المحتوى الرئيسى

"سيبويه" ليس وحده.. أشهر 10 علماء قامت على أكتافهم "علوم اللغة العربية"

12/18 18:59

يعتبر الدين الإسلامي المكون الثقافي الأوحد للعرب، فهو الذي جمعهم على لغة واحدة مستعينا بنبي واحد أوتي جوامع الكلم وكتاب واحد استطاع أن يوحد لهجاتهم في لغة واحدة صارت أفصح من كل اللهجات، ثم ما لبث أن ترك كل قوم لهجتهم وتمسكوا باللغة الفصحى.

وعلى مدرا تاريخ اللغة العربية الطويل، ظهر علماء عظام جمعوا أطرافها وسجلوا فنونها وعلومها في مؤلفات لا تحصى، لكن كان لهم رواد أخذوا زمام المبادرة في أفرع علوم اللغة الرئيسية، وسار كل من جاء بعدهم على دربهم وأضاف عليهم، حتى أصبحت علوم اللغة مليءة بالمؤلفات الثرية التي تتناول أدق تفاصيلها وقضاياها.

1ـ أبو الأسود الدؤلي (النحو)هو ظالم بن عمرو بن سفيان الدؤلي الكناني، (16 ق.هـ. -69 هـ)، كان مشهورا بالفصاحة، وأجمع المؤرخون واللغويون على أن أبا الأسود الدؤلي أول من وضع علم النحو، فقال محمد بن سلام الجمحي "أبو الأسود هو أول من وضع باب الفاعل والمفعول والمضاف، وحرف الرفع والنصب والجر والجزم، فأخذ ذلك عنه يحيى بن يَعْمَر"، وقال أبُو عَلِي القَالِي صاحب كتاب الأمالي "حدثنا أبو إسحاق الزجاج، حدثنا أبو العباس المبرد، قال: أول من وضع العربية ونقط المصاحف أبو الأسود على أنه أول من وضع علم النحو".وتذكر الروايات المختلفة أن أبو الأسود ذهب ذات مرة إلى الإمام علي بن أبي طالب، وقد دون بعض الملاحظات التوضيحية في اللغة، كالفرق بين التعجب والاستفهام في جملة "ما أجمل السماء"، فاستحسن الإمام علي مجهوده وطلب منه أن يكمله، وقال له "انح هذا النحو"، أي استمر على هذا المنهج، ومن هنا جاءت تسمية علم التراكيب العربية بـ"النحو".

2ـ الخليل بن أحمد الفراهيدي (الشعر)أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي الأزدي اليحمدي، (100 هـ170 هـ)، من أئمة اللغة والأدب، وواضع علم العروض، أخذه من الموسيقى وكان عارفا بها.طرأت بباله فكرة وضع علم العروض عندما كان يسير بسوق الصفارين (مبيضو النحاس) فكان لصوت دقدقة مطارقهم على نغم مميز، ومنهُ طرأت بباله فكرة "العروض" التي يعتمد عليها الشعر العربي. فكان يذهب إلى بيته ويتدلى إلى البئر ويبدأ بإصدار الأصوات بنغمات مختلفة ليستطيع تحديد النغم المناسب لكل قصيدة، وعكف على قراءة أشعار العرب ودرس الإيقاع والنُظُم ثم قام بترتيب هذه الأشعار حسب أنغامها وجمع كل مجموعة متشابهة ووضعها معا، فتمكن من ضبط أوزان خمسة عشر بحرًا.

3ـ الجاحظ ( النقد الأدبي)هو أبو عثمان عمرو بن بحر بن محبوب الليثي الكناني البصري الملقب بـ"الجاحظ" بسبب جحوظ عينيه، (159 هـ-255 هـ)، يعتبر الجاحظ هو مؤسس علم النقد الأدبي رغم أن هناك من سبقوه، ولكنها كانت محاولات غير مكتملة، لكن الجاحظ كان أول من انتهج منهجا نقديا خالصا، وأسلوبا بحثيا أقل ما يقال فيه إنه منهج بحث علمي منضبط ودقيق، يبدأ بالشك ليعرض على النقد، ويمر بالاسـتقراء على طريق التعميم والشمول بشكل عقلاني بحت.

4ـ الإصمعي (الأدب)هو عبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن علي بن أصمع الباهلي (121 هـ- 216 هـ) أشهر رواة الشعر العربي على الإطلاق، وحافظ أداب العرب ممن سبقوه وأحدد أئمة اللغة، وكان يجمع كل ما يقع تحت يديه من كلام العرب ويفظه، ليس هذا فحسب بل كان يتفكر فيه ويوازن بينه، ولم يكن من نقاد عصره ومؤرخي الأدب من يستطيع أن يغلبه بالحجة، وكان عالما أيضا بفنون النحو ما سهل عليه مهمته الأدبية.

5ـ سيبويه (النحو)هو أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر الحارثي بالولاء الملقب بـ"سيبويه" (148 هـ - 180 هـ)، إمام النحاة، وأول من بسّط علم النحو، تلقى النحو والأدب عن الخليل بن أحمد ويونس بن حبيب وأبي الخطاب الأخفش وعيسى بن عمر، وحضر إلى بغداد وتحدى الكسائي، وكان وقتها من أجل علماء اللغة والنحو، ورغم أنه مات شابا في الـ 32 من عمره، إلا أنه ترك وراءه ميراثا لغويا عظيما، وأشهر مؤلفاته بل من أشهر مؤلفات اللغة على الإطلاق كتاب "الكتاب"، وقال عنه "إن كل من كتب في النحو أطلق على ما كتبه كتابا فإن هذا هو الكتاب".بدأ سيبويه حياته بتلقي علوم الفقه والحديث، حتى أخطأ في إعراب كلمة في حديث للرسول (صلى الله عليه وسلم): "ليس من أصحابي أحد إلا لو شئت لأخذت عليه ليس أبا الدَّرداء"، فقال سيبويه "ليس أبو الدرداء" على أنه اسم ليس المرفوع، فخطأه شيخه حَمَّاد بن سلمة البصري، وقال إنه منصوب على الاستثناء، فأقسم سيبويه أن يتعلم النحو حتى لا يخطئه أحد بعد ذلك، ولم يصدق سيبويه في قسمه فقط، بل أصبح أبا النحو كما أطلق عليه العلماء.

6ـ ابن جني (فقه اللغة)هو أبو الفتح عثمان بن جني ( 322 هـ، 392 هـ)، نبغ ابن جني في الأدب في بداية حياته، وقرأ الأدب في صباه على أبي علي الفارسي، وتوثقت الصلات بينهما، حتى نبغ ابن جني وصار أستاذه يسأله في بعض المسائل، ويرجع إلى رأيه فيها، وعلى الرغم أن ابن جني كان يتبع المذهب البصري في اللغة إلا أنه كان كثير النقل عن أناس ليسوا بصريين في النحو واللغة وقد يرى في النحو ما هو بغدادي أو كوفي، فيثبته.

التقى ابن جني بالمتنبي في حلب عند سيف الدولة الحمداني، كما التقاه في شيراز عند عضد الدولة، وكان المتنبي يحترمه ويقول فيه: "هذا رجل لا يعرف قدره كثير من الناس"، وكان المتنبي إذا سئل عن شيء من دقائق النحو والتصريف في شعره يقول: "سلوا صاحبنا أبا الفتح".

يعد ابن جني أول من قام بشرح أشعار ديوان المتنبي وقد شرحه شرحين الشرح الكبير والشرح الصغير، وكان ابن جني دقيق الملاحظة في معاني اللغة ودلالات الألفاظ، وأودع علمه كتابا يعد من أعمدة كتب اللغة وهو "الخصائص"، تناول فيه أغلب قضايا اللغة المتعلقة بأصل الألفاظ واستعمالاتها المختلفة، وأصبح هذا الكتاب نواة لعلم يسمى "فقه اللغة".

7ـ المبرد (النحو)هو أبو العباس محمد بن يزيد بن عبد الأكبر الملقب بـ"المبرد"، (210 هـ، 286 هـ)، أحد العلماء الجهابذة في علوم البلاغة والنحو والنقد، عاش في العصر العباسي، وكان واحدا من العلماء الذين تشعبت معارفهم، وتنوعت ثقافاتهم لتشمل العديد من العلوم والفنون، وإن غلبت عليه العلوم البلاغية والنقدية والنحوية، فإن ذلك ربما كان يرجع إلى غيرته الشديدة على قوميته العربية ولغتها وآدابها في عصر انفتحت فيه الحضارة العربية على كل العلوم والثقافات، وظهرت فيه ألوان من العلوم والفنون لم تألفها العرب من قبل.

تلقى العلم في البصرة على يد عدد كبير من أعلام عصره في اللغة والأدب، وعلى رأسهم المازني الذي كان يراه المبرد أعلم الناس بالنحو بعد سيبويه، وبعد وفاة المازني صار المبرد زعيم النحويين بلا منازع وإمام عصره في الأدب واللغة من بعد شيخه، واختصه كثير من أعيان البلاد لتأديب أبنائهم. وبالرغم من أنه عاصر تسعة من الخلفاء العباسيين إلا أنه لم يتصل إلا بواحد منهم هو المتوكل.

قال عنه ياقوت الحموي: "كان إمام العربية، وشيخ أهل النحو ببغداد، وإليه انتهى علماؤها بعد الجرمي والمازني، ورغم غزارة مؤلفات المبرد لم يصل منها إلى عصرنا سوى القليل، بسبب الحروب التي ضربت بغداد على يد التتار، وتدميرهم لكل مظاهر الحضارة بما فيها الكتب والمؤلفات، ولعل أعظم ما ترك المبرد كان كتاب "الكامل" في اللغة والأدب.

8ـ الزمخشري (البلاغة)هو أبو القاسم محمود بن عمر بن محمد بن عمر الخوارزمي الزمخشري، (467 هـ، 538 هـ)، اشتهر في عصره، ومدحه الشعراء والأدباء، وطلب العلماء أن يعطيهم الإجازة في رواية كتبه، وهو إمام كبير في الحديث، والتفسير، والنحو، والبلاغة. وصاحب مؤلفات عظيمة في كل ذلك، ولكنه كان طريقه إلى كل هذه العلوم هي اللغة، ومن يستعرض كتابه في التفسير بعنوان "الكشاف" يجده منصبا على بلاغة القرآن وتراكيبه اللغوية، وكذلك له كتاب "المفصل" في النحو، وأهم كتبه هو معجمه "أساس البلاغة"، وهو من أعظم قواميس اللغة العربية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل