عن سماح الكويت لمصر برد وديعة قيمتها ملياري دولار على خمس سنوات بدلا من الإطار الزمني الحالي المحدد بعام واحد.

واستلم البنك المركز الوديعة في 26 سبتمبر 2013 ضمن حزمة مساعدات قيمتها 4 مليارات دولار تعهدت الكويت بتقديمها لمصر عقب سقوط الرئيس المعزول محمد مرسي.