المحتوى الرئيسى

" نفرتيتي ".. منبوذة في حياتها ومحيرة العلماء بعد مماتها

12/02 19:57

حظت محاولات العالم البريطاني نيكولاس ريفز - بالتعاون مع وزير الآثار، ممدوح الدماطي للعثور علي مقبرة الملكة " نفرتيتي " خلف أحد جدران مقبرة الفرعون الذهبي " توت عنخ آمون " - باهتمام وسائل الإعلام الأجنبية، خاصة بعد عجز علماء المصريات عن تحديد موقع المقبرة طيلة السنوات الماضية من عمليات البحث والتنقيب .

ونظرًا لأهمية هذا الكشف الأثري والذي من شأنه أن يجذب السائحين الأجانب لمعالم مصر القديمة ترصد " المال " حقائق هامة عن تاريخ الملكة نفرتيتي، ومحاولات البحث عنها، وأهمية هذا الاكتشاف الذي يسهم في إزالة الستار عن حقبة من تاريخ مصر لا تزال تحير العلماء.

بداية.. من هي الملكة نفرتيتي ؟ 

هي أشهر ملكات الفراعنة وأكثرهن نفوذاً وجمالاً وتم إزالة كل أثر لها من السجلات التاريخية الفرعونية لأنها كانت زوجة الفرعون المنبوذ إخناتون، تميزت الملكة بالجمال الفائق وهو ما ظهر جلياً في العديد من التماثيل الشهيرة لها .

الملكة نفرتيتي عملت دائماً على مساندة زوجها " إخناتون " في جهوده للإصلاحات الدينية والاجتماعية، ثم انتقلت معه إلى " أخي تاتون " أو تل العمارنة التى اختارها عاصمة للدولة الفرعونية فى الثورة الدينية والسياسية التى قام بها داعياً إلى عبادة إله واحد والتخلص من سطوة وفساد الكهنة فى طيبة.

وظهرت معه أثناء الاحتفالات والطقوس، وبالمشاهد العائلية، حتى في المناظر التقليدية للحملات العسكرية والتي صورت فيها وهى تقوم بالقضاء على الأعداء، ثم توفيت إحدى بناتهم وهى ميكيت أتون، وقد صور حزنهم عليها فى بعض الرسوم الحائطية. 

وبعد وفاة ابنتهم، اختفت نفرتيتى من البلاط الملكى وحلت ابنتها ميريت أتون محلها، وحصلت على لقب الزوجة الملكية العظمى، وتوفيت نفرتيتي في العام الرابع عشر لحكم إخناتون .

لغز البحث عن "نفرتيتى" يتصدر اهتمام وسائل الإعلام الغربى

تصدرت صورة الملكة " نفرتيتي " العديد من الصحف الأجنبية بعد إعلان العالم البريطاني نيكولاس ريفز احتمالية العثور على المقبرة خلف جدران مقبرة الفرعون الذهبي "توت عنخ آمون"، وقالت صحيفة نيويورك تايمز: إن مصر تنتظر تأكيد احتمالات وجود مقبرة الملكة نفرتيتى وراء جدار بحجرة دفن الملك توت عنخ آمون، و يأتى الأمر فى وقت تعانى فيه السياحة فى مصر وفى حاجة ماسة لأخبار سارة. 

وتضيف الصحيفة الأمريكية فى تقرير لها، أن مصر بحاجة ماسة لهذا النوع من الاكتشاف الأثرى المزلزل الذى من شأنه أن يجذب السياح إلى معالمها القديمة .

وأشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، إلى أنه في حالة نجاح العالم في العثور على المقبرة سيكون ذلك اكتشاف القرن، لافتة إلى أنه من المتوقع أن تكون في إحدى الغرف المكتشفة حديثًا في مقبرة الملك الفرعوني توت عنخ آمون .

وأضافت الصحيفة الإسرائيلية، أن العالم حصل على إذن من السلطات المصرية لاستخدام المسح الضوئي لإثبات نظريته، لافتة إلى أن نفرتيتي تعد من أجمل النساء في التاريخ، وذلك بعد اكتشاف تمثال لها عام 1912 .

في السياق ذاته، قالت صحيفة الجارديان البريطانية: إن علماء الآثار حتى الآن لم يكتشفوا مومياء هذا الجمال الأسطوري، مشيرة إلى أن نفرتيتي لعبت دوراً كبيراً في القرن الثامن قبل الميلاد .

وأوضحت الصحيفة البريطانية تحت عنوان " عالم آثار يحاول إثبات دفن نفرتيتي في مقبرة توت عنخ آمون "، أن وفاة توت عنخ آمون المفاجئة أجبرت الكهنة على فتح قبر نفرتيتي بعد 10 أعوام من وفاتها لدفن " آمون "الذي لم تجهز مقبرته بعد .

وقال موقع فرانس تي في إنفو الفرنسي، إن فرضيات العالم البريطاني الأخيرة  تعطي الأمل لاكتشاف المقبرة، ونقلت تصريحات ريفز، بأنه جاء إلى مصر للعثور على ملكة الجمال الأسطورية التي لم يستطع علماء الآثار العثور عليها لتحقيق حلم المصريين، مشيراً إلى أنه سيكون اكتشاف القرن الـ 21 .

نظرية " ريفز " تعيد الأمل في اكتشاف المقبرة

في البداية نشر عالم المصريات البريطاني نيكولاس ريفز مقالًا يؤكد فيه أن مقبرة الملكة نفرتيتي مدفونة خلف أحد جدران مقبرة الملك توت عنخ آمون، مستندًا في ذلك إلى بعض الصور والرسومات التي تتعلق بأشكال المقابر عند المصريين القدماء .

وبعد انتشار المقال شن علماء الآثار المصريين هجومًا حاداً على نظرية ريفز، مؤكدين أن الهدف منها ليس إلا العبث بمقبرة توت عنخ أمون .

 وانتقد الأثريون فكرة اتباع نظرية العالم البريطانى، خاصة أن كل النظريات الأثرية التى طرَحها من قبل لم تشهد نجاحًا، فضلا عن أنه شارك فى قضية تهريب الآثار الكبرى، وتم منعه من دخول مصر فى عهد الدكتور زاهى حواس، ليؤكد وزير الآثار ممدوح الدماطي أن "ريفز" تم تبرءته وساهم فى عودة 50 قطعة أثرية خرجت من مصر بطريقة غير شرعية .

واهتمت وزارة الآثار بالنظرية، حيث استقبل الوزير العالم البريطاني بمصر، واشتركوا في محاولة لإثبات النظرية داخل المقبرة، إلى جانب عدد كبير من الخبراء .

وأكد ريفز، أنه يعتقد تمامًا أن مقبرة " آمون "، قد تكون مجرد قبر صغير فى مقبرة نفرتيتى لأنه توفى فى سن مبكرة ، ولم تكن قد شيدت مقبرة له بعد .

وبحث ريفز بالتعاون مع وزير الآثار وكلية الهندسة جامعة القاهرة ومعهد الحفاظ على التراث والابتكار بالعاصمة الفرنسية باريس في أوائل نوفمبر الماضي، عن المقبرة عن طريق إجراء التصوير باستخدام الأشعة تحت الحمراء لجدران مقبرة "أمون" وذلك في الأماكن المحتمل أن يوجد بها فتحات أملاً في الكشف عما خلفها من أسرار.

وللمرة الثانية في نفس الشهر تقوم الوزارة بالتعاون مع العالم البريطاني في استكمال عمليات البحث ، ليؤكد " ريفز " أن هناك أبواباً سرية في مقبرة " أمون " ، بالإضافة إلي أن النتائج الأولية لعملية البحث الراداري لجدران المقبرة ترجح وجود كشف أثري خلف الجدارين الشمالى والغربى بنسبة 90%.

الطريق إلى " نفرتيتي " يفجر الاتهامات بين علماء الآثار 

أثارت نظرية العالم البريطانى نيكولاس ريفز، حول إمكانية وجود مقبرة الملكة نفرتيتى فى إحدى غرف مقبرة " آمون" حالة من الجدل بين الخبراء والمختصين فى الشأن الأثرى، وأجمعوا على عدم صحة هذه النظرية، وذلك لعدة أسباب، إحداها أن كهنة آمون كانوا يعتبرون " نفرتيتى"  مارقة ولا يصح أن تدفَن بمقابرهم، والأخرى أن وادى الملوك لا يدفن به الإناث .

وقال ممدوح الدماطي، وزير الآثار في تصريح سابق لـ " المال "، إن ما أثير حول استحالة دفن الإناث فى وادى الملوك غير صحيح ، مشيرًا إلى أنه حتى الآن لا يعلم مَن الموجودة بهذه الحجرة من الملوك أو الملكات، وإنما هى دراسات سوف تثبت صحتها من عدمها قريبًا .

وأوضح أن ما تقدَّم به العالم البريطانى من أدلة وبراهين، اعتمد عليها فى الخروج بنظريته الأثرية الجديدة، والذى قد يؤدى إلى كشف أثرى ضخم يضاهى فى أهميته الكشف عن مقبرة توت عنخ آمون نفسها .

ولفت الوزير، إلى أنه يتفق مع العالم "ريفز" فى اعتقاده بوجود حجرات إضافية ربما تحوى مقبرة خاصة بإحدى سيدات القصر الملكى، قد تكون "كيا" أو الملك توت عنخ آمون .

من جانبه، انتقد يوسف خليفة، رئيس قطاع الآثار المصرية سابقًا، نظرية ريفز، من حيث المنطق والمضمون، مؤكدًا أن هناك عدة أسباب تؤكد استحالة وجود مقبرة الملكة نفرتيتى فى تلك الحجرة .

وأضاف خليفة، أن وادى الملوك لا يصحُّ أن يدفَن به الإناث، ولو حدث ذلك ودُفنت إحدى الملكات من الإناث فى وادى الملوك فمن المؤكد أنها الملكة حتشبسوت، نظرًا لأنها كانت تتشبه بالرجال فى ملابسها وسلوكها .

وأشار إلى أنه من المحتمل أن تحتوى الحجرة على رفات أحد الأمراء، لكنها لن تكون للملكة نفرتيتى، منتقدًا فكرة السير وراء نظرية العالم البريطانى، خاصة أن جميع نظرياته الأثرية باءت بالفشل .

هل تساهم " نفرتيتي " في عودة السياحة لمصر ؟

بالرغم من الانتقادات الموجهة للنظرية إلا أن علماء الآثار اتفقوا على أهمية اكتشاف مقبرة نفرتيتي لأنها توجه أنظار العالم لمصر وسوف تساهم في جذب السائحين الأجانب لزيارة معالم مصر القديمة .

أهم أخبار اقتصاد

Comments

عاجل