كرة سلة - كوبي بريانت.. أكرهك

لا شيء في كرة السلة يضاهي العداوة بين بوسطن سيلتكس بقيادة لاري بيرد ولوس أنجلس ليكرز بقيادة ماجيك جونسون في فترة الثمانينات. سيلتكس الفائز بـ17 لقبا وليكرز الفائز بـ16 لقبا ما الأكثر تتويجا في تاريخ NBA. عداوة اشتعلت مجددا بين عامي 2008 و2010 عندما فاز بوسطن باللقب في 2008 قبل أن يرد ليكرز الدين في 2010 ويحقق اللقب.

لا يكره مشجعو بوسطن أي شيء على وجه الكرة الأرضية أكثر من ألوان ليكرز الصفراء والأرجوانية. وأكثر لاعبي ليكرز المكروهين من مشجعي بوسطن هو كوبي بريانت.

بريانت الذي أعلن نيته اعتزال اللعب بنهاية الموسم قبل عدة أيام تلقى خطابا مفتوحا من أحد مشجعي بوسطن سيلتكس يدعى جوناثان جاكوبسون أعلن فيه -بعكس جميع من شكروا كوبي على رحلته الطويلة- كراهيته ومقته له.

هل تستطيع أن تلومني؟ أنا مشجع لبوسطن سيلتكس طالما تمنيت أن تخسر طيلة عقدين من الزمان. تلذذت بحسرتك عندما قهرك فريقي سيلتكس في نهائيات 2008 وفاز باللقب. اللقب الذي استحقه بول بيرس أكثر منك وقد كان لديك ثلاثة ألقاب فزت بها بالفعل وقتها.

لكن ثلاثة ألقاب لم تكفيك وبعد تحقيق اللقب الرابع في 2009 حطمت قلبي وانتقمت بتحقيق لقبك الخامس على حساب بوسطن في 2010. تذكر كم كنت محظوظا يا كوبي بغياب كيندريك بيركينز عن المباراة السابعة الحاسمة!

لقد قرأت خطابك الذي أعلنت فيه نيتك باعتزال اللعب وشعرت بصدمة. ليس بسبب الاعتزال نفسه فكلنا نعرف أن الوقت قد حان لكن بسبب ما شعرت به أثناء قراءتي لكلماتك.

لطالما وضعتك انت وديريك جيتر "لاعب كرة قاعدة شهير لعب سابقا لنيو يورك يانكيز" في نفس المكانة. بالنسبة لمشجعي بوسطن سيلتكس أنتما لاعبان نمقتهما بشدة لكن لا نستطيع إلا أن نحترمهما إذ لعبتما كرة السلة دوما كما يجب بشغف وفخر واحترافية.

كنتما من أساطير اللعبة ووصلتما للمجد عن طريق التدرب والعمل بجد أكثر من الجميع. كنتما على مر أجيال رموزا في الرياضات التي لعبتموها. قبلتما كل تحدٍ. لم تدخرا جهدا ووضعتما أجسادكما على المحك. كنتم تعرفان كيف تنتصران بسهولة. لقد احترمتما رياضتكم ومهنتكم وعداوتكم مع بوسطن.

30 ديسمبر ستكون آخر مرة تلعب في ملعب بوسطن TD Garden. ستكون أيضا آخر فرصة لنا كمشجعين لبوسطن لنشجع فريقنا للفوز على فريق يضم على الأرجح أفضل لاعب شارك في العداوة التاريخية بين بوسطن وليكرز.

برحيلك سيرحل ما تبقى من العداوة التاريخية بين الفريقين الذين سيطرا لفترة طويلة على NBA ربما ستعود العداوة مجددا يوما ما. وربما لن تعود.

لذا عندما تأتي لملعبنا هذا الشهر أتمنى أن تشعرك الجماهير بأنك في الجحيم. سنسخر منك ونصفر عليك بقوة أكثر مما فعلنا وقتما كنا نتنافس على اللقب. أتمنى أن تهدر كل رمية حرة تحصل عليها. أتمنى ألا تنسى أبدا كيف هو الحال أن تلعب محاطا بـ17 ألف مشجع غاضب دمهم لونه أخضر لون قميص فريقهم وقد يضحون بأي شيء ليروك تخسر وتسقط لمرة واحدة أخيرة.

أتمنى أن نهزم ليكرز مجددا. وعندما تخرج من الملعب في منتصف الربع الرابع وفريقي متقدم بـ20 نقطة اعتقد أن شيئا جميلا سيحدث.

كل شخص في الملعب سيتوقف عن التصفير وسنقف ونظهر احترامنا وتقديرنا لمسيرتك بتشجيع هو الأصخب والأكثر عاطفة وصدقا في مسيرتك. سنهتف باسمك. ستنهمر دموعنا قبل أن نجففها بينما نودعك للمرة الأخيرة. وداعا تختلط حلاوته بمرارة كونك عدوا لنا.

يقولون إنك لا تدرك قيمة ما تملك حتى تفقده. لذا قبل أن ترحل أود أن أشكرك لكونك أكثر من مجرد لاعب كرة سلة. لجيل كامل من المشجعين كنت أنت كرة السلة نفسها.