"القتل".. النهاية الدراماتيكية لزعماء "المافيا"

"رصاص كثيف ودمار يحيط بالمكان، أشخاص ملقون على الأرض وسط بركة من الدماء"، المشهد الأشهر في حرب المافيا، فالقتل رميا بالرصاص يعد التكنيك المستخدم داخل عالم الجريمة، وكان جزاء لأغلب زعماء التنظيم الإجرامي الأشهر في العالم، فاستمدت الكثير من أفلام المافيا مشاهد القتل والاغتيالات من الواقع الدموي لـ"المافيا"، وفيما يلي قصص اغتيالات عدد من زعماء وأفراد التنظيم:

1- جيوسيبي موريلو Giuseppe Morello:زعيم مافيا صقلي ولد في بلدة كورليوني وعاش في أمريكا، وقتل الكثيرين لتأسيس إمبراطوريته الإجرامية، ويعتبر هو المؤسس الأول لما يسمى الآن بـ"عائلة جينوفيسي للجريمة"، واشتهر بيده اليمنى ذات الإصبع الواحد، ولقي مصرعه عام 1930 عن عمر ناهز 63 عاما، في مواجهته ضد عائلة "مارانزانو" في "حرب الكاستيلاماريس" للسيطرة على المافيا الأمريكية.

2- جيوسيبي ماساريا Giuseppe "Joe the Boss" Masseria:ولد في صقلية وانتقل إلى أمريكا وخاض حرب "الكاستيلاماريس" الدموية للسيطرة على الأعمال الإجرامية، وانتهت الحرب بمقتله، حيث طلب منه مساعداه "لوتشيانو" و"جينوفيسي" عقد هدنة مع "مارانزانو" لكنه رفض، فاتفق الاثنان مع الأخير على قتل "ماساريا" مقابل دمجهما في نظام المافيا الجديد، وهو نظام الخمس عائلات الموجود حتى الآن، وفي عام 1931 في المطعم المفضل لـ"جوي ماساريا" كان مسرح الجريمة، وجلس لوتشيانو يلعب الكوتشينة مع "جوي"، فاستأذن الأول ليذهب إلى المرحاض، وبينما كان "لوتشيانو" في المرحاض دخل 3 مسلحين وهم: فيتو جينوفيسي وألبرت أناستيشيا وبينجامين سيجال، وأطلقوا الرصاص على "ماساريا" فسقط قتيلا، وهو يمسك بيده ورقة كوتشينة، في مشهد درامي دموي، وكان عمره 45 عاما.

3- سالفاتوري مارانزانو Salvatore Maranzano: بعد مقتل "ماساريا" بمؤامرة بين مساعديه و"مارانزانو"، سعى لوتشيانو وجينوفيسي للانقلاب على زعيم المافيا القوي "مارانزانو"، والذي انفرد بالقوة بعد مقتل "ماساريا"، إضافة إلى كونه غير محبوب من مرؤوسيه، حيث إنه كان يتعامل معهم بغطرسة، وفي يوم الجريمة أرسل لوتشيانو عددا من أفراد العصابات اليهودية وهم "سيجال" و"ليفين" وآخرين إلى مكتب "مارانزانو" متنكرين في هيئة محصلي ضرائب ونزع الأربعة سلاح حراس "مارانزانو"، وأطلقوا الرصاص على الأخير وطعنوه حتى الموت، في عام 1931 عن عمر 45 عاما، لتنتهي حرب "الكاستيلاماريس" ونظام "زعيم المافيا الواحد" ويبدأ نظام "العائلات" الموجود حتى الآن.

4- فينشينزو مانجانو Vincenzo Mangano: زعيم مافيا صقلي عاش في أمريكا وكان من مؤسسي ما يسمى الآن بـ"عائلة جامبيو للجريمة"، كان لقبه "المعاقب" أو "الجلاد" The Executioner، وفي عام 1951 قال ألبرت أناستيشيا، نائب فينشينزو مانجانو وذراعه اليمنى، إنه يتعرض لمؤامرة لقتله من زعيمه، فقرر الدفاع عن نفسه، ومن ذلك الوقت اختفى مانجانو، وتم العثور على شقيقه مقتولا، وأصبح "أناستيشيا" زعيما للعائلة.

5- ألبرت أناستيشيا Albert Anastasia: زعيم مافيا إيطالي المولد عاش في أمريكا، ذهب "أناستيشيا" إلى محل الحلاقة، وكان سائقه في الجراج، وغادر السيارة ليأخذ جولة تاركا زعيمه "أناستيشيا" بلا حماية، واسترخى "أناستيشيا" على مقعد الحلاقة فدخل فجأة اثنان ملثمان وأطلقا وابلا من الرصاص على زعيم المافيا، الذي حاول مقاومتهما والرصاص في جسده لكنه لم يتمكن وسقط قتيلا في عام 1957 عن عمر 55 عاما، وقيل إنه مات بتحريض من فيتو جينوفيسي، وعدد من زعماء المافيا؛ لاعتقادهم بتورطه في اختفاء ومقتل رئيسه "مانجانو".

6- جوزيف جالو Joey Gallo: كان جنديا في عائلة بروفاسي للجريمة، المعروفة بـ"كولومبو حاليا"، في عام 1972 كان يحتفل بعيد ميلاده الـ43 في أحد مطاعم مانهاتن ومعه شقيقته وابنتها فدخل مسلحون وأطلقوا الرصاص بشكل مفاجئ، فابتعد "جالو" حتى لا يصيب الرصاص شقيقته وابنتها، وهرول في الشارع وهو ينزف وهرب المسلحون الأربعة وسقط "جالو"، وتم نقله للمستشفى ومات هناك، بسبب انشقاقه عن عائلة "كولومبو".

7- بول كاستيانو Paul Castellano: كان معروفا باسم Big Paul نظرا لضخامة جسده، كما كان زعيما لعائلة جامبينو للجريمة المنظمة، وتولى قيادة العائلة بعد وفاة ابن عمه كارلو جامبينو، وكاستيانو هو عم الممثل "الأمريكي - الإيطالي" ريتشارد كاستيانو، الذي لعب دور "بيتر كليمنزا" في فيلم "الأب الروحي"، عام 1985 تم دعوة بول كاستيانو لاجتماع في مطعم بمانهاتن فذهب بسيارته التي قادها مساعده "تومي بيلوتي"، ووقفت السيارة أمام المطعم وما إن غادرها كاستيانو حتى فاجأه مسلح بوابل من الرصاص في رأسه وجسده فسقط قتيلا، وحاول مساعده الهرب ولكن المسلحين قتلوه، وتبين فيما بعد أن المسؤول عن تلك الجريمة هو "جون جوتي" أحد مساعدي "كاستيانو"، والذي أصبح بعدها زعيما لعائلة جامبينو حتى سجنه ووفاته في محبسه.