المحتوى الرئيسى

ممثل النيابة في محاكمة "الروائي أحمد ناجي": هل أصبح التعري تأدبًا؟!"

12/15 14:58

حصل موقع الدستور الإلكتروني على نص مرافعة ياسر ربيع، مدير نيابة وسط القاهرة الكلية ، أمام محكمة جنح بولاق أبو العلا، برئاسة المستشار إيهاب الراغب، أثناء مرافعته في القضية المعروفة إعلاميًا بـ" اتهام الروائي احمد ناجي بنشر مقال جنسي"،

وقال ممثل النيابة أن الحرية تقف أمام كل تحدي يعتري سبيلها وانه لن يهز كيانها سقطة ضالة ولا سيما الحرية الفكرية تقتضي التفكير من غير ضوابط ولا قيود فتسببوا بذلك في صدم المشاعر الإنسانية وهزوا معايير القيم العليا وعاثوا في الأرض فسادا زاعمين أنهم مصلحون أو مجددون، الا انهم باسم الحرية يكذبون وباسم الأدب يفترون .

وانتقد ممثل النيابة العامة محاولة المتهمين مقابلة الرواية لنص القران الكريم في سورة يوسف معتبرًا أنه يقابل قول الحق تبارك وتعالى "ولقد همت به وهم بها" وفرق بين هم بشري وهم النبي، مشيرا الي إن القران تحدث عن العلاقة الجنسية بأدب جم وحياء رفيع وكان متمثلا في قول الله (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ.

وأشار ممثل النيابة إلى أن من مضاعفات هذا الجهل أن تُخدع به الأغرار وأن تُبذل الجهود لإشاعته ومد رقعته وأن تزاحم به المثل العليا حتى يضيق الخناق على الإبداع فيزهق وينفسح المجال أمام الباطل فيخلو الجو لتضليله وتضرب الحياة بوسواسه الا ان النيابة العامة رأت انه لا بد ان تفضح هذا الشرود الصحفي.

وتسائل ممثل النيابة العامة خلال مرافعته قائلًا: "هل أصبح التعري تأدبا والمخادنة تساميا والمعابثة مجاملة والتعفف رذيلة والتصون خرافة والتمسك بالمثل والأخلاق جريمة تقعد لها الدنيا ولا تقوم؟!".

وأشار ممثل النيابة العامة إلي أن المعركة بيننا وبين هذه الصفراوات البالية لن تهدأ ما بقيت مسرحا لتلك الدسائس ضد الأخلاق واستبدلت التسفيه بالتوجيه، والتزوير بالتنوير، والتهريج بالتتويج، والإثارة بالإنارة ، والدعاية بالرعاية، السخافة بالصحافة ، الإجحاف بالإنصاف ، والسفهاء بالعلماء، والأقزام بالأعلام، والإجرام بالإعلام ، والدجل بالعمل، والادعاء بالعطاء، والشجار بالحوار، والتناوش بالتعايش.

وذكر أن وقائع الدعوى كما وقرت في يقين النيابة العامة تتمثل في أب مصري سعى لكي ينير عقول بناته بالقراءة, فاشترى لهن مجلة قومية والتي يرأس تحريرها المتهم الثاني ففوجئ بزوجته تستصرخه ومن صنيعه تستنكره وعندما طالع المجلة وجد قيام المتهم الأول بنشر الفصل الخامس من رواية له تحت عنوان ملف استخدام الحياة" تضمنت الرواية بين ثناياها عبارات وألفاظ خادشة للحياء العام تنأى النيابة العامة عن ترديدها والتي دارت حول تصوير ممارسة الرذيلة بين رجل وامرأة.

وأضافت أن تناول تفاصيل هذه الممارسة باستخدام مرادفات جنسية متدنية تصف الأعضاء الجنسية لهما وكيفية ممارسة تلك العلاقة المحرمة على نحو ما جاء بالرواية والغريب أن يصدر هذا الشذوذ الفكري عن جريدة قومية تنفق عليها الدولة والأعجب أن هذه الجريدة تسمى أخبار الأدب كأنما تواطأ حملة الأقلام على الفتك بأصول الأخلاق وفك عرا الفضيلة وتجاهل حرمة نصوص القانون .

شدد ممثل النيابة العامة علي ان الأسر تألمت لقراءة ذلك الموضوع الذي يتعدى على الفضيلة ويخدش عاطفة الحياء بين الناس مشيرا الي ان الآداب والفنون دعامتان رئيسيتان في بناء الأمم والحضارات ينبغي أن تقدم غذاء صالحا يبني ولا يهدم يعمر ولا يخرب , مضيفا بان التاريخ خلد عمالقة في الأدب والفنون قدموا فكرا بناءً للمجتمع حتى تجاربهم الشخصية صاغوها في قالب عف نظيف بعيد عن الإسفاف وما الأيام للدكتور طه حسين بمنكرة أو مستهجنة ولكن لما قلت البراعة الأدبية عند المتأخرين في الألفاظ والمعاني اتجهوا إلى الابتذال في استثارة الغرائز .

أهم أخبار حوادث

Comments

عاجل