المحتوى الرئيسى

صافي ناز كاظم : هذا الأديب حرض على إعتقالي (1-2) ‎ - e3lam.org

12/10 21:57

صافي ناز كاظم الطفلة من تنبأ لها بهذا المستقبل في الكتابة ؟

أحببت الكتابة حتي قبل أن أجيد القراءة وكأنني ولدت كاتبة واحسست دوماً ان بداخلي ما اريد كتابته ، في مرحلة الدراسة الثانوية كان لي ” كراس ” لتدوين الخواطر والأفكار وكان لدي شعور دائم ان ما أكتبه مهم وإلتحاقي بكلية الآداب قسم الصحافة كان الهدف الأساسي منه ليس العمل بالصحافة ولكن لأتمكن من نشر ما أكتب ، وكانت ” بطاقة دعوة ” وهي قصة قصيرة أول عمل ناضج ينشر لي وكان بجريدة الأخبار

ما هي قصة بقعة الحبر التي إضطرتك لإعادة العام الدراسي النهائي بالجامعة ؟

كان يدرسني بالجامعة مادة الترجمة الفرنسية ومادة أخري صحفية الدكتور “خليل صابات ” خصم مني أربع درجات في مادة الترجمة لوجود بقعة حبر علي ورقة الإجابة في مادة الترجمة وكنت بحاجة الي درجتين فقط للنجاح ، وعموماً دراستي في الجامعة لم تكن مفيده لي بقدر عملي بأخبار اليوم من حيث التدريب وإكتساب الخبرة .

كيف كانت دراستك للنقد المسرحي من أجل مصر ؟

أنا من جيل لم يكن يسأل ماذا أعطتنا مصر بل يبحث ماذا سنعطي لمصر

حقيقة وليست مجرد جملة في أغنية، لذلك بحثت وسألت مجموعة من المسرحيين الكبار مثل بديع خيري وغيره هل لدينا ناقد مسرحي لا يخلط بين النقد المسرحي و الأدبي؟ وجاءت الإجابة من الجميع: “لا”!

ليس له وجود فعقدت العزم علي السفر إلي أمريكا لدراسة هذا التخصص والعوده الي مصر بما ينقصها وبما ينفعها علي أساس أصول النقد المسرحي المعروف عالميا. .

بعد العودة كان لك عمل ومجهود رائع في مجال النقد المسرحي بمجلة المصور علي مدار خمس سنوات هذا العمل موثق بكتابك ” من ملف مسرح الستينيات والسبعينيات ” الصادر عن الدار المصرية اللبنانية ، لماذا توقفتي عن العمل بعدها لمدة إثني عشر عاماً ؟

وجودي بالمصور وقتها أشبهه بوجود طبيب في وسط  حلاقين صحة وكنت أنا الطبيب فكان طبيعياً ان أحارب من الجميع وزاد الوضع سوءا عندما  جاءنا الأستاذ يوسف السباعي رئيسا لمجلس إدارة دار الهلال ورئيسا لتحرير المصور بدلاً من الأستاذ  أحمد بهاء الدين الذي كان سبب وجودي بالمصور وكان يقدر عملي ويحتضن موهبتي وعلمي،  وحين توفي عبد الناصر و أصبح السادات الرئيس عصف بي الأستاذ يوسف السباعي عصفاً شديداً حتي أنه قال لي “العجرفة  اللي عندك سأضع حدا  لها وسأمرغ أنفك بالتراب”  وكان يكتب تقاريرللأمن تحرض علي إعتقالي مستغلاً غلطة إدارية جعلت المسمي الوظيفي لي محررة بدار الهلال وليس ناقدة مسرحية  بالمصور .

وخلال الأعوام الإثني عشر فصلت وعدت للعمل أكثر من مره وعندما عدت عام ١٩٨٣ للأسف تعاملوا معي كمن عينت حديثاً وأُهدرت كل خبرتي وأقدميتي في المكافأت والمميزات المادية .

تم إعتقالك ثلاث مرات أيهم كانت أقسى علي نفسك  ؟

أُعتقلت المرة الأولي وأنا حامل بنوارة وقضيت شهور الحمل كلها بالمعتقل وخرجت علي موعد الولاده ، المره الثانيه التي أعتقلت فيها كانت نوارة رضيعة وكانت هذه أقسي مره علي نفسي وأكثرها إيلاماً لأنني لم أكن قد فطمتها بعد . أما المره الثالثه كان عمر نوارة ثمان سنوات وأحتفلنا بعيد ميلادها داخل المعتقل .

 علي مدار حياتك عملتي بالعديد من الصحف والمجلات الآن ما هي الصحيفة التي تقبلين الكتابة من خلالها ؟

أعوذ بالله .. لا أقبل العمل بأي صحيفة ولو عرضوا عليّ مال قارون أنا قلمي حر أكتب ما أريد ولا أقبل الظلم لا لنفسي ولا لغيري ، الآن وانا أقرأ الصحف اليومية أتمني لو أرتدي قفازين مانعة للمكروبات .

هل يعني ذلك أنك  كونتي ثروة من عملك الصحفي في الماضي ترتكني عليها الآن ؟!

أنا لا أملك إلا هذه الشقة التي أسكن بها وأشتريتها أيام ما كانت الأسعار معقولة ، غير ذلك ليس لي إلا معاش التأمينات ومعاش النقابه أعيش بها عيشه كريمه لكن في حدود “علي قد معاشك مد رجليك ” وهذا تم بإرادتي لأنني أنا من أقاطع الكتابة  للصحف لمخالفات خاصة بأصول المهنة .

كيف تقضين يومك وهل تشاهدين التلفاز أو تذهبي الي السينما أو المسرح ؟

ليس لي برنامج ثابت في يومي ولكني لا أخرج من البيت الا نادراً لا اشاهد مسرحاً ولا سينما إن صحت تسمية ما يحدث اليوم بالمسرح أوالسينما ، أما عن التلفاز فلا أقبل أن أجلس أمام أناس يطلقون علي أنفسهم إعلاميين وهم في الحقيقة يخرجون علينا في الشاشات كل يوم  يقزقزون اللب ويقذفون القشر في وجوه المشاهدين .

أستمع الي راديو مصر بإستمرار لأنه يذيع الأخبار  كل نصف ساعه مابين الأخبار لا أتحمل الإستماع  للرغي المزعج

لك علاقة وثيقة بوسائل التواصل الإجتماعي تري ما هو تقيمك لهذه التجربة ؟

بدأت علاقتي بوسائل التواصل الإجتماعي عندما كتبت مقالة ورفض الجميع نشرها فتضايقت وقتها جداً فأنشأت ليّ نوارة مدونه وكنت سعيده بها جداً وبعد فترة لا أذكر كيف إنتقلت الي الفيسبوك لكنني أعتبر صفحتي هناك هي بمثابة جريدة وأنا رئيسة تحريرها وبمعني آخر ” أكتب فيه  عجب عيني ” كما يقول المثل.وأعتبره الواحة التي وهبني الله إياها علي آخر عمري لتسعدني وقد أسعدتني فعلاً .

من هم أصدقائك علي فيسبوك ؟!

أنا أختار الأصدقاء الذين لا يناوئون مبادئي وليس رأيي ، أرفض البذاءة والخوض في الأعراض وأحظر الجاهل والذي يستخف دمه .أحب أستخدام الفصحي وأغضب ممن يستخدمون اللغات الأخري في التعبير وأكثر ما يضايقني إستخدام الحروف الأجنبية في التعبير العربي

هل تابعتي أي حملات علي فيسبوك أو تفاعلتي مع إحداها ؟

الحملات الخاصة بريهام سعيد وغيرها لا تهمني علي الإطلاق ولكني أتفاعل مع المفيد لقضية الظلم  الواقع على المعتقلين مثل تفاعلي مؤخراً مع حملة خاصة بشاب محجوز في قسم المنتزه  بالأسكندرية وكان سيتعرض لبتر ساقه لأنهم منعوا عنه العلاج  كنا ندافع عن حقه الإنساني في العلاج .

الأستاذه صافي ناز كاظم الكاتبة لمن تقرأ ؟

أنا قرأت في الماضي كثيرا جداً ، الآن تخطفني بعض الكتابات مثل كتابات “سلوي بكر ” أحرص علي قرآءة أعمالها سواء إتفقت أو إختلفت معها ، وأعتبرها أهم روائية في جيلها لديها خفة ظل  وفن  كتابة يسعدني جداً .

وهناك أسماء مشهورة جداً لا أستطيع أن أقرأ لهم بسبب شعوري بالملل من اسلوبهم في الكتابة علي رأسهم بهاء طاهر وجمال الغيطاني ويوسف القعيد .

وهذا رأيي ولولا  إختلاف الأذواق لبارت السلع .

عجبتني رواية ” قمر ” للكاتبة مريم البنا ، وأحترم إنجاز الكاتبة  “رضوي عاشور”  لكن أقرأها بصعوبة .

قبل أن تقاطعي التلفاز والسينما والمسرح من من الفنانين كنت تشاهدي أعماله؟

منذ ثورة يناير ٢٠١١ وأنا أضع معظم ما تسمينهم بالفنانين في قائمة سوداء إلا من رحم ربي، ليس لإختلافي مع آرائهم السياسية ولكن لتوحش آرائهم غير الإنسانية وهناك فرق كبير .

كنت أقدر أعمال محمد صبحي مثل ماما أمريكا ووجهة نظر وغيرها  الآن لا أشاهد برنامجه حتي لا أضيع طاقتي في المراء الكاذب .

خسرنا “باسم يوسف “لكني إكتشفت فنان ساخر علي الفيسبوك إسمه ” محمد  قنديل ” يعجبني أدائه والمحتوي الذي يقدمه .

من يطرب الأستاذه صافي ناز كاظم ؟

يطربني عبد الوهاب وأعتبره نعمة ربنا ، وعباس البليدي ، نور الهدي وليلي مراد في بعض الأغنيات ، أما جيل الشباب  مثل أمال ماهر فعلى الرغم من أن لديها صوتا قويا إلا أنني أنفر من أدائها وحركاتها، احب ريهام عبد الحكيم في شغلها القديم وكذلك سميرة سعيد في أعمالها الخاصه بالثمانينات ، أحب مدحت صالح في بعض الأغنيات وأنفر تماما من محمد منير ولا اسمعه ابداً لا قديماً ولا حديثاً  كذلك شيرين عبد الوهاب وأنغام أدائهما منفر جداً ، أستلطف نانسي عجرم في أغنيات بداية ظهورها من إخراج المخرجة نادين لبكي .

هل المثل القائل إكفي القدره علي فمها ينطبق علي نوارة هل هي تشبهك في شخصيتها ؟

نواره تختلف عني كثيراً ربما يرجع ذلك الي إختلاف برجينا فأنا برج الأسد وهي برج الميزان ومن صفات هذا البرج انه يبحث دائماً عن النكد ويعشق النواح ورغم ان نوارة دمها خفيف وتضحك إلا أنها متشائمه دائماً ، أما أنا عكس ذلك تماماً .

ذكرتي سلفاً  أن علاقتك بالشاعر أحمد فؤاد نجم كانت أقوي من الحب فماذا تعني بذلك ؟

نعم .. لم أعرف الحب بمفهومة الضيق بين الرجال والنساء وما كان بيني وبين نجم كان أقوي من الحب الذاتي أحببت حبه لمصر وإخلاصه لها وعندما طلبني للزواج ما أستخسرتش فيه نفسي” .

هل هناك شيئ من أشعاره دائماً تردديها أو ترن بأذنك ؟

جميع أشعاره ترن بإستمرار بأذني وفي أي مناسبة جديدة أجد من أشعاره  ما يعبر عنها وأكثرما أحب له قصيدة ” علي حسب وداد قلبي  ” وقصيدة الأرغول والطنبور وكلها بألحان الشيخ إمام .

تزوجتي من الدكتور عبد الأمير الورد أستاذ جامعي عراقي وبعد الإنفصال لم تتزوجي مره ثالثه فهل السبب أن الرجل الشرقي لا يفضل المرأه المثقفة ذات الشخصية القوية مثل شخصية الأستاذه صافي ناز كاظم ؟

ليس لهذه الأسباب اي علاقة بعدم تكراري لتجربة الزواج فقط لم يتقدم لي شخص أشعر أنني يمكن أن ” أريح دماغي معاه ” .

الم تتمني يوماً كأي سيدة مصرية أن يكون لك مولود ذكر ؟

نواره عندي بمليون ولد ومليون بنت والحقيقه أنا يوم ولادتها وبعد آلام الوضع والمخاض قررت أن لا أكررهذه  التجربة مرة ثانية لكن زوجي الدكتور عبد الأمير كان يتمني أن ننجب أولاد وبالفعل حملت  لكن الله شاء أن أعاني من حالة الإجهاض المنذر الذي لا يثبت فيه الجنين في الرحم وخسرت الحمل أكثر من مره وذلك كان من رحمة ربنا لأنه كان سيعيش الطفل بالعراق مع والده وأحرم أنا منه أو يعيش معي في مصر ويحرم منه والده ، أما فكرة التفرقة بين الولد والبنت أبداً لم تكن محل إهتمامي .

لو تصفي لنا علاقتك بأحفادك ماذا تقولين ؟

تمنيتهم كثيراً ودعوت الله كي يرزقني إياهم وأحبهم جداً جداً ولكن للأسف أنا الآن أصبحت جدة عجوزفي الثامنة والسبعين من عمري لا أستطيع أن أجري وألعب معهم وأجاريهم في الهرج والمرج وكنت أتمني أن أكون في الخمسين مثلاً من العمر حتي أستطيع ذلك .

وبماذا تصفي شخصية كل من فاطمة وعلي أحفادك ؟

فاطمة شخصية موهوبة جداً ومحبه للمرح عكس أمها تماماً وفيها حيوية جميله، أما علي فهو الآن  خمسة  شهور لكنه شخصية لطيفة جداً دائماً يضحك ويخرج لسانه بطريقة بريئة وبديعة .

إقرأ في الجزء الثاني من الحوار :

Comments

عاجل