المحتوى الرئيسى

ملتقى سيدات الأعمال.. القوة النسائية القادمة

12/17 09:53

تظل توصيات ملتقيات الأعمال لاسيما النسائية منها على المحك إلى أن تدخل حيز التنفيذ، يبدو أن توصيات ملتقى صاحبات الأعمال الخليجيات الثالث الذي عقد مؤخرا بالدوحة ونظمته غرفة قطر، قد وجدت طريقها إلى حيز التنفيذ من خلال تبني اتحاد مجلس الغرف الخليجي، ما أجمعت عليه سيدات كثر من ضرورة تبني دول الخليج لهذه التوصيات، بما يعزز من مكانة المرأة الاقتصادية وريادتها في قطاع الأعمال.

شددّت سيدات أعمال من مختلف دول مجلس التعاون على ضرورة تحسين بيئة العمل الخليجي وتجاوز كل التحديات التي من شأنها أن تعرقل منظومة العمل النسائية في دول المجلس، من أجل دعم العمل البيني بين سيدات الأعمال ودخول النساء في تحالفات اقتصادية تعزز مشاركتهن في منظومة الاقتصادي الوطني، ويسهل عليهن اقتناص الفرص الاستثمارية السانحة من خلال تكوين كيانات اقتصادية نسائية خليجية تستطيع المنافسة في السوق المحلي والخليجي والاقليمي بما يتماشى مع المتغيرات الاقتصادية وقوى السوق التي تشهد تحولات جذرية خاصة في الآون الأخيرة.

من جهتها قالت أفنان راشد عبد الرحمن الزياني رئيس لجنة سيدات أعمال البحرين بغرفة تجارة وصناعة البحرين "أن الملتقى سلط الضوء على التحديات التي تواجه سيدات الأعمال الخليجيات، حيث حرص الملتقى على تحفيز وتشجيع إقامة التحالفات الإقتصادية النسائية لتمكين صاحبات الأعمال من الدخول في المشروعات الكبرى، فمن خلال هذه التحالفات النسائية نستطيع أن نرى مشاريع نسائية يشار إليها بالبنان وتكون نموذج ناجحة وقدوة لشابات الأعمال".

وأضافت الزياني: "دول المجلس تشهد نموا متسارعا في مجال ريادة الأعمال عبر إنشاء المشاريع الصغيرة والمتوسطة، صحيح أن بعض هذه المشاريع يواجه تحديات لكن في المحصلة نجد أنفسنا أمام عدد كبير من المشاريع، وعلى الجهات المعنية دعم ومساندة تلك المشاريع، عبر تحسين بيئة المشروعات الانتاجية الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال الخاصة بالمرأة من دعم وتمويل، ودعم محاولات قيام تحالفات نسائية تكون قادرة على التعامل مع معطيات السوق ومستجداته المختلفة". مبينةً أن بعض السيدات اللاتي استطعن قطع شوطا كبيرا في مشاريعهن ونجحن نجاحا كبير أصبحن يتصدرن قوائم أكثر النساء تأثيرا في العالم العربي والعالم.

وعن تجربة المرأة في السعودية تقول مناهل بنت عبد الله الحمدان عضو مجلس غرفة الشرقية "أن المرأة في المملكة العربية السعودية مازالت تعاني الكثير من العقبات والتحديات، لكن من تريد النجاح ستنجح، لأن القرار بيد المرأة أولا وأخيرا قبل كل شيء، فهناك نماذج نسائية عديدة استطعن أن يقهرن التحديات، بل وأصبحن من الرائدات في مجال الأعمال اللاتي يشار إليهن بالبنان، نظرا لتجاوزهن تلك العقبات والاصرار على النجاح، وعدم الالتفات إلى الوراء حيث استطعن أن يفرضن أنفسهن ونجاحهن على أسرهن ومجتمعهن من خلال الفهم الجيد للسوق السعودي، والتعامل مع المتغيرات الاقتصادية وحركة السوق بمزيد من الوعي والمرونة والاستفادة من تجارب شخصيات نسائية عديدة في الخليج والمنطقة الاقليمية لتفادي الاخطاء التي تواجه المشاريع المماثلة، وهذا بالطبع أكسبهن خبرة ودراية عالية، بل أن السوق السعودي يوجد به نماذج نسائية على مستوى عالمي، استطعن أن ينافسن سيدات أعمال رائدات في شتى بقاع المعمورة، فالسوق السعودي سوق كبير وينضوي داخله شركات عالمية تقودها نساء سعوديات مثل لبنى العليان والدكتورة ناهد طاهر وغيرهن الكثيرات.

وأضافت الحمدان أن مبادرة إنشاء شركة أو مركز لصاحبات الأعمال على المستوى الخيليجي بلا شك سيسهم في دعم برامج خدمات رواد الأعمال في جميع دول مجلس التعاون وإعداد الدراسات اللازمة لبلورة الفرص الاستثمارية عبر التنسيق مع الأمانة العامة للإتحاد، وأيضا منظمة الخليج للإستشارات الصناعية، من أجل الاسهام الفاعل في نجاح المشاريع النسائية وتحفيزها للمضي قدما في زيادة حصتها السوقية والانتاجية ورفع مساهمة المرأة في الانتاج المحلي الاجمالي بدول مجلس التعاون على النحو المنشود.

تقدم الدول يقاس بمدى تمكين المرأة

بينما تقول ابتهاج الأحمداني رئيس منتدى سيدات الأعمال القطريات، أنه برغم النجاحات العديدة التي حققتها المرأة الخليجية في تبؤأ مناصب رفيعة وحمل حقائب وزارية وتمثيل برلماني وريادة الأعمال، إلا أن الواقع الاقتصادي يؤكد أن مساهمتها في التنمية دون المستوى المطلوب، فهي لا تستطيع أن تقدم إنجازاتها المختلفة لخدمة الأهداف التنموية في ظل الاجراءات البروقراطية، إلا أنها شددت في الوقت ذاته على أن العقبات أو التحديات تواجه أي مشروع جديد بل حتى المشاريع الكبيرة تواجه تحديات، يجب الخروج من دائرة التحديات والسعي بشكل جاهد لاثبات الذات عبر المشاريع النوعية المختلفة ذات القيمة المضافة لمجتمعاتنا. فالمرأة شريك الرجل في الوطن وشريكه في التنمية، كما أن تقدم الدول يقاس إلى حد كبير بمدى مشاركة وتمكين المرأة وتحقيق المساواة في العمل بين الجنسين، يجب توسيع مشاركة المرأة في مجالس الادارات وتولي المناصب الادارية العليا، ولعل الدعوة إلى تأسيس مركز استشارات على مستوى دول التعاون لصاحبات الاعمال الخليجيات، تسهم بشكل فاعل في تعزيز التواصل فيما بينهن، بالاضافة إلى دراسة الفرصة الاستثمارية والصناعية السانحة بالتعاون مع منظمة الخليج للإستشارات الصناعية والمؤسسات التمويلية للمشروعات الصغيرة والمتوسطة.

وأضافت الأحمداني أن مثل هذه الملتقيات تسهم في بلورة رؤية واضحة من أجل تسريع وتيرة وآليات تمكين المرأة، شريطة أن تكون منطلقا لترسيخ واقع جديد للمرأة، خاصة وأنها مهيأة أن تلعب دورا محوريا في منظومة الاقتصاد الوطني في وقت يحتاج فيه الجميع لكل العقول والقدرات المختلفة سواء للرجال أو النساء، بالاضافة إلى دورها الملحوظ في مجال المسؤولية الاجتماعية، منوهة في هذا السياق إلى وجود الكثير من النماذج الخليجية التي نفتخر بها كسيدات أعمال استطعن أن يلعبن دورًا بارزًا في مجال خدمة المجتمع ويحققن نجاحا باهرا.

المرأة الإماراتية قطعت شوطا كبيرا

بينما ترى د.آمنة خليفة آل علي، رئيس مجلس سيدات أعمال عجمان "أن المرأة الاماراتية قطعت شوطاً كبير في مجال الأعمال حيث سهلت لها البيئة الاماراتية الدعم والمساندة لتحقيق النجاح في المشاريع النسائية المختلفة، بالإضافة إلى توفر العديد من الجهات الداعمة سواء على صعيد التمويل أو الاستشارات والخبرة أو الدورات التدريبية التي بدورها تسهم في تشكيل رؤية واضحة لسيدات الأعمال الاماراتيات عن السوق الاماراتي وما يتطلبه من احتياجات متعلقة بالمشاريع النسائية، لكنها ركزت في الوقت ذاته على أن بعض العقبات أو التحديات التي تواجه سيدات الاعمال تتشابه بحكم العادات والتقاليد المتقاربة في البيئة الخليجية، لكن على سيدة الاعمال أو من تريد خوض ريادة الاعمال أن تنتزع المبادرة وتأخذ قرارها بنفسها لتحمل أي عقبات قد تواجهها في سبيل تحقيق مشروعها الذي تحلم به، يجب أن تمتلك الخبرة والدراية عبر التدريب والتعرف على احتياجات السوق عن قرب والقيام بدراسة الجدوى الاقتصادية للمشروع وغيرها من الأشياء الهامة التي يتطلبها سوق الأعمال. وأضافت آل علي أن مبادرة الشيخ خليفة بن جاسم آل ثاني رئيس اتحاد غرف دول مجلس التعاون لدول الخليج رئيس غرفة قطر، بتأسيس مركز استشارات لسيدات الأعمال الخليجيات يقدم الدعم والمساندة للشركات الصغيرة والمتوسطة، يعد نقلة نوعية لقطاع الاعمال النسائي الخيليج، وينسجم مع توجهات العمل الخليجي المشترك الذي يدعم قطاع الأعمال في دول مجلس التعاون الخليجي ،وانطلاقا من الدور الفاعل لمجلس الغرف على مستوى دول التعاون، حيث تدعم هذه المبادرة سيدات الاعمال وتسهم في التنسيق فيما بينهن من مشاريع واستشارات مختلفة على مستوى دول الخليج.

من جهتها ترى الباحثة الاجتماعية آية بنت شيخ ماء العينين أن المرأة القطرية تواجه تحديات عديدة من خلال البيئة والمجتمع المحافظ، إلا أنها استطاعت أن تجد نافذة تطل منها على المجتمع وتندمج فيه بقوة، وذلك عبر مجال الاستثمار وريادة الأعمال، حيث استطاعت نماذج عديدة من النساء القطريات أن تثبت نجاحها وريادتها في قطاع المال والاعمال وقطاع الادارة سواء في القطاع الخاص أو في الجهات الحكومية المختلفة، مثل عائشة المضاحكة في حاضنة قطر للأعمال، وابتهاج الأحمداني رئيسة لجنة سيدات الاعمال بالغرفة، والشيخة نورا بنت جاسم آل ثاني التي تدعم الاستدامة وتحتضن مشاريع حماية البيئة، وحتى على مستوى الجمعيات الأهلية أو شبه الحكومية مثل رابطة سيدات الأعمال القطريات، حيث نجد في الرابطة الشيخة العنود بنت خليفة آل ثاني رئيس رابطة سيدات الأعمال القطريات ونائبتها عائشة الفردان.

وأضافت ماء العنين أننا نرى سيدات أعمال خليجيات ناجحات في قطاعات مختلفة استطعنا أن يدخلنا مجالات ظلت حكرا على الرجال لعقود طويلة، لكن في قطر المرأة القطرية مازالت تواجه تحديا في بعض القطاعات التي لم تلج إليها ومن ثم ظلت هذه القطاعات حكرا على الرجال مثال قطاع الصناعة والبناء والمقاولات والنقل وكابتن طيار وغيرها من القطاعات التي يهيمن عليها الرجل بقوة.

وعن تكرار المشاريع النسائية الخاصة بالمشاغل والعباءات والعطور تقول ماء العنين: "هذه النوعية من الأعمال يتطلبها السوق المحلي وهذا سبب الاقبال عليها، كما أن خسائرها ليست باهظة على غرار المشاريع الأخرى التي تكون الخسائر فيها كبيرة لهذا السبب نجد الكثير من رائدات الأعمال بقطاعات مثل البيع بالتجزئة في العطور والأزياء ومستحضرات التجميل والمطاعم، لكننا ننتظر مبادرات نسائية في قطاعات أخرى كالصناعة والبناء والنقل وغيرها من القطاعات الحيوية التي يهيمن عليها الرجال". مختتمة قولها أن النجاح حليف الكثير من السيدات بقطر مثل سمو الشيخة هنادي بنت ناصر، والشيخة العنود بنت خليفة آل ثاني، عائشة الفردان وابتهاج الأحمداني، والشيخة نورا بنت جاسم آل ثاني وعائشة المضاحكة التي تحضتن رائدات الاعمال ورواد الأعمال من خلال حاضنة قطر للأعمال.

من جانبها قالت نوف الركان الرئيس التنفيذي لشركة مبادرات التعليم من المملكة العربية السعودية أن "تحفيز المرأة على النجاح في العمل يعد تفعيل لنصف المجتمع المعطل والذي يسعى بدوره للمشاركة في التنمية الاقتصادية. منوهةً أن الثروة الحقيقة تكمن في الثروة البشرية إذا أحسن استغلالها الاستغلال الأمثل بما يعود بالنفع على الفرد والمجتمع، فانخراط المرأة في بيئة العمل يسهم في تعزيز المشاركة المجتمعية لديها وتحفيز قدراتها الكامنة عبر الاعمال المناسبة لها سواء كانت في مجال التعليم والتدريب أو غيرها من المجالات الاقتصادية المختلفة. مضيفة أن معظم التحديات التي تواجه المرأة تكاد تكون هي نفسها التي تواجه الرجل وأن اختلفت بعض الامور البسيطة، لكن في نهاية المطاف التحديات واحدة وتواجه الجميع ، وعلى من يريد النجاح الاستمرار والتغلب على تلك التحديات ،لكي تأخذ دورها في مجتمعها وتكون عضوا فاعلا.

من جانبها قالت ريم السويدي مديرة مركز بداية بالدوحة "أن تمكين المرأة وانخراطها في مجال الاعمال يرجع في المقام الأول إلى كيفية الاستفادة من الطاقات البشرية على أحسن وجه، والاستثمار في الانسان عبر التدريب والتطوير ورفع القدرات والمهارات والتعرف على الانشطة الاقتصادية المختلفة عبر ورش العمل وتكوين رؤية واضحة للمشروع الذي تنوي رائدة الاعمال المضي فيه قدما، كما يجب على رائدات الأعمال الاستفادة من الامكانيات التي توفرها الجهات المعنية في الدولة وقطر تزخر بالعديد من الجهات الداعمة في هذا المجال".

وأضافت السويدي أن مركز بداية المنضوي تحت مظلة بنك قطر للتنمية ومؤسسة صلتك يعلب أدورا كبيرة ومهمة في سبيل تقديم خدمات داعمة لرواد الاعمال من الجنسين، وذلك عبر توفر الدعم اللوجستي أو عبر تقديم خدمات التوجيه والارشاد ومتابعة رائد الاعمال أو رائدة الاعمال حتى يستطيع أو تستطيع الخروج إلى السوق بقوة وأن يقف على قدميه بناجح واقتدار موضحة على رواد الاعمال اكتشاف ما يتميز به مشروعهم من مزايا، لأن التميز في تقديم الأفكار والمشاريع يسهم إلى حد كبير في نجاحها.

من جانبها تقول جواهر النعيمي مديرة برنامج الضمين ببنك قطر للتنمية: "أن النهوض بالمشروعات المنزلية في قطر شكل عاملا كبيراً في النهوض بالمرأة والارتقاء بالخدمات المقدمة اليها، كما تساهم هذه المشروعات في التنمية الاقتصادية مشيرة أنه قبل وضع هذا البرنامج تم الاضطلاع على تجارب عدة دول مختلفة تقدر بحوالي 10 دول، وبناء على تلك الخبرات السابقة والتراكمات الفنية وآليات النهوض بالمشاريع المنزلية في دولة قطر، تم وضع برنامج الضمين وفق رؤى واضحة وآليات محددة".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل