المحتوى الرئيسى

بعد فقده 1600 مقاتل.. لماذا ينهار حزب الله في سوريا؟

12/14 14:23

بعد قرابة خمس سنوات من قتال حزب الله سرا داخل الأراضي السورية إلى جانب بشار الأسد، والتي أعلنها نهاية العام الجاري، بدأت تسمع آهات وأوجاع قادة الحزب بعد استنزاف أعداد كبيرة من مقاتليه في المعارك الأخيرة.

فالحزب الذي أعلن مشاركته في معارك سوريا بالقرب من الحدود مع لبنان، مبررا التدخل لمنع انتقال النار من سوريا إلى لبنان وحماية مقام السيدة زينب في دمشق، تحول في الآونة الأخيرة لنقل المعارك بالعمق السوري وبمختلف الجبهات، وتحول في الكثير من الحالات إلى قائد للعمليات، في حين قام جيش النظام السوري بدور المساند، مؤخرا، مستفيدا من الغارات الروسية.

وبالرغم من أنه لا أرقام دقيقة حتى الآن عن عدد قتلى الحزب في سوريا، فإن تقديرات أشارت إلى أنهم تجاوزوا 1600 شخص بخلاف آلاف الجرحى منذ بداية الأزمة السورية، وأن أكثر من 400 قتلوا خلال العام الجاري.

حزب الله الذي يجاهر بقتاله في سوريا إلى جانب نظام الأسد وبوتين تكبد خسائر كبيرة بمقتل أعداد لا حصر لها من جنوده، آخرها مقتل 16 مقاتلًا من عناصره، قُتلوا خلال مواجهات في ريف حلب الجنوبي مع كتائب الثوار.

وتشارك ميليشيا "حزب الله" اللبناني في القتال الدائر بسورية إلى جانب قوات النظام، منذ عام 2013، وقد شيّع الحزب مؤخراً العديد من قتلاه الذين قضوا خلال المعارك مع قوات المعارضة السورية.

ونشر "حزب الله" بيانات نعي لعناصره الذين قُتلوا خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية، إلى جانب أسمائهم وصورهم، عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل إعلامه، من بينهم "محمد حسين إبراهيم" من بلدة كوثرية السياد (جنوبًا)، الذي تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي أنه ابن شقيق اللواء "عباس" مدير الأمن العام اللبناني.

وبحسب بيانات النعي فقد "سقط المقاتلون أثناء قيامهم بواجبهم بالدفاع المقدس"، وهو المصطلح الذي يستخدمه الحزب في نعي مقاتليه الذين يقتلون بسوريا.

الناشط الإعلامي السوري أحمد المسالمة قال إن حزب الله بدأ بالزج بقوات غير مدربة وبأعداد كبيرة جدا، للبحث عن تقوية الدور الإيراني بسوريا ولكنه يفشل، بمقتل أعداد كبيرة منها، مضيفا أن السبب الرئيسي لمقتل الأعداد الكبيرة هو تغير قواعد اشتباك الجيش الحُر معها وتغير الخطط والتكتيكات الجديدة التي يقوم بها الحر بالمعارك.

وأوضح الناشط الإعلامي السوري لـ"مصر العربية" أن الحديث عن التراجع العسكري الإيراني في سوريا خاطئ، فايران تراجعها "وهمي" وليس واقع، فهي تدعي الانسحاب، وليس للتراجع الايراني دور في مقتل الأعداد الكبيرة في مقاتلي الحزب.

وتابع: الدعم قادم، والدعم الحالي له دور في تقدم قوى الثورة في المعارك الأخيرة، ولكن الدور الأكبر هي للروح المعنوية العالية التي يتمتع بها الجيش الحر، قائلا: "حزب الله ينفذ أجنده إيرانية ولا ينسحب إلا بأوامر إيرانية، وإذا انسحب بدون الرجوع إلى قياداته الإيرانية، سيسبب لنفسه الحرج وأزمة داخلية، فهو لايقوى على الانسحاب مهما بلغت خسائره إلا  بأوامر إيرانية فقط وليس أسدية.

بدوره، قال حجي باسم الحلبي، أحد مقاتلي الجيش الحر وعضو حركة نور الدين الزنكي، إن انهيار مليشيا حزب الله في المعارك الأخيرة بسوريا أمرا ليس بالغريب، فالحزب يتقهقر منذ أن دخل على خط القتال، لكنه يكتم على خسائره.

وأوضح المقاتل السوري بالجيش الحر لـ"مصر العربية" أن نصر الله وإيران تورطوا في سوريا، ولن يستطيعوا الخروج، قائلا: هم يعولون اليوم على روسيا التي دخلت في مواجهة معنا، لكنها أيضا تورطت في سوريا وتكبدت خسائر لاحصر لها.

أنجزنا مرحلة دك أركان النظام وحلفائه من الشيعة، وبقي أن ننتج البديل وهذا مايدفع الدول إلى التدخل أكثر فأكثر، الكلام لايزال على لسان حجي، والذي أكد أن الأيام المقبلة ستشهد تقدما لصفوف قوى الثورة السورية، وتراجع للغزاة.

في السياق، قالت مجلة فورين بوليسي إن حزب الله -الذي يعتبر الوكيل الأهم لإيران بالمنطقة-  صار ينزلق في المستنقع السوري أكثر من أي وقت مضى، وأنه يواجه خطر فقدان صورته كقوة قتالية بالمنطقة.

وأضافت المجلة أن حزب الله يتكتم بشأن عدد مقاتليه المنتشرين في سوريا، ولكن مسؤولين ومحللين غربيين يعتقدون أن لديه ما بين ستة وثمانية آلاف مقاتل بالبلاد.

وكانت الهيئة العامة للثورة السورية أفادت أن عدد قتلى ميليشيا "حزب الله" اللبناني، الذي يشارك في القتال بجانب نظام الأسد بلغ 64 عنصرًا، من بينهم قائدان ميدانيان، خلال الفترة من 22 أكتوبر إلى 30 نوفمبر.

وتدور في سوريا معارك واشتباكات مسلحة وأعمال عنف منذ قرابة الخمس سنوات بين قوات بشار الأسد، والمعارضة السورية، والعديد من المجموعات المسلحة.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل