المحتوى الرئيسى

هل الدين علم؟.. 30

12/10 11:07

تعال نقرا الأية الأول وبعدين نتكلم:

"وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِى أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِى فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ۖ فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَى لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِى أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا".

الآية دى بـ تتكلم عن قصة زيد بن حارثة وزينب بنت جحش، وبـ غض البصر عن التفاصيل اللى الكلام عنها بـ استفاضة فى "ليالى قريش"، فـ إحنا هنا مش ممكن أبدا نفهم المقصود بـ الكلام، من غير ما نعرف "الحكاية".. مش ممكن أبدا.

دى ظاهرة من الظواهر المتعلقة بـ القرآن، ويمكن بـ كل النصوص فى الدنيا، إنك مش ممكن تفهم المعنى، من غير السياق الزمانى والمكان بتاعها، ولاحظ إننا هنا مش بـ نتكلم إن المعنى هـ يبقى له تفسير، لا، أصلا مفيش معنى من غير السياق.

مين زيد؟ مش مذكور فى الآية، مين قال إن زيد هو المقصود بـ "الذى أنعم الله عليه وأنعمت عليه"؟ مش مذكور، إيه وجه الإنعام؟ مش مذكور، مين المقصود بـ الضمير فى جملة: "وتخفى فى نفسك ما الله مبديه؟"، يعنى ربنا بـ يقول كده لـ النبى، ولا النبى بـ يقول كده لـ الذى أنعم عليه؟

كل ده بـ يبقى واضح، لما تعرف "القصة".

قصة زيد مجرد مثال اخترناه، لكن القرآن مليان بـ آيات زى كده، ولو قعدنا نضرب أمثلة مش هـ نخلص.

اللى خلق الظاهرة دى، هو إنه لما الآية بـ تيجى، المعاصرين ليها، اللى كانوا عايشين وقتها، مكنش عندهم مشكلة فى ربط النص بـ الحدث، لـ إنهم موجودين، يعنى مش معقول النبى هـ يقرا الآية: "فلما قضى زيد منها وطرا" فـ حد يسأل: زيد مين؟

أو حد يسمع الآية: "الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل" فـ يسأل مين المقصود بـ الناس الأولى، ومين مقصود بـ الناس التانية. أو "ثانى اثنين إذ هما فى الغار"، فـ يسأل: مين التانى؟ وغيره وغيره.

بس بعد وفاة النبى، ووفاة الناس اللى حضرت الأحداث، أو بـ معنى أصح كل واحد منهم حضر جانب من الأحداث، النصوص القرآنية دى ما بقتش بـ هذا الوضوح والبداهة، وبقت محتاجة شرح السياق علشان تفهم المعنى، وده اللى خلق حاجة اسمها "أسباب النزول" واداها أهمية كبيرة.

طيب، هـ نتكلم بـ استفاضة عن "أسباب النزول" ومدى علميتها، بس خلينا دلوقتى: هل حصل أيام النبى أى جهود لـ تنظيم ربط الآية بـ أحداثها؟ السؤال هنا مش عن وصفنا الجهود دى بـ إنها علمية أو مش علمية، السؤال: هل حصلت أصلا؟

الإجابة: لأ، محصلش، مكنش فيه أى كلام، على حد علمى، ولو حد يعرف يا ريت يدلنى، إن النبى قال اربطوا دى بـ دى، أو أى جهود لـ ترتيب الشخصيات أو الأحداث المذكورة فى القرآن، بل العكس تماما هو اللى حصل، وبـ صورة تلقائية.

لـ إن ترتيب سور القرآن بـ الشكل ده، ثم ترتيب الآيات جوه السورة بـ الشكل ده، أدوا إلى إنك ما تقدرش تعرف دى إمتى وفين وليه وازاى، وهـ أديك مثال صغير:

"أرأيت الذى ينهى، عبدا إذا صلى"

المفروض إن دى فى سورة العلق، اللى هى أول سورة فى القرآن من حيث النزول، صح؟

طيب، إزاى "عبدا إذا "صلى"، والصلاة ما اتفرضتش إلا بعد الإسراء والمعراج؟ أو هكذا يفترض؟

فيه تفسيرات كتير، مختلفة ومتناقضة، منها: إنه مين قال إنه علشان "اقرأ" أول ما نزل من القرآن، يبقى كل السورة نزلت وقتها؟ ده فيه سور مكية جواها آيات مدنية والعكس، وفيه آيات كتير مش محدد أصلا إذا كانت مكية ولا مدنية.

فـ الترتيب ده لخفن الدنيا أكتر، فيما يخص أسباب النزول.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل