المحتوى الرئيسى

بالصور.. قبيلة البجا فى حلايب وشلاتين تعرف بـ"مقاتلة الفراعنة".. تعيش عصر ما قبل التاريخ.. تتكلم "البيجاوية" ولا تكتبها.. لا تملك أوراقا رسمية.. تأكل العصيدة والجابورى ومشروبها الرسمى "الجبن"

12/06 09:59

فى الجنوب الشرقى من الحدود المصرية السودانية، وبمنطقة حلايب وشلاتين وبين الأودية الجبلية الوعرة، تستقر وتقيم قبائل كثيرة متفرعة من أصل قبيلة البجا المنتشرة على ساحل البحر الأحمر جنوبا حتى إرتريا وإثيوبيا.

لا يعرف الكثير من هم قبائل البجا وكيف يعيشون وسط تلك الجبال، وما هو مشروبهم ومأكلهم، البجا هم "مقاتلو الفراعنة" كما انتشر بين شباب تلك القبيلة يتحدثون اللغة البيجاوية والتى تنطق ولا تكتب يتزوجون فى سن صغيرة ويقدسون الحياة.

يقول أبو عبيدة عيسى البخارى من قبيلة البشارية أحد فروع قبيلة البجا، إن البجا هم مقاتلو الفراعنة سكنوا أودية سلاسل البحر المتوسط يعتز المصريون منهم بمصريتهم يعيشون بهدوء يرغبون فى العيش فى حياة سعيدة مثل باقى المصريين.

وأضاف البشارى لـ"اليوم السابع" أن لهم عوائد وتقاليد تختلف كثيرا عن أهل الحضر، تبدأ من ملابسهم حيث يرتدون قميصا أبيض تعلوه سترة دائما ما تكون سوداء اللون "سديرى" وعمامة كبيرة على الرأس.

وتابع أبو عبيدة أنهم عملوا قديما فى التجارة حول ميناء صحراء عيذاب، الميناء الأول على شاطئ البحر الأحمر، والذى كانت تمر من خلاله تجارة الفراعنة إلى بلاد آسيا، ثم الحجاج إلى طريق الحجاز بعد أن أغلق الصليبون طريقهم من بلاد الشام.

اتجهت القبيلة بعد ذلك بجوار التجارة لرعى الإبل والأغنام والتجارة من بلاد شرق أفريقيا، وأغلبهم ليس لهم أوراق رسمية كشهادات الميلاد والهوية، وهو مطلبهم الأول مطلب عقب اختيارهم لممثلهم فى البرلمان حالمون فى تعليم أبنائهم.

ومن أشهر أكلات قبائل البجا هى "السلات" ولحم الضأن المشوى على حجارة البازلت، حيث تنظف اللحم وتضع على حجارة البازلت بعد إشعال النيران أسفلها وتصفى الدهن من اللحم، كما يأكلون خبر الجابورى المعروف فى حلايب وشلاتين، وهو عبارة عن دقيق وماء ويعجن ثم توقد نار على الأرض لتسخن الأرض ثم يطب بالعجينة على خشبة صلبة ويتم إظهار الوقود من الأرض السخنة ويوضع الفحم الموجود على الجانب الآخر على العجينة لثوان حتى لا تحترق العجينة ثم تدفن العجينة بالأرض السخنة مع وضع بعض الوقود المفحم عليها، لمدة نصف ساعة ثم تقلب إلى الناحية الثانية وتدفن بالأرض السخنة وتترك لمدة ربع ساعة ثم تؤكل طازجة.

وأوضح أبو عبيدة لـ"اليوم السابع" أن المشروب الرسمى للمنطقة هو "الجبنة"، حيث يعد واجب الضيافة المعتاد عند تلك القبائل بما يقابل الشاى والقهوة فى ربوع مصر وأنحائها المختلفة .

ويوضح أبو عبيدة أن الجبنة مشروب عربى شهير، يتم تجهيزه من خلال عملية التحميص اليدوى للبن الأخضر، عن طريق قليه داخل إناء مصنوع من الفخار، حتى يتحول لون البن الأحمر إلى بنى غامق، وتستغرق عملية التحميص 3 دقائق، وأثناءها يضاف إلى البن قليل من حبات القرنفل أو الحبهان أو الزنجبيل حسب النكهة التى يطلبها الضيف.

وعن طريقة زواجهم قال الشيخ محمد طاهر سمو شيخ مشايخ منطقة أبو رماد جنوب الشلاتين، أن البجاوى يحترم والدة زوجته "حماته" ويعاملها معاملة خاصة، ومن عاداتهم فى الزواج أن تقدم إعانات للعريس من الأهل والأصدقاء فى صورة هدايا .

وأوضح أن فى خطبة أهل البجا والتى مازالت حتى الآن فى وديان عديدة بحلايب وشلاتين، أنه عندما يهم أحدهم بخطبة فتاة من أقاربه يقدم لها هديا تسمى "وألوم" بمعنى الإعلام ويجب أن يكون الأول من تقدم من خطابها، ولا يرفض طلبه إذا كانت بنت خاله أو عمه، إذا تمت الموافقة فأول ما يفعلونه تحديد موعد الزواج، مؤكدا على أن أول ما يقدم من العريس للعروسة بعد الموافقة تقديم ما يسمى بـ"بهدو" وهى عبارة عن ثياب وكميات من السكر والبن والحلوى والتمر والفول السودانى وتقدم هذه الأشياء لوالدة الفتاة فإن كانت موافقة على الزواج قبلتها وإن لم تكن موافقة عمل الجميع على إقناعها وترضيتها بشتى الوسائل .

وتابع الشيخ أنه إذا تقدم شخص للزواج لا تكفيه موافقة والد الفتاة بل يجب أن يستشار أقاربها، وإذا أعطى الرجل ابنته لشخص من غير موافقة الآخرين يتعرض للخصومة والمقاطعة وربما قتلوا العريس لأنهم يعتبرونه مستهيناً ومستخفاً بهم، ولابد أن يكون رجل دين أو شحص مشهور بالخصال الحميدة فهم يقبلون تزوجه فى هذه.

وعن مراسم الزواج يتحدث الحسن عثمان من أهالى حلايب وشلاتين أن زواج البجا والذى يتم حتى الآن يقام فى وديان حلايب وشلاتين التى تتحدث البجا وغيرها فى الموعد المحدد للزواج يذهب أهل العريس إلى مكان الاحتفال والنساء يحملن "السنكواب" وهو عدد من الزعف جريد النخل مربوط بخيط من الصوف الأسود وعندما يقتربن من المكان تتعالى زغاريدهن، ويقتضى العرف أن تطوف والدة العريس حول منزل الزوجة وهى على بعيرها هى ومن معها يزغردن إعلاناً للفرح والابتهاج، ثم يحدد مكان إقامة المنزل .

ويضيف الحسن عثمان لـ"اليوم السابع" أن يقوم العريس بإشهار سيفه ويطوف حول المكان المحدد لإقامة المنزل معلنا حمايته لبيته ولزوجته، وبعد ذلك تذبح الذبائح ويعد الطعام وهو عبارة عن عصيدة ولحم الأبل أو الضأن .

وأوضح الحسن عثمان أن هناك شهور معينة ومفضلة لإقامة الزواج عند البجا هى ربيع أول وربيع ثانى وجماد أول وجماد ثانى، وإذا لم يتمكنوا من إتمام العقد فى هذه الشهور فإنهم ينتظرون حتى يحل عليهم ذو الحجة فيعقدون زواجهم فيه ويكرهون العقد والزواج فى محرم وصفر.

وعن أشهر ما يتم فى أفراحهم الرقص بالسيوف والرمح، حيث يأتى كلا بسيفه ورمحه ويتراقصون مع العريس كل على حدة.

ومن جانبه، قال سويلم البشارى أحد شباب الشلاتين إن قبائل البجا خلال ترحالهم ليلا فى منطقتهم يسترشدون بالنجوم ويعرفونها بأسمائها ومواقعها، أما أثناء النهار فهم يعرفون منطقتهم جبلا جبل ويعرفون كل واد وبئر بأسمائها ويعرفون القبائل التى تقطن حول كل منها.

وتابع سويلم أنهم يرحلون فى الجبال من واد لآخر عبر المراعى ويعودون مجددا لمنطقهم الأصلى بين الأودية أيضا وعندما يرزق أحدهم بمولود جديد "تربط ما يسمى حبل السرى أو سرته فى أعلى شجرة أو تدفن قرب المسجد أو ترمى فى البحر إذا كان قريبا، أما إذا كانت أنثى فتدفن خلف البيت دلالة على رغبتهم فى استقرارها فى البيت.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل