المحتوى الرئيسى

«بيروت 59» إقبال مفاجئ ومبيعات مرتفعة

12/12 04:34

اختتمت بيروت، أمس الأول، واحتها الثقافية «معرض بيروت العربي الدولي للكتاب» في نسخته الـ59 في مركز «البيال»، بتنظيم من «النادي الثقافي العربي»، وفاقت نسب الإقبال والمبيع كل التوقعات، وسط مشاركة خجولة لدور النشر العربية والخليجية بشكل خاص.

أثبت «معرض بيروت العربي الدولي للكتاب»، أن بيروت واحة ثقافية لن تنضب، على الرغم من كل المصاعب الأمنية والاقتصادية التي تعصف في لبنان والمنطقة العربية بشكل عام. فشهد المعرض مشاركة ما يقارب 240 دار نشر محلية وعربية، التصقت بعضها ببعض متخطية الحدود المصطنعة بين دولها التي تشغلها الحروب والصراعات التي أفرزت «الموت المجاني».

مئات الآلاف من الزوار أمّوا هذا العام «معرض بيروت للكتاب»، فكان لهم «قبلة التلاقي والحوار» في وقت انعدمت فيه لغة النقاشات واستعيض عنها بلغة الحرب والموت، فبات المعرض وجهة كل باحث عن فسحة للحياة مهما كانت ضيقة.

داخل جدران المعرض حياة افتقدها اللبنانيون، هناك كانوا يضحكون، يطالعون الكتب، يبتسمون، والأهم من هذا كله أنهم كانوا يتحاورون. يقول عضو «النادي الثقافي العربي» وأحد المشرفين على المعرض مروان الأيوبي لـ «السفير»، إن «معرض بيروت الدولي للكتاب»، أفرغ جواً من الطمأنينة والراحة على زائريه، حيث يُسجَّل للمعرض أنه نجح في جعل الناس تتخلّى عن هواجسها الأمنية والحضور بشكل كثيف من مختلف المناطق اللبنانية.

وأضاف أن المعرض «شكل حالة لقاء وطني عام ليست موجودة في مكان آخر، حيث إن العصبيات التي أبعدت المواطنين عن بعضهم البعض من جراء الاصطفافات السياسية لا تكاد تكون موجودة بين أروقة المعرض»، مضيفاً «هنا ساحة التقاء وطني، بل أحياناً تخطى البعض شعورهم الوطني إلى الشعور العروبي»، مضيفاً «الناس تعبوا وهنا يتكلمون مع بعضهم البعض».

وللمفارقة، وعلى الرغم من ان الناس وجدوا في المعرض متنفساً يبتعدون فيه عن هموم السياسة ومشاكلها، توقع الأيوبي أن تحتل الكتب الدينية والسياسية المراتب الأولى من نسب المبيع. إذ تم طبع الزميل سامي كليب، «الأسد بين الرحيل والتدمير الممنهج - الحرب السورية بالوثائق السرية» ثلاث طبعات متتالية لتلبية الطلب عليه.

وفي مقابل صبغة التفاؤل التي أشاعها مجمل من التقتهم «السفير» في المعرض، طرح مسؤولو بعض دور النشر جملة من الاستفهامات التي لم تخلُ من السلبيات، محمد جنان (مقيم في قطر يشارك في المعرض) من «دار النوادر»- دمشق، قال إن مشاركة دور النشر العربية هذا العام ليست كما عهدها خلال السنوات الماضية، ملقياً بالمسؤولية على ما يروجه الإعلام اللبناني، والعربي بشكل خاص، من شائعات تتعلق بالأوضاع السياسية والأمنية في لبنان، مشيراً إلى أنه لمس لدى أصحاب دور النشر العربية والخليجية خصوصاً خوفاً دفعهم لصرف النظر عن المشاركة في «معرض بيروت العربي والدولي للكتاب».

وتابع أنه لا يتأمل خيراً من السنوات المقبلة على صعيد المشاركة العربية، إذ إنه في ظل ما يتناقله الإعلام العربي وبالنظر إلى الأوضاع الإقليمية الملتهبة وتراجع بيع الكتب، يرجّح أن مزيداً من دور النشر العربية قد تصرف النظر عن المشاركة في «معرض بيروت الدولي للكتاب» العام المقبل.

واستغرب احد زوار المعرض، من إحدى الجنسيات العربية، ما رآه عندما وصل إلى لبنان، حيث كان يتوقع أن يرى التظاهرات تعم الشوارع والنفايات تملأ الأزقة، فعلّق قائلاً: «بيروت بخير... طمنونا عن عواصمكم أيها العرب، معرض بيروت بخير... كيف هي حال معارضكم؟».

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل