ليالى قريش.. الليلة 196

استنتاج إسلام البحيرى من قصة خولة بنت حكيم هو لب الموضوع كله.

هو شايف إن خولة بنت حكيم مكنش ممكن ترشح عائشة لـ النبي، لولا إن عائشة كانت قادرة وقتها على الجواز، "مش ممكن" ترشح له طفلة عندها ست سنين، أو خلينى أنقل تعبير البحيرى نصا: "لا يعقل أن تكون عائشة فى ذاك الوقت طفلة فى السادسة من عمرها, وتعرضها (خولة) للزواج بقولها (بكرا)".

أيوه، لا يعقل بـ النسبة لمين؟ بـ النسبة لنا النهارده فى القرن الـ 21 الميلادي، ولا بـ النسبة لهم فى القرن السابع؟ هنا فى مصر، ولا هناك فى الجزيرة العربية؟

فارق التوقيت والمكان مهمين قوى فى تحديد ما يعقل وما لا يعقل.

بنات النبى كلهم اتجوزوا فى سن صغيرة زى ما شفنا، بنات بنات النبى اتجوزوا فى سن أقصاه 11 سنة، والأمثلة كتيرة لـ درجة إن قدامة بن مظعون نفسه، جوز خولة بنت حكيم المذكورة فى القصة، اتجوز بنت الزبير بن العوام، يوم مولدها، وقال: "إن عشت فهى خير ورثتي، وإن مت فهى بنت الزبير". ومش عايز أستطرد فى ذكر زيجات تمت لـ بنات رضيعات بـ يستشهد بيها الفقهاء فى إتاحة زواج الصغيرة. لكن الواضح إن ده كان عادى جدا.

لكن لو حضرتك عايز تقيسها بـ مقياس النهارده، وتحاول "تدافع عن" النبي، فـ تقول إنه لما خطبها كانت 14، ولما اتجوزها كانت 17 وكسر، قول 18، فـ اسمح لى معلش فى سؤال:

وهو أصلا 14 ولا 18 حاجة كويسة؟

وبـ غض النظر عن السن، هل حضرتك ممكن تروح تتجوز بنت صاحب عمرك، وشريك كفاحك، وإنت عندك 53 وهى عندها 18؟ لا، 20، لا يا عم، 25 سنة، هل لو حصل ده "النهارده" مش هـ يبقى مستهجن؟

إن الاستناد إلى إنه "مش معقول"، مالوش محل من الإعراب، لـ إن سن الزواج بـ تحدده البيئة الاجتماعية والثقافية، والزواج من الصغيرات مكنش مستهجن وقتها على أى نحو.

بـ نفس الطريقة يروح إسلام البحيري، اللى بـ أحترمه جدا، وأقدر جهوده، وأتعلم منه، لـ استنتاج تاني، خاص بـ جبير بن المطعم بن عدي.

إحنا عارفين المطعم بن عدي، الراجل اللى أعلن حمايته وإجارته لـ النبي، وهو راجع من الطائف، المطعم كان عنده ابن اسمه جبير، والمطعم كان طلب عائشة لـ جبير من أبوها "أبو بكر"، فـ لما النبى طلبها لـ نفسه، أبو بكر كان متحرج من المطعم، ومكنش عايز يخلف وعده معاه.

راح أبو بكر لـ المطعم، وفاتحه فى موضوع جبير، فـ لقاه هو نفسه، ويقال بـ تأثير من أم جبير، مش عايز يتمم الجواز، على أساس الوضع الديني، وقلق من إن جبير يدخل الإسلام لو اتجوز بنت أبو بكر، فـ ده كان حل مريح لـ الجميع، فـ اتفسخت خطبة عائشة من جبير، وانعقد قرانها على النبي.

طب وإيه علاقة ده بـ سن عائشة؟

نرجع بقى، لـ فكرة "مش معقول"، يعنى إذا كان مش معقول النبى يخطبها وهى فى سن ستة، فـ مش معقول أكتر إن جبير يخطبها قبل ستة.

ونرجع لـ كلامنا: مش معقول بـ النسبة لـ مين؟

بـ العكس تماما، هى لو كانت كبيرة وقتها، كان إيه اللى يخلى جبير ما اتجوزهاش لـ حد وقتها؟ ترتيب الأمور بـ يقول إن المطعم كان عايز يناسب أبو بكر (تجار مع بعض) فـ قال له: الولد لـ البنت، حتى لو كانوا لسه مولودين، يا راجل، ده إحنا لسه بـ نعمل كده فى الريف لـ حد دلوقتي، والبنت بـ تتسمى لـ الولد، وهم رضع، وبـ يبقى بـ مثابة خطوبة، لو أبو البنت عايز يفكها، لازم يستأذن الأول، زى ما أبو بكر عمل.