المحتوى الرئيسى

«الألم والفقدان» عالم جديد في طب الجراحة بدأ على يد الراحل الدكتور إبراهيم بدران

12/18 23:47

شاعرًا بفقدان من حملته لـ9 أشهر في رحمها، وأربع سنوات بين أحضانها، لتفارقه بعد أن أصيبت بذبحة صدرية، لتكن أول حالة تكتشف في تاريخ مصر، ليبدأ الألم والفقدان يرسمان حياته، ولم تسكن حياته بهذا الحد حتى حاصرت والده بالمرض لمدة سبع سنوات ليلقى ربه بعد ذلك، ليجد نفسه أمام سنوات مرض والده أن يعتزم رغبته الأولى لدخول كلية الطب، ولكنه اعتدل عن الأمر أسوة بأخيه ليلتحق بكلية الزراعة إلا أن تلاقت رغبة ابيه معه ليبدأ سنوات الدراسة متدرجًا وصولًا لتنصيبه وزيرًا للصحة المصرية ثم رئيس المجمع العلمي، وعضو مجمع البحوث الإسلامية، ورئيس مجلس أمناء جامعة النيل.. أنه الدكتور إبراهيم بدران.

هكذا حكى الدكتور إبراهيم بدران، رئيس مجلس أمناء جامعة النيل، دائمًا في حوارته، مؤكدًا أنه لم ينسى كل من النائب النوبطجي بقصر العيني، كان بول غليونجي في ذلك الوقت إبان مرض والدته، والدكتور مصطفي الديواني ابن خاله، الذي رسم في مخيلته انطباعًا بقيمة الطبيب، وأنه يمثل المعونة والنجدة للمريض في أي وقت يحتاج إليه، بالإضافة لرعايته للمرضى خاصة مع صراع والدته مع المرض، وأنه تأسى بالدكتور أنيس سلامة، رئيس قسم الأمراض الباطنة في قصر العيني، والذي دأب على زيارة والدته طوال سنوات مرضه.

بدأت حياته المهنية عقب حصوله على بكالوريوس الطب والجراحة 1947، فدبلوم عام 1948، ليحصل على الدكتوراه في الجراحة العامة عام 1951، ليكن أستاذ الطب والجراحة بجامعة القاهرة، ووكيل كلية الطب جامعة القاهرة 1966، ثم نائب رئيس الجامعة 1974، وبصبح وزيرًا للصحة 1976، ورئيس جامعة القاهرة 1978، ورئيس أكاديمية البحث العلمي 1980.

كان يرى أنه طالما وجدت الجامعات والتعليم في الدول فإنها لاتشيخ أبدًا، قائلًا في حديث صحفي سابق: "طول ما فيه جامعات وهناك تعليم جيد في مصر، يبقى البحث العلمي والعلم المصري بخير، لأن أساس البحث العلمي هو التربية والتعليم، ولذلك أقول أن العلم المصري لم يصب بالشيخوخة، بل أنه متجدد ومتطور وقادر على الاستمرارية والعطاء بعقول المصريين".

مدافعًا عن الطيور المصرية المهاجرة من العلماء، فقد رأى فيهم من يعمل ويجتهد خارجًا ليستثمر علمه فيما بعد في وطنه، قائلًا: "لا تتخيل أن هناك مصريًا يمكن أن يتجرد من مصريته".

طالما كان مدافعًا عن العلم، عاشقًا لطبه ومهنته، وعلى مدار سنوات عمله كانت إنجازاته تُغزل واحدة تلو الأخرى، يعمل في صمت حتى يخرج بنتاج لا مثيل له، حتى وافته المنية صباح يوم الجمعة، الموافق 18 ديسمبر 2015، بعد أن ترك إرث لا يقدر بثمن مُنذ ولدته 27 اكتوبر 1934، فله من المؤلفات كتاب في ثلاثة أجزاء في الجراحة العامة، ونظرة مستقبلية للتعليم الجامعي في مصر، ونظرة مستقبلية للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي في مصر.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل