المحتوى الرئيسى

بعد تجميد نفسها في الفضاء لمدة 5 سنوات: "أكاتسوكي" اليابانية تستعد لمواصلة رحلة مثيرة إلى الزهرة - ساسة بوست

12/11 13:13

منذ 46 دقيقة، 11 ديسمبر,2015

يبدو أن المركبة الفضائية اليابانية “أكاتسوكي” استطاعت أخيرًا أن تعيد تشغيل محركاتها بعد 5 سنوات من التوقف، وتستعد الآن لمواصلة رحلتها نحو كوكب الزهرة والتي تعطلت بسبب التوقف، ما القصة بالضبط وما الهدف من هذه المركبة؟

قبل 5 سنوات من الآن وتحديدًا في شهر ديسمبر 2015حاولت مركبة الفضاء “أكاتسوكي” دخول مدار كوكب الزهرة بغرض دراسة غلافه الجوي، لكن العلماء فوجئوا بخطأ ما يحدث، فعندما حاول العلماء تشغيل المحرك الرئيسي للدخول إلى مدار الكوكب، لوحظ تراكم الملح في صمام بين خزان من الهيليوم المضغوط وخزان الوقود. هذا الأمر منع تدفق الوقود إلى المحرك الرئيسي وتسبب في عطب نظام الدفع الخاص بالمركبة، مما كاد أن يطيح بالمهمة كلها.

لم تستطع المركبة توجيه نفسها باتجاه مدار الزهرة لتقوم بوضع نفسها في حالة شبيهة بالسبات في أحد المدارات حول الشمس حتى تتمكن من الاحتفاظ بالطاقة الخاصة بها حتى يمكن إطالة عمرها الافتراضي لأكثر من 4 سنوات ونصف وهو العمر الافتراضي لها، وظلت المركبة تدور حول الشمس بالفعل لمدة 5 سنوات. في ذلك الوقت لم ييأس الفريق الياباني المشرف على المهمة والتابع لوكالة استكشاف الفضاء اليابانية (جاكسا)، وقرر محاولة البحث عن طريقة ما لإصلاح العطب واستكمال المهمة.

يوم 6 ديسمبر الماضي استطاعت المركبة الفضائية الاعتماد على محركات دفع أصغر لتوجيه نفسها ناحية كوكب الزهرة من جديد، حيث كانت أربعة من هذه المحركات مبرمجة مسبقًا للتشغيل لمدة 20 دقيقة. فريق العمل تمكن من تعديل اتجاه المركبة بلطف حتى تتمكن جاذبية كوكب الزهرة من التقاطها.

وإذا سارت الأمور على ما يرام فإن المركبة ستدخل مدار الزهرة على ارتفاع 499 ألف كيلومتر عن سطح الكوكب لتدور حوله لمدة 14 – 15 يوما، ورغم أن البعد بين المركبة والكوكب أبعد بكثير من تلك التي كانت معدة لها مسبقًا (ما بين 300 كيلومتر – 80 ألف كيلومتر، وتدور لمدة 30 ساعة فقط)، إلا إن فريق العلماء المختص بالمهمة يقول إن هذه المسافة ستكون كافية كي تنجز المركبة مهامها وأهدافها العلمية، خصوصًا أن المعدات ستكون سليمة.

يذكر أن المركبة ستدور حول الكوكب بسرعة 300 كيلومتر في الساعة وهي سرعة أكبر بكثير من سرعة دوران الكوكب حول نفسه، ومساوية تقريبًا لسرعة دوران الغلاف الجوي الخاص بالكوكب.

والمركبة الفضائية اليابانية التي نتحدث عنها هنا هي مركبة أطلقها اليابانيون يوم 20 مايو 2010 بهدف دراسة الغلاف الجوي لكوكب الزهرة، وستقوم المركبة بعمليات التصوير للسحب وسطح كوكب الزهرة باستخدام كاميرات تعمل بالأشعة تحت الحمراء، بهدف التقصي عن الأرصاد الجوية المعقدة الموجودة على الكوكب.

هناك أجهزة فحص أخرى هدفها التأكد من وجود البرق في غلاف الكوكب وتحديد ما إذا كانت هناك أنشطة بركانية نشطة على سطح الكوكب، ويذكر أنه في معظم الكواكب فإن الغلاف الجوي يدور بسرعة أقل بكثير من سرعة دوران الكوكب حول نفسه (تخيل قيامك بتقليب كوب من الشاي، ستلاحظ أن سرعة الدوران بالقرب من الملعقة عالية جدًا وتقل تدريجيًا كلما ابتعدت عن الملعقة حتى تكون أقل ما يكون عند الجزء الملامس لجدران الكوب). لكن الغريب والمذهل في الأمر هو أن سرعة دوران كوكب الزهرة حول نفسه تبلغ 6 كيلومتر في الساعة عند خط الاستواء، بينما يدور الغلاف الجوي للكوكب بسرعة 300 كيلومتر في الساعة.

المركبة أكاتسوكي هي أول مركبة فضائية يابانية خاصة في استكشاف الكواكب بعد المركبة “نوزومي” التي تم إطلاقها عام 1998 لكنها فشلت في الوصول لمدار كوكب المريخ عام 2003 كما كان مخطط لها. وبلغت قيمة ميزانية المركبة أكاتسوكي حوالي 290 مليون دولار أمريكي.

وتتكون معدات المركبة العلمية من 6 أجهزة هي: كاميرا البرق واللمعان، وكاميرا التصوير بالأشعة فوق البنفسجية، وكاميرا التصوير بالأشعة تحت الحمراء طويلة الموجة، وكاميرا “ميكرون”، وكاميرا “2 ميكرون” وجهاز الراديو الخاص بتجارب معينة. الخمس كاميرات الموجودة على متن المركبة ستقوم بتصوير واستكشاف كوكب الزهرة بجميع الموجات الطولية للضوء بين الأشعة فوق البنفسجية وتحت الحمراء.

وكوكب الزهرة هو الكوكب الثاني من حيث قربه عن الشمس التي يدور حولها في مدار كامل كل 224,7 يوم من أيام الأرض، والزهرة هو أحد الكواكب التي لا تملك أقمارًا تدور حولها، وكلنا نستطيع رؤية كوكب الزهرة كل يوم حيث أنه أكثر نجم مضيء في صفحة السماء، وتبلغ درجة لمعانه إلى الحد الذي يمكن لضوئه أن يسبب ظلًا للأجسام على سطح الأرض، ويطلق على الكوكب اسم “أخت الأرض” نظرًا للتقارب الكبير بينه وبين كوكب الأرض في الحكم.

ويتميز هذا الكوكب بأنه أحد أربعة كواكب صخرية توجد بالمجموعة الشمسية. ما يميز هذا الكوكب تحديدًا هو جوه الكثيف للغاية، والذي يتكون أساسًا من ثاني أكسيد الكربون (96,5%) وكمية ضئيلة من النيتروجين (3,5%)وتبلغ كتلة الغلاف الجوي للكوكب 93 مرة كتلة الغلاف الجوي للأرض، ونتيجة لهذا فإن الضغط على سطح الكوكب يبلغ 92 مرة حجم الضغط الجوي للأرض. وحتى تتخيل مدى كبر هذا الضغط فاعلم أن الضغط على كوكب الزهرة يعادل الضغط الذي يمكن أن تتعرض له على عمق 1 كيلومتر تحت سطح المحيط، كما أن كثافة الهواء في كوكب الزهرة تبلغ أكثر من 6 أضعاف كثافة الماء وأكثر 50 مرة من كثافة الهواء على سطح الأرض.

ونتيجة الغلاف الجوي المتشبع بغاز ثاني أكسيد الكربون بالإضافة إلى السحب الكثيفة المتكونة من ثاني أكسيد الكبريت، فإن كوكب الزهرة يملك أكبر ظاهرة احتباس حراري يمكن أن تراها، فتبلغ درجة الحرارة على سطحه حوالي 462 درجة مئوية، مما يجعله أكثر حرارة من سطح كوكب عطارد (الأقرب للشمس) والذي تبلغ حرارته ما بين 220 درجة تحت الصفر وحتى 420 درجة مئوية. هذا مع العلم بأن بعد الزهرة عن الشمس يبلغ ضعف بعد عطارد عن الشمس. كل هذا جعل من سطح كوكب الزهرة نموذجًا مناسبًا لينطبق عليه وصف “أرض الجحيم”.

وتشير الدراسات إلى أنه من المعتقد أن غلاف كوكب الزهرة كان مشابهًا لمناخ كوكب الأرض الحالي منذ بضعة مليارات من السنين، مما يرجح احتمالية وجود مياه على سطحه هي التي ساهمت مع مرور ملايين السنين في إحداث ظاهرة الاحتباس الحراري وتطويرها.

كوكب الزهرة من الكواكب التي لا يحدث فيها اختلاف كبير بين درجات الحرارة في النهار والليل، هذا يعود إلى السعة الحرارية الحجمية وانتقال الحرارة بواسطة الرياح في طبقات الغلاف الجوي السفلي (أمر شبيه بعض الشيء بظاهرة نسيم البر والبحر التي تحدث على كوكب الأرض).

وقد بدأ أول برنامج لاكتشاف كوكب الزهرة بإطلاق المسبار “فينيرا 1” ضمن برنامج “فينيرا” السوفييتي عام 1961. لكن هذا المسبار تم فقدان الاتصال به بعد 7 أيام من إطلاقه.

عام 1962، تحطم المسبار “مارينر 1” الأمريكي بعد إقلاعه، لكن مهمة المسبار “مارينر 2” كانت ناجحة جدًا عندما تمكن يوم 14 ديسمبر 1962 من دخول مدار كوكب الزهرة، لتصبح أول مهمة اكتشاف ناجحة لكوكب في تاريخ البشرية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل