المحتوى الرئيسى

وليد فاروق على يكتب: هل ستنجح الهند في انتزاع ماسة كوهينور من التاج الملكي لبريطانيا؟! | ساسة بوست

12/05 21:34

منذ 1 يوم، 4 ديسمبر,2015

“عودة ماسة (كوهينور) إلى الهند ستجعل المتحف البريطاني خاويًا من النفائس.. لذا لن تعود”، هكذا رد رئيس وزراء بريطانيا (ديفيد كاميرون) على (حملة كوهينور) التي أطلقها نجوم بوليوود وبعض مشاهير ورجال أعمال بالهند، للمطالبة باستعادة ماسة (كوهينور) ذات الـ 106 قيراط، والتي سرقتها الشركة الهندية الشرقية البريطانية، إبان الاستعمار البريطاني للهند عام 1850 م، وأهدتها إلى ملكة بريطانيا “الملكة فيكتوريا”، لتُرصع بها التاج الملكي.

استمدت الحملة اسمها من اسم ماسة (كوهينور)، وتنظر الحملة للماسة على أنها جزء من تاريخ وثقافة الهند، يجب أن تُستعاد مرة أخرى، لذا قامت برفع دعوى قضائية للمحكمة العليا في لندن من أجل استعادتها، وفي حالة فشل هذه الخُطوة، ستتجه الحملة إلى رفع القضية أمام محكمة العدل الدولية، وفقًا لتصريحات صحفية لأعضاء الحملة بصحيفة “تايمز أوف إنديا”.

وشدد المحامي المكلف بالقضية في بريطانيا، على أهمية التركيز على القانون الذي أصدرته منظمة اليونسكو عام 1970م، وأوصت فيه بضرورة استجابة الدول الاستعمارية لمطالب الدول المُستعمَرة بإعادة ما نُهب منها، وأشار إلى أن ماسة “كوهينور” تُعد من المقتنيات الفنية والأثرية الثمينة التي استولى عليها المستعمِرون البريطانيون من الهند، مما سيدفع المؤسسات الوطنية في المملكة المتحدة إلى إعادتها.

وليست هذه المرة الأولى التي تُطالب فيها الحُكومات الهندية المُتعاقبة، باستعادة ماسة “كوهينور”، لكنها في كل مرة لم تجد سوى الرفض من بريطانيا، ففي عام 2013 نقلت صحيفة ديلي ميل البريطانية، تصريحات لـ”ديفيد كاميرون” رئيس وزراء بريطانيا، خلال زياراته إلى الهند: “إن الألماسة الضخمة التي أجبرت بلاده الهند على تسليمها خلال الحقبة الاستعمارية ووضعت في تاج الملكة الراحلة إليزابيث الأولى لن تُعاد للهند”.

وردًّا على أحد الصحفيين بشأن المُطالبة باستعادة الماسة، قال “كاميرون”: “أنا لا أؤمن بالإعادة ولا أظن ذلك أمرًا معقولًا”، وأضاف: “لا أعتقد أن هذا هو النهج الصحيح”، وأوضح: “الإجابة الصحيحة هي أن المتحف البريطاني وغيره من المؤسسات الثقافية تعمل بالضبط ما يجب فعله، وهو أن تتصل بغيرها من المؤسسات حول العالم للتأكد من أن الاشياء التي نمتلكها ونعتنى بها بشكل جيد، نتشاركها بشكل ملائم مع شعوب بقية العالم”.

وفي عام 2010، أجرى “كاميرون” حوارًا مع إحدى القنوات الهندية، والذي أكد فيه رفضه لاستعادة الهند “ماسة كوهينور”، وأوضح أن مثل هذه الخطوة ستجعل المتحف البريطاني خاويًا من النفائس، لأنها ستفتح الباب لمطالب مماثلة من مستعمرات بريطاينا السابقة في آسيا وإفريقيا.

وفي عام 1997، حينما زارت الملكة إليزابيث الثانية دولة الهند للاحتفال بالذكرى الـ50 لاستقلال الهند عن بريطانيا، طالب العديد من الهنود عودة الماسة، بمن فيهم حفيد زعيم الاستقلال المهاتما غاندي توشار غاندي، الذي قال: “أطالب بعودتها للتكفير عن الماضي الاستعماري البريطاني”.

وأيضًا في عام 1990 م كتب المبعوث السامي الهندي في لندن “جولديب نايار” مقالًا صحفيًّا قال فيه إنه حينما زار برج لندن برفقة عائلته، حاول مضيفوه الإنجليز قيادته بعيدًا عن الجوهرة المذكورة لأنهم كانوا يشعرون بالخجل “من احتمال رؤيتي لجوهرة ثمينة سرقوها من بلادي”.

كما طالبت بها حكومتا الهند وباكستان عام 1976 م، وتم الرفض أيضًا من قبل رئيس وزراء بريطانيا آنذاك “Jim Callaghan جيم كالاجان”، وكتب إليهما: “لست بحاجة إلى أن أذكر لكم، كم من الأيدي مرت بها ماسة كوهينور خلال القرنين الماضيين، وأن نقلها إلى بريطانيا جاء بناء على معاهدة سلام مع مهراجا لاهور، لإنهاء حرب 1849 م”.

“كوهينور Kohinoor”.. هي “نور كوه” بالفارسية و”كوه – نور” بالهندوسية، وتعني “جبل النور”، وهي واحدة من أشهر وأكبر قطع الألماس التي عرفها العالم، يرجع مصدرها إلى ولاية “أندرا براديش” في الهند، وهي من أقدم مناطق استخراج الألماس في العالم، امتلكها العديد من الحكام من الهند إلى الفرس والمغول وحاربوا من أجلها حربًا مريرة، تقول الأسطورة إنها تجلب سوء الحظ للرجال، بينما تجلب الحظ عندما تحتفظ بها النساء، وتم العثور عليها منذ أكثر من 5000 سنة، فإحدى الأساطير الهندية تقول أن إله الشمس قدمها هدية للأرض.

لكن التاريخ يذكر أن ماسة كوهينور ظهرت على مسرح الأحداث بالهند، في عهد السطان المسلم المغولي “بابور

Babur”، إبان فتحه “دلهي” في أبريل عام 1526، وقد عُثر عليها فى قلعة “أجرا”، بعد تقارير مفادها أن القلعة تحتوي على كنز ثمين، ويشار أيضًا إلى أن الماسة كانت مملوكة من قبله لـ”راجا” أمير “ملوي” المدينة المصرية في 1306 م، وكان يقدر وزنها آنذاك بـ 789 قيراطًا، وقد حكم بابور الهند أقل من أربع سنوات، حيث مات في ديسمبر 1530 م، بعد مرض لم يمهله طويلًا، وانتقلت الجوهرة بعده إلى ابنه “همايون”، ثم إلى مجموعة أُخرى من ملوك المغول، بمن فيهم “شاه جيهان” الذي بنى تاج محل، ورصع عرشه الشهير “عرش الطاووس” بماسة “كوهينور” التي احتلت مكان إحدى عيني الطاووس، وبعد وفاته انتقلت إلى ابنه “أورانجازيب”، حيث عرفها العالم حين تفاخر السلطان بها أمام الرحالة الفرنسى ” تافرنييه” الذي وضع أول رسم توضيحي لها.

رسم تخطيطي لماسة كوهينور، وضعه الرحالة الفرنسي ” تافرنييه “

وقد تعرضت ماسة كوهينور للتشويه على يد قاطع الماس من البندقية، يدعي “هورتنسيو بورجيو”، حينما أسند إليه السلطان قطعها وصقلها، فظل يعمل عليها لمدة ثلاث سنوات، واتضح أنه قليل الكفاءة والمهارة في قطع الألماس، حيث أفقدها الكثير من وزنها لتصبح 280 قيراطا، وطولها 4.05 سم وعرضها 1.58 سم، ولما علم السلطان بالأمر غضب وكاد يقطع رأسه.

نهاية وجود كوهينور في الهند جاءت فى عهد الملك المغولي “محمد شاه” الذي توج إمبراطورًا على دلهي في سبتمبر 1719 م، وقد نشبت حرب بينه وبين الملك الفارسي “نادر شاه أفشار” عام 1739 م، ليحتل أفغانستان وينهب دلهي، كما استولى على كنز “عرش الطاووس” المغولي.

بالإضافة إلى استيلائه على ماسة “كوهينور”، ومن ثم ينتهي عهدها بالمغول وتنتقل إلى حوزة الإمبراطورية الفارسية، وعندما وقعت الماسة في يدي “نادر شاه”، شده بريقها، فقال متعجبًا: “كوهينور” أي جبل النور بالفارسية، ومن تلك اللحظة اكتسبت الماسة اسمها.

بعد اغتيال “نادر شاه” وقعت الماسة فى يد أحد قادته وهو”أحمد شاه عبدلي” الذي أصبح ملكًا على أفغانستان، وبعد وفاته تنازع أبناؤه على خلافته، واستقرت الماسة في يد ابنه “شاه شجاع ميرزا”، وبسبب الصعوبات التي صادفها للمحافظة على ملكه، فإنه منح الماسة للمغامر السخي رانجيب سينج (مؤسس الدولة السيخية)، في مقابل تخليصه من الأسر الذي تعرض له على يد أخيه “محمود شاه”.

وبعد أن آلت الماسة إلى “رانجيب” قام بترصيع عمامته بها، ثم ما لبث أن أمر بصنع عصبة قماشية خاصة بالذراع، وثبت كوهينور عليها، وظلت معه عشرين عامًا حتى وفاته عام 1839 م.

وفي عام 1849 م، إبان الإستعمار البريطاني للهند، تسلمت شركة الهند الشرقية البريطانية الماسة بناء على معاهدة أُبرمت بين مهراجا لاهور “داليب سينج”، في أعقاب الحرب البريطانية ضد دولة السيخ، وقد نصت المُعاهدة على “تسليم الألماسة المسماة كوهينور، والتي أخذها رانجيب سينخ من شاه شجاع، إلى ملكة إنجلترا”.

بعدها انتقلت ماسة “كوهينور” إلى بريطانيا، لتتسلمها رسميًّا الملكة فيكتوريا، في يوم 3 يوليو في احتفال خاص أقيم في قصر باكينجهام، وقدر جواهرجي الملكة وزنها آنذاك بـ 186 قيراطًا، وفي عام 1851 م عرضت الماسة في معرض كبير بلندن، وأعيد قطعها إلى الشكل البيضاوي عام 1852م، تحت إشراف الصائغ الهولندي “السيد كانتور”، لتفقد الماسة 42 % من وزنها، فيصبح وزنها 105 قيراط.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل