المحتوى الرئيسى

حكاية مثيرة: تعرّف على السؤال "البسيط" الذي كان بداية سقوط بلاتر - Goal.com

12/09 14:39

كتب | أحمد عطانشرت صحيفة "الاندبندنت" الإنجليزية مقابلة مثيرة الأسبوع الماضي مع الرجل الذي اعتبرته صاحب الشرارة الأولى التي أدت إلى كل ما يحدث حالياً في أروقة الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" من اعتقالات واستقالات بالجملة حتى بدت الدائرة تضيق أكثر وأكثر على رئيس المنظومة الكروية الأكبر جوزيف بلاتر.

أندرو جينينجس .. اسم لا يعرفه كثيرون. هو صحفي بريطاني أصدر في عام 2006 كتاباً بعنوان "خطأ! العالم السري للفيفا: رشاوي، تزوير انتخابات وفضائح تذاكر" وكان تفنيداً لبحثه في ما وراء الغرف المغلقة ونبشه في المحظور في هذا العالم الغامض.

يقول الصحفي الاسكتلندي المولود في 1943 إنه يوم أن أعلنت السلطات السويسرية القبض على 7 من ممثلي الفيفا في أحد الفنادق الفاخرة في زيوريخ كان مستلقياً في النوم عندما بدأ هاتفه يرن بجنون في السادسة صباحاً معترفاً بأنه أغلق الهاتف دون أن يرد على اعتبار أن الأمر الذي حدث في السادسة صباحاً سيستمر موجوداً في وقت الغداء!.

يقول الصحفي الاسكتلندي المولود في 1943 إنه يوم أن أعلنت السلطات السويسرية القبض على 7 من ممثلي الفيفا في أحد الفنادق الفاخرة في زيوريخ كان مستلقياً في النوم عندما بدأ هاتفه يرن بجنون في السادسة صباحاً معترفاً بأنه أغلق الهاتف دون أن يرد على اعتبار أن الأمر الذي حدث في السادسة صباحاً سيستمر موجوداً في وقت الغداء!.

على كل حال يبدو وأن جينينجس كان يشعر بأن الأمر سيكون مسألة وقت معترفاً في نفس الوقت بأنه تلذذ بالتفكير في أن هؤلاء المسؤولين بعد أن قضوا ليلة صاخبة تم جرهم من غرفهم في الصباح الباكر وأنه من اللطيف دائماً أن ترى وجوه الأشرار وقد بدا عليهم الخوف.

لكن متى بدأ كل هذا؟ في الواقع فإن جينيجس ليس صحفياً متخصصاً في الرياضة، فقد قضى صاحب الـ72 عاماً قرابة النصف قرن في متابعة الجريمة المنظمة، ففي الثمانينيات كان يقتفي أثرالشرطيين الفاسدين، تجارة الهيروين التايلاندي والمافيا الإيطالية، وفي التسعينيات تحول إلى الرياضة بعد أن سخر مجهوداته للتفتيش عن الفساد في اللجنة الأوليمبية الدولية ليكتب 3 كتب عن سلسة من السفريات الفاحشة والرشاوي والقصص المثيرة للجدل عن المخدرات المتعلقة بفضيحة منح مدينة سولت ليك الأمريكية حق استضافة الأوليمبياد الشتوية في عام 2002 وهي الفضيحة التي أفضت إلى إيقاف وعقاب عشرات من أعضاء اللجنة الأوليمبية.

ولنعد لقصتنا الكروية حيث يقول جينيجس إنه قرر بعد ذلك تحويل تركيزه مشيراً إلى أنه كان يدرك أن أمراً قذراً جداً جداً يجري في أروقة الفيفا على حد قوله.

كيف بدأ جينيجس الأمر؟ يقول الصحفي الحر لجريدة الاندبدندنت "في كل مؤسسة، عندما تبدأ معالم ظهور فساد بعض من الأشخاص الكبار فيها، يكون هناك كذلك أشخاص في الإدارة المتوسطة للمؤسسة ممن يعملون كموظفين عاديين ويمتلكون الضمير اللازم للتحرك، ويكون عليك أن تتحرك من الأبواب الخلفية للوصول لهؤلاء الأشخاص، لكن كيف وصل إليهم؟ هنا تكمن الحكاية المثيرة.

قرر جينينجس أن يذهب إلى المؤتمر الصحفي الذي أجراه سيب بلاتر بعد أن تمت إعادة انتخابه رئيساً للفيفا في عام 2002 ويصف الوضع قائلاً بعد أن وصل هناك "تتأمل عند الحوائط حيث يتواجد هؤلاء الموظفون في حلّاتهم المميزة التابعة للفيفا بوجوه روبوتية لا تفصح عما بداخلها" ويستطرد قائلاً "قلت لنفسي .. نعم، هؤلاء هم من أريد وعلي أن أرسل لهم رسالة أنني موجود. سأعبر الطريق لأقاتل. أريد ذلك، وأبحث عنه".

ويستمر جينيجس في وصف المؤتمر قائلاً "كنت محاطاً بهؤلاء المراسلين غاية في الأناقة وبأربطة أعناقهم الحريرية، وما لم يلبث بلاتر أن أنهى كلمته حتى التقطت المايكروفون وسألته سؤالاً واحداً"."هر بلاتر، هل سبق لك أبداً وأن تلقيت رشوة؟"

"أطلقت سؤالي فلم يطيل هؤلاء المراسلون الاستمرار حولي فقد بت الطعام الفاسد الذي  لا يريد أحداً الجلوس جواره، لكن هذا هو ما أردت فقد كنت أستدير برأسي لأراقب هؤلاء الموظفين الذين يرتدون حلّات الفيفا وكأنني أقول لهم أنا هو هذاك. أنا أعرف ماذا يفعل هؤلاء. لقد فعلتها في أعضاء اللجنة الأوليمبية وسأقوم بها لكبار الفيفا أيضاً".

يعلل الرجل -الذي انتقل من اسكتلندا إلى لندن في طفولته- في موضع آخر من المقابلة بأنه كان يدرك بأن الصحفيين بشكل عام يخافون الدخول في مثل هذه الأمور خوفاً من خسارتهم لتصريحاتهم بحضور أهم الفاعليات الرياضية.

لكن جينيجس كان قد اعتاد مثل هذه الأمور، فقد كان جريئاً بما فيه الكفاية عندما كان يعمل في بي بي سي أن يطلب نشر تحقيقاً أجراه عن الفساد في سكوتلانديارد "الشرطة الإنجليزية" وعلاقة بعض الضباط بتجارة الكوكايين لكن بي بي سي رفضت نشر التحقيق فاستقال وعمل في برنامج منافس كما حول تحقيقه هذا إلى كتاب بعنوان "سكوتلانديارد والعلاقة بينها وبين الكوكايين".

نعود للسؤال المثير الذي كان مفتاح جينيجس لكل شيء بعد ذلك، فبعد أن أجاب بلاتر بالنفي بطبيعة الحال كانت الصنارة قد عثرت على ضالتها ومالبث الصحفي الاسكتلندي إلا وأن كان بعد ستة أسابيع أمام النهر في زيوريخ عندما يتسع بالقرب من البحيرة واصفاً "كنت أقف في الظلام بجوار مبنى مكتبي يرجع للقرن الـ19 أتساءل لماذا طُلب مني أن أتواجد هنا من شخص لا أعرفه عندما فُتح الباب وتم جرّي إلى الداخل".

"تم جرّي إلى مكاتب أنيقة جداً وهي نصف ساعة حتى التقيت بمسؤول قديم في الفيفا يحمل كماً مذهلاً من الوثائق وكانت هذه هي البداية بعدما أن ظهرت أمطار منها وماتزال تظهر".

وعن جوزيف بلاتر –الذي هدد جينينجس بأن يقاضيه لكنه لم يفعل- يقول "الهر بلاتر لا يعرف ما معنى أن تحجز تذكرة في طائرة. إنه لا يملك أدنى فكرة لأنه لم يستقل واحدة منذ 40 عاماً. هو فقط يذهب ويستقل طائرة خاصة حتى لو كان سيذهب للمول المجاور. لقد كان حريصاً على فعل ذلك ليظهر في صورة الرجل القوي المُسيطر".

بعد أن نشر كتابه في 2006 الذي اتهم بلاتر ومسؤولي الفيفا بتلقي رشاوي لم يكتفِ المسؤولون بنفي ما فيه بل وصل إلى أن يدافعون عن نفسهم "بدنياً"!

"لقد لكمني جاك وارنر في احدى المرات وبصق علي في مرة أخرى. لقد كان يذهب هؤلاء الأشخاص إلى مكان وقوف السيارات وفجأة أظهر لهم بمنظري المريع العجوز وردائي الرمادي قائلاً "من فضلك، هل قمت بأخذ رشوة من خلال هذه الشركة أو تلك؟ ودائماً كانوا يتسمّرون في أماكنهم".

في نفس العام كان جينيجس يُنشر له فيلماً وثائقياً على بي بي سي من خلال برنامج بانوراما والذي عرض له فيلماً آخر في 2010 يتضمن اتهامات جديدة علماً بأنه فور إعادة انتخاب سيب بلاتر كان جينيجس يجري مقابلة تليفزيونية مع شبكة إي اس بي إن واصفاً الرجل الذي -هزم الأمير علي وبات واضحاً أنه سيستمر لفترة أطول- بأنه رجل ميت يمشي على الأرض ويقصد بذلك أنه سيتم الإيقاع بل لا محالة.

كيف بدأت الأمر يتحول من كشف صحفي إلى عمل بوليسي قضائي ممنهج؟

لجنة تحقيق أمريكية في فساد الكرة تتضمن أكثر من سيناتور تستمع لشهادة أندرو جينينجسيقول جينيجس إنه تلقى مكالمة من أحد الأشخاص يخبره فيه بضرورة مقابلته لبعض الأشخاص ومن ثم اتجه إلى لندن وتحديدا إلى أحد المباني التي لا يمكن الكشف عن اسمها حيث وجد ثلاثة أشخاص بلهجة أمريكية.

"لقد كانوا يتميزون بقصة شعر حكومية. عرفوني بأنفسهم كعملاء خاصين للاف بي آي وأعطوني بطاقات عملهم التي تذكر في وضوح أنهم من قسم الجرائم المنظمة".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل