المحتوى الرئيسى

الأساطير السياسية والقانونية فى الموقفين العربى والإسرائيلى من القدس

12/09 15:44

اقرأ أيضا: الاستغلال السياسى لعلاقة الدنيا بالآخرة فى النسق القرآنى حتى لا تضيع ذكرى تقسيم فلسطين فى متاهات الحاضر وفنون تغييب الألباب الدين.. والانتخابات البرلمانية مصر وأمريكا.. من عبد الناصر إلى السيسى

القدس عربية اسلامية كفلسطين بلاجدال، ولكن المشروع الصهيونى استهدف القدس أيضاً، وإن كانت القدس قد صارت هى لب هذا المشروع رغم أن كتاب الدولة اليهودية لم يشر اليها أو الي مكان انشاء الدولة الجديدة، وصارت القدس هى محط المشروع ولحمته حتى ليظن المراقب أنه يريد القدس دون سائر فلسطين .

وقد لاحظنا أن الموقف الإسرائيلى من القدس قد تطور بحسب ضعف الموقف العربى، واتسم الموقف الإسرائيلى من القدس بالدقة فى التخطيط السياسى والقانونى والإعلامى، بينما قنع الجانب الفلسطينى والعربى بأنه يملك الحق فى القدس ولا حاجة به الى أبعد من ذلك.

الأسطورة الأولى: فى الموقف الإسرائيلى هى أن القدس عاصمة الدولة اليهودية الأولى ويجب أن تعود عاصمة لفلسطين التى صارت عندهم إسرائيل. صحيح أن اليهود سكنوا فلسطين وكانت القدس عاصمتهم لفترة، ولكن تغير الخرائط غير الانتماءات والملكيات حسب أوضاع القوة فى ذلك الزمان، ولذلك لا يمكن الاستناد إلى هذه الحجة التاريخية لإعادة فلسطين والقدس لحوزة اليهود، وإلا غيرنا جميع خرائط العالم كلها.

الأسطورة الثانية: أن تقسيم فلسطين وتقسيم القدس، وتقسيم المسجد الأقصى هو نهاية المطاف فى المشروع. ذلك أن إسرائيل تلجأ الى التقسيم حتى تثبت الحق فى جزء ثم تدعى الحق فى الكل وفق ميزان القوة ولذلك فإن أعظم الأساطير هى ما تطرحه إسرائيل من سلام مع الجانب الآخر بعد أن تستولى على كامل فلسطين وكامل القدس.

الأسطورة الثالثة: هى أنها استولت على غرب القدس بزعم أنها تنفذها من تناحر العرب عليها وهى أولى منهم، أو أن هناك فراغا قانونيا فملأته بالاستيلاء عليها.

الأسطورة الرابعة: هى أن القدس مقسمة وأنها تريد توحيد شطريها واعتبارها عاصمتها الأبدية لها. وقد استجاب العرب لهذه الأسطورة ولذلك يطلقون  على شرق القدس القدس الشرقية وأنها عندهم عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة، رغم أنهم يرون حركة الاستيطان وعدم فيه سرائيل مطلقا فى أن تترك شيئا من فلسطين لأصحابها فأدى تراجع العرب أمام تمدد إسرائيل إلى الاتجاه إلى القبول حتى بتقسيم المسجد الأقصى مكانيا وزمانيا كما طلبت إسرائيل. ومن عادة إسرائيل أنها تضع الخطة كلها ثم تنفذها على مراحل حسب درجة انسحاب الجانب الآخر.

الأسطورة الخامسة: هى أن هناك فرقا فى السرعة بين الجانبين الإسرائيلى والعربى. مثلا ذكرت القدس كأحد المسائل الخمسة التى يتم التفاوض عليها بموجب أوسلو، ولكن اسرائيل واثقة أن المفاوضات الجادة غير واردة فلا ضير من إيهام العالم بايراد القدس لتهدئة خواطرهم مع الاستمرار فى سياسة الإلحاق. كان مجلس الأمن قد أدان ضم اسرائيل للقدس عام 1980، وصمتت إسرائيل لتجاوزالظرف ثم  استمرت فى خطتها فى استيطان شرق القدس حتى إذا ما أتمته يكون الضم.

الأسطورة السادسة: هى أن واشنطن تسعى إلى تسوية سياسية عادلة فى فلسطين، أو أن العرب لا يزالون على موقفهم حتى النظرى من القدس مما يجعل الظرف مناسبا لإسرائيل للمضى باطمئنان فى مخططها بدعم أمريكى صريح، مع أدانة أية معوقات وأهمها الانتفاضة الثالثة. فإسرائيل تعلم  الحساسية تجاه القدس، وأنها تؤقلم الرأى العام على السلوك تجاه القدس وتمتص الصدمة وتنزع الرفض العربى الداخلى بالاعتياد عليه. كذلك وضعت إسرائيل خطة لتعويد الذهن العربى على قبول أن عاصمة إسرائيل هى القدس، فصارت تل أبيب لا تذكر على الإطلاق، وتصدرت القدس كل أحداث وعلاقات اسرائيل، ويبدو أن السادات قد بدأ هذه المسيرة ربما دون أن يقصد عند ما زار القدس وليس تل أبيب.

الأسطورة السابعة: هى أن العالم العربى والعالم الإسلامى يعمل على تحرير القدس، بل العكس، رغم كل التحركات المعلنة واللجان مثل لجنة القدس وإدارات فلسطين والقدس فى الجامعة العربية والمؤتمر الإسلامى.

الأسطورة الثامنة: هى إقرار العرب بسكوتهم فى مؤتمر مدريد على خطبة شامير رئيس وزراء إسرائيل بأن إسرائيل محدودة المساحة وأنه من الظلم مطالبتها بالانسحاب بعد سيناء من أى دولة عربية أخرى، وأن العرب جشعون وأرضهم كتلة واحدة تزيد على 14 مليون متر مربع.

الأسطورة التاسعة: هى سكوت العرب على التهام اسرائيل لربع مساحة فلسطين تقريبا(21,5%) خارج حدود قرار التقسيم الذى خصص لليهود 55,5% وتجاهلوا أن قرار مجلس الأمن الصادر عقب حرب 1967 (نكبة 1967المصرية) يقتصر تعامله مع ما بعد الحرب من احتلال وظنوا أن القرار بمثابة إقرار من المجلس بأن ما ضمته إسرائيل فى فلسطين قبل الحرب مقبول والمهم هو ما حدث بعد الحرب.

الأسطورة العاشرة: هى أن العرب ظنوا أن إشارة مجلس الأمن إلى القدس الشرقية وحدها يعنى غض الطرف عن غرب القدس وبالتالى فلم يطالبوا بها وإنما يصرون على شرق القدس وحدها وهم يعلمون أن الاشارة إليها فى القرار لأنها أرض احتلت فى هذه الحرب، ولم يتطرق القرار إلى ما سبق الحرب من احتلال.

 والغريب هو إصرار العرب على دولة فلسطين على حدود الرابع من يونيو 1967 قبل الحرب أى 22% من أرض فلسطين ولم يقبلوا قرار التقسيم لأنه خيانة للقضية بينما قبلوا ما بعد القرار. والمفروض أن يعلن العرب مادام إعلانهم لاقيمة له عمليا، لكنه مهم تاريخيا وقانونيا عن الالتزام بقرار التقسيم وهو ما أكدت عليه محكمة العدل الدولية فى رأيها الاستشارى فى يوليو 2004 حول الجدار العازل.

الأسطورة الحادية عشرة: هى انسياق السياسة والإعلام فى العالم العربي وراء الخطة الإسرائيلية فى القدس.

فإسرائيل قسمت القدس كعادتها فى تقسيم المسائل تمهيدا لالتهامها فقسمت فلسطين ثم تسعى إلى التهامها جميعا، ثم قسمت القدس إلى غربية وشرقية وسار العرب وراءها وتسعى لضمها كلها ثم قسمت المسجد الأقصى زمنيا ومكانيا تمهيدا لمنع العرب عنه وهدمه أو الاستيلاء عليه وتحويله إلى مزار سياحى ليشهد على خيبة العرب والمسلمين الذين ينفقون أموالهم بالميارات ويضحون بأبنائهم ومواردهم فى سبيل الشيطان. فهى غرب القدس وشرق القدس وليس القدس الغربية والشرقية، والذى قسمها هى اسرائيل التى تدعى أنها هى التى توحد المدينة بعد تقسيمها.

الأسطورة الثالثة عشرة هي أن السلام عند والعرب واسرائيل له معني واحد. فاسرائيل تريد السلام الاسرائيلي اي الحصول علي كل فلسطين والعرب يريدون جزءا صغيرا تقوم دولة فلسطينية عليه الي جانب اسرائيل.

الأسطورة الرابعة عشرة هي ان اسرائيل تعترف باحتلال اراضي عربية او فلسطينية، والصحيح ان العالم كله يتدث عن الاراضي المحتلة بينما تتحدث اسرائيل عن اقاليم مستردة.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل