المحتوى الرئيسى

إيران تجدد خطة تصدير «الثورة الإسلامية».. والإصلاحيون يطرحون فكرة «الانقلاب» عقب وفاة خامئنى

12/08 11:47

يتراءى للجميع، على كل الأصعدة السياسية والدبلوماسية، بوادر تحول جذرى فى سياسات إيران بعد التوصّل إلى شبه اتفاق، وليس اتفاقاً كاملاً، بشأن النووى الإيرانى، وهو ما أثار ضجة إعلامية فى الداخل الإيرانى، دفعت صحف المعارضة إلى انتقاد نظام «روحانى»، ورغم التحولات الدراماتيكية فى المنطقة بعد تكشف العلاقة الحقيقية بين واشنطن وطهران، فإن مقربين من دوائر صنع القرار فى طهران أكدوا أن إيران لديها خطة محكمة خلال الفترة المقبلة للسيطرة على مقدرات المنطقة بالطرق الناعمة التى لن توقف محاولات تدخّلها فى شئون الدول العربية واستغلال ورقة الأقليات الشيعية.

المرشد الأعلى يدعم «نجاد» لسيطرة المحافظين على البرلمان المقبل

وأشاروا إلى أن تلك الخطة لا تعتمد على التدخّل فى الشئون الداخلية للدول العربية فقط، بل اتسعت دائرتها لتشمل العمل الدبلوماسى الذى يهدف إلى استقطاب أكبر عدد ممكن من العناصر العربية المؤثرة على الساحة العربية، سواء كانت شخصيات عامة أو سياسية أو متقاعدين لهم ثقلهم فى الحكومات العربية المتعاقبة، بالتزامن مع طرح مبادرات لإعادة ترميم العلاقات العربية - الإيرانية، وفتح صفحة جديدة فى هذا الملف الشائك.

وأشارت المصادر إلى أن طهران ستراوغ الجميع بدبلوماسيتها البراجماتية المتسترة خلف عباءة الاعتدال والدعوة إلى الوحدة الإسلامية فى مواجهة أطماع الغرب، لافتة إلى أن فوز الإصلاحيين فى الانتخابات الرئاسية الإيرانية كان مخططاً له من قبل نظام المرشد الأعلى للثورة الإسلامية وجهاز استخباراته، بهدف تمرير الاتفاق النووى، إثر تفاقم الأزمات الاقتصادية على مستوى الداخل الإيرانى، مما دفع الحرس الثورى إلى التنسيق مع المحافظين والإصلاحيين للفوز بالانتخابات الرئاسية، حتى لا يكون التوافق بين واشنطن وطهران بموافقة المحافظين ورعاية الولى الفقيه، وما يؤكد مدى صدقية تلك الخطة، هو خروج «خامنئى» بعد توقيع أولى مراحل الاتفاق، ليصف أمريكا بـ«الشيطان الأكبر»، مما دفع جون كيرى إلى الدفاع عن المرشد الأعلى للثورة الإسلامية فى الكونجرس الأمريكى، حينما سُئل من قبَل أحد الأعضاء فى الحزب الجمهورى: «لماذا يُردد الإيرانيون عبارة الموت لأمريكا، الشيطان الأكبر؟»، فدافع «كيرى» باستماتة، وأنهى دفاعه بعبارة دالة قال فيها «نظام (خامنئى) ليس كنظام (الخمينى)».

غرفة عمليات «مشهد» لإدارة فوضى العراق وفشل مخطط طهران فى نقل «الدواعش» إلى ليبيا وجنوب السعودية وتمدد الخسائر فى اليمن وسوريا

أزمة الملف النووى الإيرانى تحولت إلى محور رئيسى فى التفاعلات الداخلية الإيرانية فى السنوات الأخيرة، بل إنها تعد إحدى أهم آليات الانقسام والفرز بين القوى السياسية، خصوصاً داخل تيار المحافظين الأصوليين الذين سيطروا على مراكز صنع القرار الرئيسية فى الدولة، حتى بعد الموافقة على بنود الاتفاق فى البرلمان، كما أن التداعيات التى فرضتها تلك الأزمة كانت أحد الأسباب الرئيسية فى وصول حسن روحانى إلى رئاسة الجمهورية، وهو ما دفع حكومته إلى البدء فى حملة دعائية داخل إيران للترويج لما سمته «المكاسب» التى حققتها إيران من خلال الاتفاق بعد توقيعه مباشرة، حيث استهدفت الحملة المؤسسات السياسية والدينية النافذة فى الدولة، استباقاً لأى انتقادات يمكن أن توجّهها تلك المؤسسات إلى الاتفاق النووى مع الغرب، فضلاً عن استباقه موافقة البرلمان الإيرانى بحملة للترويج للازدهار الاقتصادى، على حد زعمه فى تصريحات إعلامية.

وعلى صعيد المواجهات فى الداخل الإيرانى، وتحديداً فى أروقة ومجالس الحوزات الدينية المسيطرة على عقول الإيرانيين فى قم وطهران، ثار جدل مكتوم حول مخطط للإصلاحيين يقضى بغل يد الولى الفقيه فى ما يخص الشئون الخارجية. وأكدت مصادر مطلعة تابعة لمنظمة «مجاهدى خلق» أن بعض الإصلاحيين فى نظام «روحانى» طرحوا خطة وصفوها بمثابة انقلاب ناعم على المؤسسة الدينية فى طهران، حال موت «الإمام خامنئى»، وتقضى بالحد من سلطاته المهيمنة وإطلاق يد المؤسسات السياسية، وهو ما قُوبل بحالة من القلق من قبَل عناصر الحرس الثورى التى تمثل القوة المسلحة الخفية التابعة للمرشد الأعلى للثورة، وحاول الحرس الثورى التقاط أى دليل على ما وصل إليه من معلومات، لكنه لم يتمكن، خاصة أن المخطط الذى تم طرحه من بعض الإصلاحيين تم خلال اجتماعاتهم مع معارضى النظام وبعض عناصر الحرس المهاجرة، فى بريطانيا، وما زال الأمر طى الكتمان، مما دفع رجال الحرس إلى الدعوة إلى اجتماع عاجل لرموز الإصلاحيين وقيادات المحافظين ترأسه «خامنئى»، لفرض رؤية جديدة حول الخريطة السياسية فى طهران خلال الفترة المقبلة، للسيطرة على الأوضاع وإحباط أى مساعٍ لإثارة القلق والاضطراب على المستوى السياسى الداخلى، سنورد تفاصيلها لاحقاً.

الأمريكان لا يعشقون الإيرانيين، لكن السياسة الدولية الجديدة تفترض اللعب بالأوراق المتاحة لكل لاعب، وكأنك تجلس على طاولة البوكر، فالهدف الوحيد فى النهاية هو الربح وليس الخسارة، وبالتالى فإن الرابح من الاتفاق هما الأمريكان والإيرانيون، فيما تعيد باقى الدول، سواء فى الإقليم المحيط أو الغرب الأوروبى، حساباتها، بعد مفاجأة التوصّل إلى شبه اتفاق نهائى بين الجانبين، فعلى الصعيد الإقليمى يحاول الأمريكان إقناع العرب بجدوى الاتفاق، وأنه كان الحل الأمثل أو الخيار الأوحد فى حل المسألة نهائياً، حيث أفادت مصادر برفض «أوباما» القاطع للتدخل عسكرياً، لوقف برنامج إيران النووى، لافتة إلى أن الحصار الاقتصادى على طهران، رغم نتائجه المؤثرة، إلا أنه لم ينجح فى وقف برنامجها النووى، مما يعنى أن طهران كانت عازمة على تخصيب اليورانيوم إلى أعلى درجاته، للوصول إلى امتلاك القنبلة النووية فى غضون شهور، ورأى أن الاتفاق يعتبر آخر المساعى الإيرانية نحو امتلاك سلاح نووى، وهو طموح موجود، ولا يزال مطروحاً بقوة على أجندة السلطة فى إيران. ولفتت المصادر إلى أن التوافق الخليجى على ضرورة استخدام الحلول الدبلوماسية فى التعامل مع الأطماع الإيرانية يجب ألا ينظر إلى مبادرات حُسن النية التى سوف تطرحها طهران خلال الفترة المقبلة، مشيرة إلى أن الدول العربية ملزمة بتقوية جبهاتها الداخلية أولاً، وزيادة مناعتها لتقف حائط صد فى وجه سرطان النفوذ الشيعى، فضلاً عن ضرورة السعى إلى امتلاك التكنولوجيا النووية خلال الفترة الماضية.

هيكلة محاور الاختراق فى البحرين والكويت.. واستمرار دعم «الأسد» و«الحوثى».. ومصر على رأس الدول المستهدفة

فيما سرت حالة من القلق فى العديد من الدول العربية إزاء الأموال الإيرانية المجمّدة، وقرار الإفراج عنها، وظهرت مخاوف من استخدام تلك الأموال التى تقدّر بالمليارات، فى تنفيذ مخطط الثورة الإسلامية، باستغلال الفقر والتهميش فى كثير من البلدان العربية. وقالت مصادر مقرّبة من بعض المراجع العراقية، إن اجتماعاً موسّعاً جرى منذ ما يقارب الأسبوع بين قيادات من المحافظين وحكومة «روحانى» تناول إشكالية الثبات على المبادئ، واستمرار البحث عن النفوذ والسيطرة الإيرانية فى كثير من الدول العربية، مع الاحتفاظ بالدول التابعة التى تمثل ذراعاً طولى لإيران فى المنطقة، وعلى رأسها سوريا واليمن ولبنان.

إضافة إلى اعتماد خطة جديدة للعمل فى المحاور المضطربة، مثل الكويت والبحرين، ووضع مصر على رأس الخطة بمحاولة إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، أو على الأقل تنمية خطة الدبلوماسية الشعبية التى تتبعها طهران منذ سنوات عدة. وأفادت المصادر بأن مكتب المرشد الأعلى للثورة الإسلامية التقى بالرئيس السابق أحمدى نجاد، واتفقا على ضرورة خوضه الانتخابات البرلمانية على رأس قائمة من المحافظين خلال الانتخابات المقبلة، وتوقعت المصادر أن يُبقى «الولى الفقيه» على «حسن روحانى» رئيساً فى المرحلة المقبلة مع زيادة حصص المحافظين فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، واصفة التحركات الإيرانية بأنها خطوات تقتضيها التغيرات الإقليمية التى تمت خلال الآونة الأخيرة، وعلى رأسها الاتفاق النووى.

وفى الوقت الذى يعلن فيه الإيرانيون عن حسن نواياهم وبداية فتح صفحة جديدة فى علاقاتهم مع الدول العربية، فإنه لا يزال قادة الحرس الثورى الإيرانى يديرون فوضى العراق وسوريا من غرفة عمليات فى مشهد، جنوب طهران، بمشاركة عناصر من جهاز استخبارات أجنبى، وهو ما كشف عنه أحد الدبلوماسيين المنشقين عن النظام الإيرانى، الذى لجأ إلى فرنسا مؤخراً، معلناً انضمامه إلى المعارضة الإيرانية التى تديرها مريم رجوى، زعيمة منظمة «مجاهدى خلق» فى باريس.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل