المحتوى الرئيسى

The Hunger Games: Mockingjay Part 2: نهاية السلسلة المظلومة

12/03 17:38

انتهت رحلة استمرت لمدة 4 سنوات، مع واحدة من السلاسل السينمائية المميزة The Hunger Games، وهي سلسلة كان من الممكن أن تصل لمستوى أكبر وأفضل مما هي عليه الآن لو كان تم التعامل معها بجدية من قبل المنتجين والاهتمام بها، ولكنهم اكتفوا فقط بالاهتمام التجاري والمادي، واستطاعوا بنجاح أن يحققوا أكبر مكسب تجاري ممكن، ولكن كان ذلك على حساب الدراما وجودة السلسلة، التي كانت تحتوي في جوهرها على ما هو أكثر وأعمق وأكثر فنا مما ظهر على الشاشة.

الجزء الأخير من The Hunger Games خامس فيلم في 2015 يخترق حاجز الـ 100 مليون دولار في افتتاحه بأمريكا

شاهد إعلان الجزء الأخير من أفلام The Hunger Games

تبدأ أحداث الجزء الأخير Mockingjay - Part 2 باستعدادات المتمردين للسيطرة على المقاطعة الوحيدة التي مازالت تحت سيطرة الكابيتول، وفريق المتمردين تقوده "كاتنيس إفريدين" التي تسعى للانتقام من الرئيس "سنو"، وأيضا تحاول أن تنقذ حياتها من عدوها الجديد وحبيبها السابق "بيتا" الذي يسعى لقتلها.

أحببت سلسلة The Hunger Games منذ قراءتي للرواية الأولى قبل أن يتم تحويلها إلى فيلم، وجاء الجزء الأول متوسط المستوى وأقل من المتوقع لي كمشاهد ومحب للسلسلة، ربما لتأثري بالرواية كان له عامل كبير في ذلك، ولهذا قررت أن أمتنع عن قراءة بقية الأجزاء، والاكتفاء بمشاهدة الأفلام. بالنسبة للجزء الثاني فكان رائعا ومشوقا وأفضل دراميا بشكل ملحوظ، والسبب كان الاستعانة بطاقم لإنقاذ السلسلة، متمثلا في فرانسيس لورانس كمخرج، و مايكل أرندت وسيمون بيفوي كمؤلفين.

وكان من الممكن أم تنتهي السلسلة بشكل عظيم، ولكن جاء القرار "التجاري" من المنتجين بتقسيم الجزء الثالث Mockingjay إلى فيلمين من أجل تحقيق مكسب مالي أكبر، ولكن على حساب الجودة الفنية، فظهر Mockingjay 1 بشكل باهت وضعيف وملل، بينما ظهر Mockingjay 2 بشكل متوسط بسبب "المط" وبطء الأحداث، والحوارات الطويلة غير المجدية بين أبطال الفيلم في عدد كبير من المشاهد. وأهدر المنتجين فرصة كبيرة بأن يكتفوا بجزء ثالث فقط، وكان من المنتظر أن يكون "أسطوريا"، فإذا نظرنا إلى الأحداث الهامه في Mockingjay الأول والثاني وتم دمجهما في فيلم واحد مدته ساعتان ونصف لكانت النتيجه أفضل وأقوى وأكثر ثراء.

الأداء التمثيلي لأغلب الممثلين جاء ممتازت، وكثير منهم ظهر بشكل أفضل في هذا الجزء أكثر من الأجزاء السابقة.

- دونالد ساذرلاند: ظهر كالعادة بشكل مميز وغير مبتذل، وكان أداءه لشخصيته في المشهد قبل الأخير هو الأفضل له في الفيلم.

- جوليان مور ووودي هارلسون: أداء جيد من "الثنائي"، خصوصا وودي هارلسون.

- فيليب سيمور هوفمان: ظهور مميز من ممثل لن توصفه أي كلمات.. ستشتاق السينما إليك.

- جاين مالون: تستطيع بكل سهولة أن تخطف انتباهك حتى في أدوارها الصغيرة، فجاين ظهرت في 4 مشاهد تمكنت في 3 منها أن تسيطر على الشاشة بأداء جيد جدا وتمثيل مميز.

- جوش هوتشرسن: بعد مستوى متواضع في الأجزاء الثلاثة السابقة، يعود هوتشرسن بأفضل أداء له في السلسلة، وبأفضل أداء في الجزء الأخير بشكل عام. واستطاع أن يعكس للمشاهد ضعفه وتردده وصراعاته النفسية والعقلية في مشاهد عديدة بشكل مميز.

- جينيفر لورانس: تعود جينيفر لورانس لأدائها المميز بعد أداء محبط في الجزء الماضي، وكانت مشاهدها قرب نهاية الأحداث رائعة، وإن كان المخرج خذلها في أهم مشهد، ولكن هذا لا يقلل من أدائها على الإطلاق.

يُلام على المنتجين عدم التمسك بالمميزين للغاية أرندت وبيفوي، واستعانتهم بمؤلفين جيدين، ولكن أقل من السابق ذكرهم، وهم بيتر كريج، وداني سترونج، وخبرات كريج محدودة، وشارك فقط في كتابة فيلم The Town، أما داني سترونج فهو مميز "تليفزيونيا"، ولكنه متواضع سينمائيا، ولذلك ظهر فيلمي Mockingjay الأول والثاني بإيقاع بطيء وممل للغاية.

الإيقاع البطيء لا يعيب العمل اذا كان هناك هدفا منه، مثل تقديم الشخصيات وتطويرها، ومشاهد حوارية مفيدة تقدم جديد للمشاهد، ولكن المشاهد الحوارية الطويلة معظمها كان من الممكن الاستغناء عنها أو اختصارها، وفي النهايه لا نستطيع أن نلوم كريج وسترونج على السيناريو المتوسط بشكل كامل، نظرا للظروف التي تعرضوا لها بسبب قرار المنتجين، وسترونج وكريج قدما ما يناسب إمكانياتهما، ولكن بالتأكيد كان من الممكن تقديم ماهو أفضل قليلا.

لا أحاول الدفاع عن المؤلفان في النقطة القادمة، ولكن الإكليشيهات العديدة الموجودة في هذا الجزء من الصعب أن يلاما عليها، وهي قديمة و"مهروسة في مليون فيلم عربي"، وللأسف لا تمثّل محورا هاما في أحداث الرواية، ولا يمكن التغاضي عنها أو تعديلها في الوقت ذاته، ولا أعرف كيف وصلت مؤلفة الروايه سوزان كولينز إلى هذا المستوى من الإكليشيهات بعدما بدأت الجزء الأول بشكل أصلي ومبتكر ومميز.

فرانسيس لورانس جعلني أشعر بالاحباط والانبهار في الوقت ذاته، فتشعر ان الفيلم أخرجه مخرجين إثنين، وأنه هناك تباين واختلاف شديد في مستوى الإخراج، وتحكم ممتاز في الممثلين وإخراج أداء تمثيلي مميز منهم، وفي الوقت نفسه إخفاق كبير في مشاهد مؤثرة، وأستشهد هنا بموقف حدث في السينما أثناء مشاهدتي للفيلم من ضمن مواقف أخرى يبرز هذا الإخفاق الغريب من مخرج مميز من فرانسيس لورانس.

وفي آخر نصف ساعة من الفيلم نرى "كاتنيس إفردين" في مشهد تبكي فيه بقوة وهي تتحدث مع قطة، وبدأ المشهد بشكل ممتاز بانفعالات حقيقية وغير مبتذلة من جينيفر، ثم يقرر فرانسيس فجأه أن ينتقل إلى كادر آخر كوميدي جعل جميع من في السينما يضحكون بشدة ومن بينهم كاتب المقال، فالنتيجة كانت جمهور يضحك بشدة، بينما نرى جينفير لورانس في نفس اللحظة على الشاشة وهي تبكي بشدة، في مشهد من المفترض أن يجعلنا نتأثر ونبكي مع شخصية "كاتنيس"، ومن الصعب مغفرة هذا الخطأ لفرانسيس لورانس لأنه ليس مبتدئ، ولا يقدم فيلما هزليا.

نهاية جيدة إكليشيهية نوعا ما للسلسلة ولكنها مقبولة، أداء تمثيلي ممتاز، سيناريو متوسط، وإخراج ممتاز في أوقات وسيء في أوقات أخرى.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل