المحتوى الرئيسى

الإمارات والتورط العسكري في اليمن

12/02 20:02

يستعد جنود من قوة الإمارات التي تشارك ضمن تحالف خليجي عربي في اليمن لحرب برية طويلة وصعبة في قاعدتهم في مدينة عدن جنوب البلاد، حيث يبدو ان الجيش الاماراتي تورط في حرب أهلية قد تكون معقدة.

وبينما يخوض آلاف من جنود التحالف معارك يومية مع الحوثيين على الخطوط الأمامية فإن زملاءهم في عدن، يدربون القوات اليمنية ويحاولون إعادة بناء دولة فعالة موالية للرئيس عبد ربه منصور هادي.

لكن الصراعات داخل معسكر هادي وبراعة الحوثيين القتالية وتزايد تهديد الإسلاميين المتشددين تضع القوات المسلحة الإماراتية التي شاركت في عمليات دولية من كوسوفو الى أفغانستان، أمام أكبر تحد تواجهه حتى الآن.

وشكلت السعودية التحالف في آذار لتنفيذ ضربات جوية ضد الحوثيين الذين أجبر تقدمهم في أجزاء مختلفة من البلاد هادي على الانتقال الى الرياض.

ومنذ ذلك الحين زاد التحالف أعداد القوات البرية التي ينشرها واضطلعت الإمارات التي تساهم بالفرقة الأكبر والأكثر خبرة من القوات البرية بدور بارز.

وقال العميد في الجيش الإماراتي ناصر مشبب العتيبي، الذي يقود القوة البرية المشتركة، إن نحو أربعة آلاف جندي من الإمارات والسعودية والبحرين والسودان موجودون حالياً في اليمن في أول تدخل بقيادة خليجية عربية. وأحجم عن ذكر عدد الجنود الذين تساهم بهم الإمارات.

والى جانب القتال على الخطوط الأمامية يدرب جنود التحالف نحو سبعة آلاف جندي يمني ويعتزمون البدء في بناء قوة شرطة في عدن لتحل محل الفصائل المحلية المسلحة التي تحرس نقاط التفتيش حالياً.

وقال العتيبي خلال مقابلة في مقر قيادة القوات الإماراتية في عدن: "لديهم جيشهم ويحاولون بناء شرطة ولديهم حكومة في عدن.. إنها دولة حالياً".

لكن التقدم على الأرض بطيء منذ سيطر التحالف على عدن في تموز. وما يزال الحوثيون وحلفاؤهم يسيطرون على معظم المناطق المأهولة بما في ذلك العاصمة صنعاء وتخوض قوات التحالف معركة في مدينة تعز المهمة التي تقع على بعد 180 كيلومتراً شمال غربي عدن.

وقال مقاتل من جماعة الحوثي "إنهم قناصة جيدون للغاية. يستخدمون البنادق منذ كانوا بهذا الحجم"، واضعاً يده على ارتفاع خصره.

وأضاف أن الأمر سيحتاج الى شهر أو شهرين آخرين حتى تسيطر قوات التحالف على تعز. ومع تعثر عملية السلام التي تدعمها الأمم المتحدة فمن المؤكد أن المستقبل سيحمل المزيد من المعارك.

وفي غياب نصر عسكري سريع ضخت الإمارات أموالاً لإعادة الإعمار وتوفير مساعدات انسانية لعدن على أمل بناء اقتصاد مستدام.

وقال فريق من "جمعية الهلال الأحمر الإماراتي" إن الجمعية أنفقت نحو 100 مليون دولار على محطات الكهرباء وحدها ووزعت أغذية على 163 الف أسرة.

وتابع: "اذا مشيت في الشارع سترى الكهرباء في كل مكان وإمدادات المياه. الأسعار في انخفاض"، مشيراً الى أن سعر الطحين (الدقيق) في عدن وهو الغذاء الرئيسي أقل من سدس ما هو عليه في صنعاء.

وعاد هادي من السعودية الشهر الماضي متعهداً باستعادة تعز وجعل عدن العاصمة بحكم الأمر الواقع للمرة الأولى منذ العام 1990 ، حين اتحدت "جمهورية اليمن الشعبية الديمقراطية" أو اليمن الجنوبي مع الشمال.

وتجددت المشاعر الانفصالية التي أخمدت بعد انتفاضة فاشلة العام 1994. وعلم "جمهورية اليمن الشعبية الديموقراطية" مرفوع الى جانب علمي الإمارات والسعودية على نقاط التفتيش التي تحرسها الفصائل المسلحة في أنحاء المدينة. ولم يظهر العلم اليمني في أي مكان.

وتشير عودة النزعة الانفصالية للظهور الى أنه ليس كل من في عدن يشاطرون هادي هدف إعادة توحيد اليمن. وقد لا يكون لدى المقاتلين المحليين الذين ساعدوا في إخراج الحوثيين من عدن استعداد لمطاردتهم حتى صنعاء.

بل إن في داخل حكومة هادي هناك مؤشرات على تزايد حدة الخلاف بين الرئيس الذي يسعى الى نصر شامل لتعزيز شرعيته ونائب الرئيس خالد بحاح الذي يعتبر ديبلوماسيون أنه اكثر استجابة لمحادثات السلام.

ورفض بحاح أمس الثلاثاء، تعديلاً وزارياً أجراه هادي، ما يشير الى تعمق الخلاف بين الزعيمين.

وفي احدى المراحل سيكون على التحالف أن يوجه اهتمامه الى الشرق منخفض الكثافة السكانية، حيث يسيطر تنظيما "داعش" و"القاعدة" على أراض وهو ما يهدد عدن. وقال سكان إن تنظيم "القاعدة" سيطر على بلدتين على بعد نحو 50 كيلومتراً من عدن اليوم الأربعاء.

وقال جنود إماراتيون وهم في طريق العودة الى بلادهم إنهم سيعودون الى اليمن بعد إجازة قصيرة. وأصبحت "القاعدة" الموجودة في عدن بخيامها المكيفة وأجهزة التلفزيون التي يشاهدون من خلالها القنوات الفضائية بيتاً ثانياً للكثير منهم.

وعلى الجبهة الداخلية في الإمارات تحمل السيارات ملصقات داعمة للقوات وتعرض دور السينما لقطات تشيد بتضحيات الجنود القتلى وتحمل رسالة مفادها بأن تضحياتهم تحمي الوطن. وتزخر الصحف بتقارير من الجبهة.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل