المحتوى الرئيسى

الحرب ضد داعش: لماذا لا يتدخل العرب بشكل أكبر؟

12/11 14:07

أتلانتا، الولايات المتحدة الامريكية (CNN)-- الرئيس الأمريكي، باراك أوباما يرسل القوات الخاصة، والمقاتلات البريطانية انضمت للأسطول الفرنسي بالضربات الجوية فوق سوريا، حتى ألمانيا التي حدد دورها بالقتال على أراض أجنبية بعد الحرب العالمية الثانية، نما دورها بالمشاركة.

لكن في الوقت الذي يتجه فيه الغرب لرفع جهوده بقتال تنظيم "داعش"، يبدو وأن التحالف العربي الذي تقوده الولايات المتحدة يخفت، ورغم أنه من المفترض بها أن تكون الدول العربية أقرب جغرافياً للتنظيم.

فالسعودية والإمارات العربية المتحدة تشارك بمهمة واحدة ضد "داعش" كل شهر، وفقاً لما أشار إليه مسؤول أمريكي لـ CNN، الإثنين، البحرين توقفت خلال الخريف، وفقاً لمسؤولين والأردن توقف أيضاً في أغسطس/آب الماضي، حاولت CNN التواصل مع كل هذه الدول للحصول على تعليق بهذا الخصوص ولم يتم الرد من أي طرف.

يقول المحللون إن اليمن يشكل مركز نزاع بين السعودية وإيران، وهما أقوى قوتان بالمنطقة، فالدين والعرق هما أساس النزاع الطويل بين الدولتين، إيران معظمها من الشيعة وهم ليسوا من العرب، أما السعودية فمعظمها من العرب السنة، والتي تشك دائماً بدوافع إيران.

لذا فعندما استولت جماعة الحوثي المدعومة من إيران على العاصمة اليمنية، صنعاء، العام الماضي، شكلت السعودية تحالفاً بقيادتها تكون من مصر والأردن والإمارات العربية المتحدة للتركيز على هزيمة الحوثيين.

ويقول، فواز جرجس، الأستاذ الجامعي في سياسة الشرق الأوسط والعلاقات الدولية في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية: "نحن نتحدث هنا عن حرب لمدة 24 ساعة في اليوم وعلى مدار سبعة أيام في الأسبوع، السعوديون والإماراتيون يملكون القدرات الأقوى، من الناحية الجوية، وهم يحلقون فوق سماء اليمن، لذا يجب عليهم أن يضعوا القتال في اليمن كأولوية تفوق محاربة داعش."

من المحتمل بأن أنظار العرب توجهت نحو اليمن، لكن التهديد بالمعارضة، عدا عن ذكر احتمال وقوع هجمات إرهابية بحدود الدول المقاتلة ساهم بزرع الخوف من قتال "داعش"، وفقاً لمحللين.

يقول جرجس: "إن الدول العربية من بينها الأردن وبالأخص ما حصل لطياره (الذي حرقه داعش بعد سقوط طائرته في سوريا) خففوا من وطأة مشاركتهم،" مضيفاً: "داعش لا يتواجد في سوريا والعراق فقط، بل لديه موالوه في معظم الدول العربية مثل السعودية والكويت ولبنان والأردن، لذا يرغبون بتقليل المخاطر اللاحقة لمشاركتهم."

وأضاف جرجس: "أيضاً تذكروا بأن أحد أكبر المجموعات المقاتلة مع داعش هم من السعوديين، وليسوا بمراكز قتالية فحسب بل بمراكز قيادية، وداعش قام بتنفيذ عدة هجمات في السعودية، من بينها مساجد للشيعة وضد مواقع سعودية أخرى."

الحكومات التي تشعر بتهديد حقيقي من وجود "داعش" هي التي تتبع لسوريا والعراق، الحليفين لإيران، لذا لم لا تتولى إيران قتال التنظيم؟ كان هذا المنطق الذي انطلقت منه الدول العربية السنية وفقاً للمحللين المحليين، الذين يقولون إن السعودية وحلفاؤها الخليجيين ليسوا مضطرين لشن هجمات ضد أهداف لتنظيم "داعش"، وأنهم بفعلهم ذلك يساعدون حلفاء إيران في دمشق وبغداد."

لكن جرجس يقول إن النظرة لداعش تغيرت لتشمل شبكة عالمية تمتد من باريس وحتى أستراليا، مضيفاً: "كانت هنالك فكرة تمثلت بأن "داعش" يشكل تحدياً أكبر بالنسبة لإيران وحلفائها أكثر من الذي يفرضه على الدول العربية، لكن هذه النظرة تغيرت الآن.. فداعش لا يهدد إيران أو الأنظمة الشيعية الموالية لها في العراق وسوريا فحسب، بل أيضاً الأنظمة العربية السنية."

المشكلة بإرسال قوات عربية كبيرة للقتال تتمثل بأنه لا يوجد هنالك دولة مستعدة لخوض هذه المجازفة، ولا يوجد هنالك دولة يمكنها أن تأخذ الأمور على عاتقها.

وحتى لو وقع هذا، فإن احتمال تقبل دول أخرى لتدخل قوات أجنبية على أراضيها بالشكل الذي شهدناه في العراق وسوريا لن يكون مرجحاً، وفقاً للخبير بشؤون الشرق الأوسط من معهد "Chatham House"، غادي ساري.

وأضاف ساري بقوله: "أظن بأن اجتمال حصول ذلك مستبعد، فقد شهدنا ردة القعل العراقية حول تواجد الجيش التركي شمالي الدولة،" في تعليق منه حول طلب السلطات العراقية لمغادرة القوات التركية أراضي الدولة، الإثنين.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل