المحتوى الرئيسى

بالفيديو: الضرب على الوش والظهور بحاملة طائرات.."إكليشهات" إعلامية على الشاشة

12/15 13:43

كتبت: دعاء الفولي وإشراق أحمد:

بدأت إحدى حلقات برنامج الموضة "دودو شو" المُذاع على فضائية النهار، بشكل اعتيادي، قبل أن تظهر المذيعة دعاء صلاح، وعلى وجهها آثار ضرب مُبرّح، ما لبثت أن شرحت للمشاهدين سببه "كم واحدة اتربت في بيتها على العنف الأسري.. الضرب من الأب والأخ وحتى الوالدة، في الدول العربية واحدة من كل سبع نساء بتقع تحت تأثر العنف الأسري"؛ تلك الطريقة التي انتهجتها مذيعة النهار ليست جديدة في الإعلام المصري والعربي، ثمة نماذج أخرى اعتمدت على أساليب مختلفة لتوصيل فكرة، أو إظهار تضامن، فيما يرى البعض أن افتعال شخصية بعيدة عن المذيع قد لا تكون فعّالة دائمًا.

حين دلفت "صلاح" الاستديو قبيل التصوير اعتقد العاملون في المكان أنها اُصيبت بحادث "انتي كويسة؟ طب نلغي انهاردة؟"، هكذا سألوها، في قرارة نفسها تهكمت المذيعة لكنها أصرت على بدء الحلقة، لتفاجئهم بما قالته على الشاشة فيما بعد.

"كنت متخيلة إن الستات هتقوم بثورة لما تتعمل الحلقة"، غير أن الواقع جاء مختلفًا، فتعليقات كثير من السيدات هاجمت المذيعة "كل واحد كان بياخد كلامي بمزاجه فيه ستات كتبتلي يعني نربي ولادنا إزاي؟ عشان قلت إن الأم مينفعش تضرب بنتها"، بالإضافة لتعليقات الرجال التي كانت في معظمها سيئة على حد قول "صلاح" في تصريح لـ"مصراوي".

 في 11 نوفمبر صعد أحد مُقدمي برنامج "خلاصة الكلام" أعلى كوبري قصر النيل، محاولًا الانتحار، بشكل تمثيلي. أراد اختبار رد فعل المارّة، الذين لم يتقدم أحدهم لمنعه، فيما اكتفى بعضهم بتصويره أثناء القفز في المياه، ليخرج بعدها "الشناوي" من الماء قائلًا: "اللامبالاة زادت والشهامة ضاعت من الشعب المصري".

وبقناة روسيا اليوم وقف مقدم النشرة الإخبارية متحدثا عن "تطورات هامة متسارعة تعصف بالشرق الأوسط.. عنوانها الأبرز مزيد من الضحايا والدمار وتطلع نحو الحرية"، وبينما يشير أن ذلك دفعهم للبحث عن وسيلة تنقل المشاهدين لقلب الحدث، كان صوت مروق طائرة قاذفة للصواريخ، مرافقا لصورتها خلف مقدم النشرة، الذي يتفاعل مع تلك الصورة الافتراضية، وينفض عن ملابسه الغبار الوهمي المحدث له انفجار الصاروخ، فيما تدخل دبابة "t72" الأستوديو، لتطلق قنبلة، يغطي غبارها وجه المذيع بينما يقول "أن ذلك كله غيض من فيض ستقدمه القناة".. تقنية "الهلوجرام" –التصوير المجسم- أدخلتها القناة الروسية في تقديم الأخبار يونيو 2013، كانت بداية سير أكثر من قناة في المضمار ذاته لتقديم الأحداث.

 لم يتقن في البداية مقدمو النشرة الإخبارية، أو البرامج التي أقدمت قنواتهم على إدخال تقنية التصوير التجسيمي، وشهد عام 2013 ذلك الأسلوب، فالبعض تعامل معها كأنما صورة تظهر خلفه أو بجواره فيما استمر في سرد تفاصيل الخبر كالمعتاد، لكن البعض أظهر تفاعله الجلي مع تلك التقنية، بل وفهمه لاستخدامها، حال مقدم قناة روسيا اليوم، وهناك مَن أضاف لها، حال طاهر بركة مذيع قناة العربية، حين عرض تقرير حول حاملة الطائرات الأمريكية "نيميتز"،إذ تعامل كأنما في جولة داخل المكان ذاته، والمصمم افتراضيًا بتلك التقنية الحديثة.

 "لو الهدف إبراز المضمون عشان الناس تفهم فده مقبول" قالت سهير عثمان، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، عن استخدام المقدم للبرامج وسائل جديدة، شهدتها شاشات التليفزيون مؤخرًا، مؤكدة على أن الأمر له حدود تتوقف على المضمون والطريقة ذاتها "لو هتغطي على المضمون وتؤدى لتشويش الفهم مفيش داعي منها" حسب قولها.

وفقا للمعايير الإعلامية، ترى "عثمان" أن الخبر في الأساس يقدم بالتركيز على المعلومات مجردة، وفي حالة الاستعانة ببعض الجماليات يكون بغرض إبراز المادة الصحفية، أما الرأي فلا يجب معه استخدام تلك الوسائل "لازم يتحرى فيه أقصى درجات الموضوعية"، موضحة أن تلك آفة الإعلام العربي بشكل عام، والمصري خاصة "أغلب الإعلاميين بيقولوا أنا أعتقد دون حتى تقديم تحليل فقط وجهة نظر يعمل على فرضها"، فيما أن ذلك ليس مهمة الإعلام في الأساس كما قالت "عثمان".

اختلاف أسلوب التقديم للبرامج أو الفقرات الإخبارية، لم يتوقف عند استخدام تقنية حديثة، بل الأغلب كان معتمدًا على شخصية المقدم ذاته، قدراته الحوارية، ورغبته في لفت الانتباه لقضية بعينها حينا، وأحيانًا احتجاجيًا، مثلما فعلت الإعلامية اللبنانية ديما صادق.

استهلت "ديما" حلقة برنامج "نهاركم سعيد" بشكل يبدو تقليدي، بتقديم مضمون الحلقة، الموافق للذكرى التاسعة لتظاهرات احتجاجية شهيرة بلبنان ضد الفساد، مقدمة ضيفها لحلقة الجمعة 14 مارس 2014 وكان أحد النشطاء السياسيين "عماد بزي"، وبينما أعطته الفرصة للحديث، أخذت في مقاطعته عدة مرات، تنبهه في كل مرة لعدم التطرق للحديث عن أي شيء يخص الديانة الإسلامية والمسيحية، أو السياسة والفساد، أو الجمارك والطاقة ووزارة العدل، دار الحديث القصير البادي فيه السخرية والاتفاق المسبق بإشارة المذيعة وتأكيد الضيف أنه "مجرم الكتروني" حسبما وصفته الدولة، لتختتم الحلقة بعد 8 دقائق ليظهر على الشاشة كلمات "هذه صورة الشاشة كما يحبونها.. نرفضها".

أرادت الإعلامية اللبنانية الاحتجاج على المشهد السياسي الداخلي، ووجدت فيما قدمته فكرة لإيصال ذلك الاعتراض، غير أن أستاذ الإعلام رأت أن تلك الوسيلة ليس في مطلقها جيدة "لأنها بتفتح الباب لسوء الفهم عند المشاهد" كما قالت، فيما الرسالة الإعلامية في الأساس تكون واضحة، حسب تعبيرها.

"من أجل جذب الانتباه فقط"

نماذج لبرامج أخرى اعتمد في استهلالها على تقديم مشهد مختلف، فيظهر الإعلامي المصري جابر القرموطي، حاملًا لأنبوب بوتاجاز تارة، ويخرج من ثلاجة تارة أخرة، يكشف عن ساقية ويمسك مقشة وممسحة وقت سقوط الأمطار وغيرها من أشكال بدء برنامج "مانشيت"، التي اعتاد أن ينتهجها "القرموطي".

وفي تونس، كانت بدلة حمراء اللون تُشبه التي يرتديها المحكوم عليهم الإعدام، من نصيب الإعلامي التونسي مقداد الماجري، فقد خرج على شاشة قناة الزيتونة في إبريل الماضي مُمسكًا بورقة يقرأ منها نصًا تضامنيًا مع الرئيس المصري الأسبق، محمد مرسي، بعد صدور حكم إعدام بحقه.

وجاء ضمن ما قاله "الماجري": "مصر أم الدنيا كذلك علمونا.. أما اليوم فلم تعد كذلك.. فالصهاينة العرب حوّلوا أم الدنيا إلى أشبه ما يكون بجحيم الآخرة".

"ده تحايل من مقدم البرنامج" هكذا ترى "عثمان" الأساليب التي أخذت في التداول مؤخرا بين مقدمي البرامج، معتبرة أن ذلك فقط من أجل جذب الانتباه، فيما لا يحمل القائم بالاتصال شيء يقدمه.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل