المحتوى الرئيسى

«البارودي».. «رب السيف والقلم»: لم يستكمل دراسته.. فالتحق بالعمل العسكري

12/12 21:14

شاعر مصري، ورائد مدرسة البعث والإحياء، لقب بفارس السيف والقلم، جمع بين كتابة الشعر والعمل السياسي، جدد في القصيدة العربية شكلًا ومضمونًا فاعتبر بذلك "رائد الشعر العربي الحديث"، إنه "محمود سامي الباردوي".

وُلد محمود سامي البارودي في 6 أكتوبر عام 1839 في حي باب الخلق بالقاهرة، وبعد أن أتم دراسته الابتدائية عام 1851 التحق بالمرحلة التجهيزية من "المدرسة الحربية المفروزة" ودرس فيها فنون الحرب وعلوم الدين واللغة والحساب والجبر.

وبعدها تخرج في "المدرسة المفروزة" عام 1855 ولم يستطع استكمال دراسته العليا، والتحق بالجيش السلطاني.

عمل بعد ذلك بوزارة الخارجية وذهب إلى الأستانة عام 1857 فأعانته إجادته للغة التركية ومعرفته اللغة الفارسية على الالتحاق بـــ"قلم كتابة السر بوزارة الخارجية التركية"، وظل هناك نحو سبع سنوات حتى عام 1863.

بعد عودته إلى مصر في فبراير عام 1863 عينه الخديوي إسماعيل "معيناً" لأحمد خيري باشا على إدارة المكاتبات بين مصر والآستانة .

ضاق "البارودي" بروتين العمل الديواني ونزعت نفسه إلى تحقيق آماله في حياة الفروسية والجهاد، فنجح في يوليو عام 1863 في الانتقال إلى الجيش حيث عمل برتبة "البكباشي" العسكرية، وأُلحق بآلاي الحرس الخديوي، وعُين قائداً لكتيبتين من فرسانه، وأثبت كفاءة عالية في عمله.

تجلت مواهبه الشعرية في سن مبكرة بعد أن استوعب التراث العربي وقرأ روائع الشعر العربي والفارسي والتركي، وكانت قراءاته من عوامل التجديد في شعره الأصيل.

اشترك الفارس الشاعر في إخماد ثورة جزيرة كريد عام 1865 واستمر في تلك المهمة لمدة عامين أثبت فيهما شجاعة عالية وبطولة نادرة.

وليس هذا فقط؛ فقد كان أحد أبطال ثورة عام 1881 الشهيرة ضد "الخديوي توفيق" بالاشتراك مع "أحمد عرابي"، وأُسندت إليه رئاسة الوزارة الوطنية في فبراير عام 1882.

وبعد سلسلة من أعمال الكفاح والنضال ضد فساد الحُكم وضد الاحتلال الانجليزي لمصر عام 1882 قررت السلطات الحاكمة نفيه مع زعماء الثورة العرابية في ديسمبر عام 1882 إلى جزيرة سرنديب.

فيما ظل في المنفى لأكثر من سبعة عشر عاماً يُعاني الوحدة والمرض والغربة عن وطنه، مسجلًا كل ذلك في شعره النابع من ألمه وحنينه.

بعد أن بلغ الستين من عمره اشتدت عليه وطأة المرض وضعف بصره فتقرر عودته إلى موطنه "مصر" للعلاج، وعاد إليه يوم 12 سبتمبر عام 1899 وكانت فرحته بعودته لا يمكن وصفها، وأنشد أنشودة "العودة" التي قال في مستهلها:

أبابلُ رأي العين أم هذه مصرُ        فإني أرى فيها عيوناً هي السحرُ

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل