بالفيديو والصور..طالب دبلوم زراعي بقنا يبتكر إنسانا آليا وجهاز تعقب سرقات وشاحن مروحة وموبايل من مخلفات الأجهزة التالفة

- مشاهدتى لأفلام الكارتون دفعتنى لابتكار إنسان آلى صغير وأحلم بصنع "روبوت ضخم"

- ظروفي المادية تضطرني إلى تفكيك الابتكارات التى أصنعها لابتكار غيرها

- أعتمد على مخلفات الأجهزة التالفة فى تنفيذ ابتكاراتي

"الحاجة أم الاختراع" عبارة يتداولها الكثير من الناس، للتأكيد على أن احتياج الانسان إلى حاجة معينه، تدفعه إلى ابتكار ما لم يمكن أن يتخيله أو يحلم أن يقوم به فى يوم من الأيام، وهذا ما ينطبق تماماً على الطالب محمد عابدين " طالب بالدبلوم الزراعى بمركز قوص" ، حيث دفعته الحاجة لمعرفة اللصوص الذين سرقوا " موتوسيكل" صديقه، إلى ابتكار صاعق كهربائى يتم تركيبه فى الدراجات النارية لصعق اللصوص، كما دفعه كثرة انقطاع التيار الكهربائي لابتكار جهاز بسيط من مكونات محلية لشحن الأجهزة البسيطة فى المنزل.

الأمر لم يقف عند هذين الجهازين فقط، بل يقوم محمد عابدين، بابتكار العديد من الأجهزة الاليكترونية، بعد تفكيك ما ابتكره من قبل من مكونات محلية بسيطة، لعدم وجود إمكانيات مادية تساعده على ابتكار أجهزة جديدة مع الاحتفاظ بالقديم منها.

وبرع محمد عابدين ، الطالب بالدبلوم الثانوي الزراعي بمدينة قوص التابعة لمحافظة قنا أن يحقق أحلام الطفولة ويجعلها واقعاً حقيقياً، و يبتكر أجهزة اليكترونية بسيطة جعلته مثار اهتمام من المحيطين، وفى ذات الوقت مصدر قلق للبعض الآخر ، ممن يخشون مخاطر التيار الكهربائي وخاصة فى قرى صعيد مصر التى تمتلئ بمخلفات المحاصيل الزراعية.

التميز لدى محمد عابدين لا ينحصر فى ابتكار الأجهزة فقط ، بل قدرته على ابتكار الأجهزة من خلال الخامات المحلية البسيطة المتوافرة فى البيئة المحيطة ودون متابعة كتب أو مجلات علمية أو حتى الاطلاع على شبكة الانترنت التى لا يجيد التعامل معها حتى الآن لعدم وجود إمكانيات مادية تسمح له بشراء جهاز حاسب آلى.

و استطاع محمد عابدين، خلال سنوات عمره القليلة ومستواه الاقتصادي البسيط الذى يعيش فيه، أن يبتكر مجموعة أجهزة اليكترونية ، وكان من أبرز هذه الابتكارات جهاز تعقب وصعق لـ لصوص الدراجات النارية ، حيث يتم توصيل الجهاز بشريحة موبايل ، تجعل الجهاز يقوم بالاتصال على رقم صاحب الدراجة النارية ، ويقوم بدوره صاحب الدراجة بالحديث مع سارق الدراجة البخارية عن طريق سماعة مثبته فى جانب معين من الدراجة وتحذير السارق بترك الدراجة وفى حالة الرفض يقوم صاحب الدراجة بالاتصال على رقم معين من خلال تليفونه المحمول المربوط بالدائرة الموجودة فى الدراجة لصعق سارق الدراجة كهربائياً مع زيادة درجة الصعق فى حالة إصرار اللص على سرقة الدراجه النارية.

جهاز تعقب اللصوص لم يكن البداية أو النهاية لاختراعات طالب الثانوى الزراعى، التى لا تنقطع، فقد تمكن أيضاً من صنع إنسان آلى بسيط و لانش مائى صغير وابتكار جهاز لشحن التليفون المحمول وآخر لشحن مروحة السقف لمدة 3 ساعات وجهاز لتقوية شبكة الهاتف المحمول.

كما أن سنه الصغير دفعه لابتكار أجهزة للتسلية والمزاح مع أقرانه فى السن مثل مسدس للصعق الكهربائى الخفيف وخواتم فى الأصبع تصعق من يرتديها ، لكنها لا تتسبب فى أضرار قاتلة لمن يستخدمها ولكنها على سبيل الدعابة فيما بينهم، كما لم ينسى أن يبتكر قلم مضىء لمساعدته فى كتابة واجباته المدرسية فى ظل الانقطاع المتكرر للكهرباء بقرى صعيد مصر.

قال محمد عابدين ، بدأ اهتمامى بالتكنولوجيا والاليكترونيات منذ كنت صغيراً ، فكنت أقوم بتصليح الأجهزة الاليكترونية فى المنزل سواء جهاز تسجيل أو مكواة وكان أهلى يشجعوننى على ذلك ، لدرجة أنه منذ أن بدأت فى صيانة هذه الأجهزة لم يدخل بيتنا صنايعى لتصليح أى جهاز كهربائى ، لكن أهلى الذين شجعونى على ذلك لم يتحمسوا للابتكارات الأخرى التى كنت أقوم بها ، ويعتبرونه مضيعة للوقت.

وتابع عابدين ، بنبرة حزينة تدل على العجز المادى، أقوم بتفكيك الأجهزة بعد تجربتها لفترة من الزمن لكى أتمكن من إنتاج ابتكارات أخرى من هذه الخامات البسيطة، لأننى لا أستطيع شراء غيرها، وهى بمثاب ثروتى فى الحياة.

و أوضح عابدين، بأنه هناك بعض الأشخاص كان لهم دور فى استكمالى لمشوارى فى ابتكار الأجهزة منهم الأخصائي الاجتماعى بالمدرسة والذى يشجعنى بشكل معنوى لتنمية قدراتى فى هذا المجال، مضيفاً بأنه استطاع فى سن 9 سنوات ابتكار مركب صغير يعمل بدائرة لا سلكية و إنزاله فى الترعة " مصرف مائى " مجاور لمنزلهم ليستمتع به مع زملائه أثناء سيره فى الماء.