المحتوى الرئيسى

علماء المسلمين المصريين بالخارج: نصرة أردوغان فريضة

11/30 21:51

أفتت هيئة علماء المسلمين المصريين بالخارج، بضرورة نصرة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في أزمته ضد الدولة الروسية، معتبرة أن مناصرة بوتين بالباطل أمر يخالف أوامر الشرع، مطالبة في الوقت ذاته بمقاطعة المنتجات الروسية ودعم البضائع التركية.

يأتي ذلك ردًا على حملة العداء التي شنها إعلاميون موالون للنظام ضد تركيا، على خلفية إسقاط أنقرة لطائرة عسكرية تابعة لموسكو اخترقت حدودها، واستنكارًا لحملة "أغضب يا بوتين" الذي تبناها نشطاء مناوئين لأردوغان.

وإلى نص البيان الذي حمل عنوان "تناول الاعتداء الروسي على تركيا وموقف المسلم منه":

 "الحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين أما بعد، فقد تابعت (هيئة علماء المسلمين المصريين بالخارج) تطورات أحداث إسقاط المقاتلة الروسية على الأراضي التركية، وكنا نحسب أنها ستمر مرورا عابرا، وأنها مسألة واضحة للناس وضوح العيان، ولن يختلف اثنان في أن ردّ المعتدي واجب شرعا وعقلا؛ فما الغريب في بلد حر استخدم القوة في ردع معتد تجرأ على دخول أجوائه دونما استئذان، وهل أمام الأحرار إلا ذاك؟!                                         

وأضاف البيان: "لكن إذا عميت البصائر وضلت الأفهام، فلا تعجب من تطاول الأقزام، وقد قال المتنبي: وليس يصحُّ في الأذهان شيءٌ إذا افتقر النهارُ إلى دليلِ".

وتابعت الهيئة أنها أصدرت هذا البيان بعدما رأت مواقف مخزية من بعض دول؛ ناصرت روسيا الملحدة على تركيا الموحدة، كما ظهر تحريض مقيت من إعلاميين خانوا الله ورسوله وخانوا أماناتهم، وناصروا حكامهم بباطل.

وعليه نوهت الهيئة إلى ما يأتي: "إن ما أقدمت عليه روسيا من بغي وعدوان وظلم يفوق الحصر، متسائلة: "أوليست هي التي أعانت – وغيرها- بشارا على قتل الأبرياء، من الشيوخ الركع والأطفال الرضع والنساء العزل، فأحرقوا الحرث والنسل، ولا يخفى علينا أيضا ما تحمل في قلبها من الحقد الدفين والأطماع القديمة تجاه اسطنبول منذ الحرب العالمية الأولى، أما في الحديث فلها من مواقف الخزي الكثير فهي مع الديكتاتورية ما تحققت مصالحها كما هو الحال في مصر، وليبيا؟".

وأردفت الهيئة: "موقفنا هنا لا يصدر عن عاطفة حارة، وإن كان فيه من العاطفة ما فيه، إلا أنه موقف عقلي رشيد وشرعي أصيل، فالمسلم مع الحق حيثما كان، ويدور معه حيثما دار، وقد روي في الأثر :" أَلَا إِنَّ رَحَى الْإِسْلَامِ دَائِرَةٌ، فَدُورُوا مَعَ الْكِتَابِ حَيْثُ دَارَ"، وإذا كان القرآن أنصف يهوديا اتهم بالسرقة ظلما، وعاتب الله نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله:{وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا}(النساء: 105)، فكيف لا ننصر البلد المسلم (تركيا) على البلد الشيوعي (روسيا)؛ وكيف لا ننصر الشعب المسلم (الأتراك) على الشعب الملحد (الروس) وكيف لا ننصر القائد المسلم (أردوغان) على الملحد (بوتين)؟! إنه والله لأمر عجاب"!.

وأكمل البيان :" لقد زاد الطين بلة ما أقدمت عليه الكنيسة الروسية من مباركة الحرب على سوريا، واعتبرتها حربا مقدسة، كما اعتبرت (بوتين) القائد المخلص، فبئس الحرب وبئس قائدها.

وتابع: "وهنا نذكر أيضا ما ادعاه قائدهم المخلص من أن تركيا تعمل على أسلمة تركيا، ونسي المخلص أن تركيا كانت عاصمتها عاصمة الخلافة قرونا طويلة، ورغم ما أصابها من فحيح العلمانية إلا أن الشعب في مجمله يدين بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا".

ومضت الهيئة بقولها: "إن منطق الشرع والدين يفرض علينا مناصرة (تركيا) إذ نصرة (أردوغان) في الحق فريضة يتطلبها الشرع، وضرورة يوجبها الواقع، وهو الرجل الذي ناصر المستضعفين في كثير من البلاد، وموقفه من فلسطين يذكر فلا ينسى، وأياديه في (مينامار) تشكر فلا تنكر، ونحن في نصرته وهو في نصرة إخوانه المستضعفين في سوريا نتمثل جميعا قول النبي صلى الله عليه وسلم:" المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يُسْلِمُهُ..."متفق عليه، وقوله صلى الله عليه وسلم:"الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا" متفق عليه".

وأوضحت أن مناصرة (بوتين) بالباطل أمر يخالف صريح الوحي، ويضاد أوامر الشرع، وفي التنزيل يقول ربنا جلا وعلا:{لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}(المجادلة: 22)، مستشهدة بقول شيخ المفسرين الطبري في قوله تعالى: {لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ}، ومعنى ذلك: لا تتخذوا، أيها المؤمنون، الكفارَ ظهرًا وأنصارًا توالونهم على دينهم، وتظاهرونهم على المسلمين من دون المؤمنين وتدلُّونهم على عوراتهم، فإنه من {يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ}، يعني بذلك: فقد برئ من الله وبرئ الله منه، بارتداده عن دينه ودخوله في الكفر إِلا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً}(آل عمران: 28)، وقد سئلت لجنة الفتوى بالأزهر في الرابع عشر من شعبان سنة 1366هـ عن مساعدة وموالاة غير المسلمين (اليهود) فأجابت اللجنة برئاسة العلامة الشيخ عبد المجيد سليم مفتي مصر ثم شيخ الأزهر -بعد ذلك- في فتوى صدرت فقال فيها: (الرجل الذي يحسب نفسه من جماعة المسلمين إذا أعان أعداءهم في شيء من هذه الآثام المذكورة وساعد عليها مباشرة، أو بواسطة، لا يعد من أهل الإيمان، ولا ينتظم في سلكهم، بل هو بصنيعه حرب عليهم، منخلع من دينهم، وهو بفعله الآثم أشد عداوة من المتظاهرين بالعداوة للإسلام والمسلمين). وما قيل في اليهود يصدق على أهل كل ملة إذ الكفر كله ملة واحدة.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل