المحتوى الرئيسى

المثليون في الجزائر - رفض مجتمعي وتشويه سينمائي

11/29 23:53

"لقد ساهمت السنيما الجزائرية في تشويهنا كمثليين، وأسست لصورة نمطية سلبية مقززة، فوصفتنا في بعض الأفلام كمجرمين نهدد بنيان المجتمع"، بهذه العبارات يلخص سفيان(سوسو) الذي التقينا به بأحد صالونات الشاي بحيدرة، دور السنيما الجزائرية في تأليب الرأي العام على هذه الفئة من المجتمع، ويضيف سفيان (27 سنة) ل DW، " لقد عملت السنيما العالمية على مساعدة المثليين للحصول على حقوقهم والاعتراف بهم كأفراد مختلفين لهم خصوصياتهم وميولاتهم الجنسية التي يجب احترامها"، غير أن السنيما الجزائرية لا زالت تحت رحمة الأصولية الدينية، حيث تقوم الأفكار التقليدية بمهاجمتنا وتجعلنا مسخرة للمشاهدين.

"المية وستة" (106)، هو الاسم الحركي الذي يعرف به المثلي في الجزائر، وهو ذات الرقم الذي ذكره أحد الممثلين عندما تنكر كامرأة بطريقة كوميدية في إشارة لأحدى غرف الفندق التي جرت فيها أطوار قصة فيلم "عطلة المفتش الطاهر" وهو من إخراج موسى حداد سنة 1973. ومنذ ذلك الوقت أصبح هذا الرقم يرمز مباشرة إلى كل رجل مثلي أو يبدي نعومة في التعامل مع الآخرين.

لقطة من فيلم عطلة المفتش الطاهر

منذ ذلك الوقت ظلت الأفلام السينمائية الجزائرية تجنح في غالبيتها إلى الإدانة المباشرة للمثلي والتحريض عليه، وبالتالي إنكار وجود مثل هذه الفئة في المجتمع أساسا. في حين بدأ الجيل الجديد من الأفلام الجزائرية في المهجر في تناول الموضوع من زاوية مختلفة، تتسم بالكثير من التعاطف مع هذه الفئة، انطلاقا من أن الأمر يتعلق بإنسان عادي له همومه وأحلامه التي يسعى لتحقيقها، وأن قضية الميولات مسألة ثانوية في أتون بحر مشاكل الحياة وتعقيداتها. ومن هذه الأفلام فيلم " فيفا لالجيري"(تحيا الجزائر) لمخرجه نذير مخناش وفيلم "السطوح" لمرزاق علواش.

ومن الأفلام التي لا زالت تثير الجدل بين الجزائريين حول موضوع المثلية الجنسية هناك فيلم "نسيبي" للمخرج حسان بلعيد، الذي عرض مؤخرا في إطار المهرجان السابع للفيلم العربي بوهران، وهو أول فيلم جزائري يتناول موضوعه الرئيسي الاضظراب في الهوية الجنسية، بطل الفيلم "حبيبة"، الذي يرفض هويته كرجل ويشعر في داخله بأنوثته التي يتعامل معها من خلال تصرفاته فيعكسها على مظهره.

يوسف بعلوج، صحفي وناقد سنمائي،

ويؤكد يوسف بعلوج، صحفي وناقد سنمائي، بأن موضوع المثلية في السينما الجزائرية لا ينفصل عن سياق السينما العربية في تعاطيها مع هذا الموضوع، فهي تجنح في الغالب إلى تقديمه في صورة كاريكاتورية لرجل ناعم يقلد الأنثى في الشكل والمضون.

وحول فيلم "نسيبي" يقول بعلوج ل DW" إنالفيلم رغم أنه جاء بفكرة جديدة حول إمكانية قبول هذه الفئة في المجتمع والتصالح معها، إلا أنه لم مبرر القبول ولم يدرس الفيلم مبررات القبول كما هو عليه الرفض أيضا". ويضيف بعلوج " إن مجرد التطرق للمثلية في أي عمل فني في الجزائر يضع صانعه في مواجهة مباشرة مع الشارع الذي يتهمه بالترويج لفساد الأخلاق، وهي نظرة لا وزن لها من منظور سينمائي لا يحتكم للمنظور الأخلاقي أو الديني في تقييم جودة العمل“

ويؤكد بعلوج أن صناع الأفلام والمخرجونفي أغلبهم يتجنبون ولوج عالم "الطابوهات الاجتماعية" خوفا من ردة فعل الجمهور، ويسعون دوما لإرضائه، ولو على حساب الابداع السينمائي.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل