المحتوى الرئيسى

معتقلو "مقبرة" سجن العقرب: نحن الأموات الأحياء

12/08 15:34

"نحن الأموات الأحياء، كل الناس يموتون مرة واحدة ونحن نتجرع مرارة الموت كل يوم مرات ومرات إن كنتم تظنونا نبالغ فاسألوا من يقابلوننا في لحظات بعثنا من مقبرة العقرب حين نخرج لجلسات المحاكمة .

اسألوهم عن أجسادنا الواهنة وعيوننا الغائرة وملابسنا المتعفنة على أجسامنا وأقدامنا الحافية اكتب لكم بدمي قبل مداد قلم استعرته لانقل لكم ما حدث معنا يوم الخميس الماضي الموافق 4 ديسمبر".

لم تكن تلك الكلمات القاسية من أحد معتقلي سجن العقرب سوى تعبيرعن جزء من الحقيقة الغائبة خلف قضبان ذلك السجن الذي وصفه مراقبون بالمقبرة بعد وفاة عدد من المعتقلين به نتيجة الإهمال الطبي والتعذيب الممنهج كما وصفت منظمات حقوقية ذلك.

سجن العقرب الذي يعرف بـ"غوانتنامو مصر" أيضا هو سجن شديد الحراسة، يقع داخل مجمع سجون طره جنوب القاهرة، و يحيطه سور يبلغ ارتفاعه نحو سبعة أمتار وبوابات مصفحة فولاذية من الداخل والخارج، كما أن مكاتب الضباط تقع بالكامل خلف الحواجز والقضبان الحديدية.

آخر فصول مأساة السجن هي منع إمداد المعتقلين بأي ملابس شتوية أو أغطية لتحميهم من موجة البرد القارس الذي تمر به البلاد هذه الأيام، ما دفع نشطاء إلى إطلاق هاشتاج بعنوان #دخلوا_الشتوي_للعقرب، للدعوة إلى عدم ترك المعتقلين يواجهون البرد بملابسهم الصيفية الخفيفة.

و قد  اتهمت منظمتا "هيومن رايتس مونيتور" ومؤسسة "إنسانية" النظام المصري في تقرير صدر في وقت سابق  بممارسة أساليب قمعية و ممنهجة بحق من أسموهم "المعتقلين السياسيين" في سجن العقرب، المعروف في الأوساط الحقوقية والقانونية في مصر بـ"سيئ السمعة" ومنع الزيارات عن ذوي المحتجزين فيه.

وقالت منظمة "إنسانية" في بيان لها إن "عددا من أسر المحتجزين اشتكوا من سياسية التجويع التي تتبعها إدارة السجن بحق ذويهم، ما أدى إلى فقدانهم الكثير من أوزانهم وإصابتهم بإغماءات وأنيميا حادة ما يهدد حياتهم داخل الزنازين الانفرادية التي يقبعون بها، للخطر".

شهادات المعتقلين و أسرهم عن الأوضاع داخل السجن تحمل قصصا مفزعة توثقها تقارير حقوقية عديدة منها ما ذكره محمد أبو الغيط عن والد زوجته القيادي الإخواني  سيد شهاب عميد كلية الهندسة بجامعة حلوان سابقا على حسابه على "فيسبوك" حيث قال تجسيدا لمعاناة الأسرة و منعها من الزيارة و التضييق عليها يقول "خلال الـ 6 أشهر الماضية، كل ما سمع أن الزيارة اتفتحت, يروح أفراد من العيلة ويستنوا لساعات طويلة- ومنهم والدة زوجتي، بلا جدوى، مرة واحدة فقط نجحت العائلة في أن ترسل له أدويته بأسلوب غير رسمي".

ثم يضيف قائلا " دلوقتي بأقول طيب حتى بلاش الزيارة، ياريت أي حد بيقرا الكلام ده يدلنا على أي طريق رسمي أو غير رسمي ممكن يخلينا ندخل الملابس الشتوية و‏البطاطين_لدكتور_سيد?  ، يا بشر، يا ... ، يا عظماء يا محترمين، يا أي حد وأي شيء، هنتجنن، حد يدلنا نعمل إيه ولا نروح لمين، عشان نطمئن فقط إن الرجل الكبير لا يعاني البرد في زنزانته ....."على حد وصفه.

هذه الرسالة هي واحدة من عشرات الرسائل التي تظهر تباعا تحكي مأساة المعتقلين هناك ، هذه المعاناة التي أدّت إلى وفاة عدد منهم مثل القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، فريد إسماعيل ورئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية عصام دربالة، والقياديين السابقين بجماعة الجهاد الإسلامي مرجان سالم ونبيل المغربي، وعضو جماعة الإخوان عماد حسن.

بل تم نقل قامات قضائية رفيعة إلى المستشفى بعد تدهور حالتهم الصحية منهم  نائب رئيس محكمة النقض الأسبق محمود الخضيري، والقياديان بحزب الاستقلال مجدي حسين و مجدي قرقر ، وعضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان رشاد البيومي.

أمام هذه الأوضاع المزرية  داخل السجن و التقارير الحقوقية التي تدين الانتهاكات داخله لم يجد المعتقلون بدا من الاحتجاج على هذه المعاملة الوحشية على حد وصف بعضهم سوى بإعلانهم  الإضراب عن الطعام تنديدا باعتداء قوات الأمن عليهم خصوصا بعد التعدي بالضرب علي عدد من المعتقلين أول أمس في عنبر " h4 ".

يذكر انه تم منع الزيارة عن معتقلي السجن منذ شهرين وحتي الان ومنع دخول البطاطين والمستلزمات .

فيما قام  احمد البنا رئيس المباحث  كما تروي أسر المعتقلين بتجريد الزنازين تماما بما تبقي فيها من مستلزمات وضرب وتعذيب عدد منهم وصل لدهس المعتقلين علي وجوههم ؛ مما ادي لكسور بالفك لدى بعضهم  وتم نقلهم للمستشفى أمس الاثنين وإصابة ما يقارب 25 معتقلا في الزنازين دون علاج ولا دواء.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل