المحتوى الرئيسى

تونس.. الذكرى الخامسة لـ"ثورة الياسمين" في أجواء باهتة

12/17 18:48

تحيي تونس "مهد الربيع العربي"، اليوم الخميس، في أجواء كئيبة وباهتة الذكرى الخامسة للثورة التي أطاحت مطلع 2011 بنظام الرئيس زين العابدين بن علي الذي حكم البلاد 23 عامًا.

وبسبب أجواء الكآبة الناجمة بالأساس عن تواصل تردي الأوضاع الاقتصادية وارتفاع معدلات الفقر والبطالة وتصاعد التهديد الجهادي في تونس، تقام فعاليات "بسيطة" اليوم في مدينة سيدي بوزيد التي انطلقت منها شرارة الثورة.

في 17 ديسمبر 2010 أقدم البائع المتجول محمد البوعزيزي "26 عامًا" على إضرام النار في جسمه أمام مقر ولاية سيدي بوزيد احتجاجًا على مصادرة الشرطة البلدية عربة الخضار والفاكهة التي كان يعيش منها.

توفي البوعزيزي في الرابع من يناير 2011 في المستشفى متأثرًا بحروقه البالغة، وأطلقت وفاته احتجاجات شعبية عارمة انتهت في 14 يناير 2011 بهروب الرئيس زين الدين بن علي إلى السعودية، قبل أن تمتد الاحتجاجات لاحقًا إلى دول أخرى في المنطقة.

وفي قلب مدينة سيدي بوزيد، تمَّ تعليق صورة عملاقة لمحمد البوعزيزي كتب عليها "ثورة 17 ديسمبر 2010 رمز الوحدة الوطنية"، وأقيم صباح الخميس عرض فروسية وسط المدينة أمام جماهير متفرقة.

ومن المنتظر أن تضع وزيرة الثقافة لطيفة لخضر، اليوم، حجر الأساس لبناء "متحف الثورة"، وأن تفتتح "المعهد الجهوي للموسيقي" و"المكتبة العمومية" في سيدي بوزيد، حسبما أعلنت وزارتها في بيانٍ أمس الأربعاء.

ونشرت السلطات التونسية تعزيزات أمنية كبيرة في وسط مدينة سيدي بوزيد وبخاصةً أمام مقر الولاية حيث تمركزت عربة مصفحة.

وتعتبر تونس "استثناء" في منطقة الربيع العربي. وتجنبت البلاد الفوضى التي عمت دولاً أخرى مثل سوريا واليمن وليبيا، وفي 2014 أقرَّت تونس دستورًا جديدًا وأجرت أول انتخابات رئاسية وتشريعية ديمقراطية وحرة في تاريخها.

وأسندت جائزة نوبل للسلام لهذا العام إلى أربع منظمات تونسية لعبت دورًا حاسمًا في إنقاذ مسار الانتقال الديمقراطي في تونس.

وهذه المنظمات هي "الاتحاد العام التونسي للشغل" - المركزية النقابية، و"الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية" - المنظمة الرئيسية لأرباب العمل، و"الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان"، وعمادة المحامين.

وقادت المنظمات الأربع المعروفة في تونس باسم "الرباعي الراعي للحوار الوطني" مفاوضات سياسية طويلة وشاقة بين حركة النهضة الإسلامية ومعارضيها وحملتهم على "التوافق" لتجاوز أزمة سياسية حادة اندلعت في 2013 اثر اغتيال اثنين معارضي الإسلاميين.

وأفضى "الحوار الوطني" إلى استقالة حكومة "الترويكا" التي كانت تقودها حركة النهضة، لتحل محلها مطلع 2014 حكومة غير حزبية برئاسة مهدي جمعة قادت البلاد حتى إجراء انتخابات عامة نهاية العام نفسه.

وأقرَّ الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي أنَّ جهود الرباعي أدَّت إلى إنقاذ البلاد من شبح الحرب الأهلية والفوضى.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل