المحتوى الرئيسى

ليالى قريش.. الليلة 191

11/29 12:41

أبو الهيثم بن التيهان، واحد من اليثاربة الـ75 اللى حضروا اتفاقية العقبة التانية، وقف يستفسر عن حاجة مهمة:

دلوقتى، إحنا بـ الحركة دى، هـ نعادى ده وده؟ وإحنا بينا وبين الناس تحالفات هـ تتقطع، فـ دلوقتى، لو الدعوة الجديدة دى حققت أهدافها، وانتشر الإسلام، هل النبى هـ يرجع مكة، لـ قومه، ويسيبنا إحنا نواجه مصيرنا؟

توجه الراجل بـ السؤال لـ النبى، عليه الصلاة والسلام، والموضوع ده منطقى جدًا، علشان كده بنى عامر قبل كده قبلوا نصرة النبى بـ شرط واضح، إن الموضوع يبقى ليهم بعد عمر طويل، ورفض النبى كان واضح، أبو التيهان هنا مش بـ يطرح شروط، ومش بـ يطرح سلطة، لكن بـ يستفسر عن مصير اليثاربة دول بعد تحقيق الأهداف.

رد النبى المرة دى كمان كان مختلف:

أحارب من حاربتم وأسالم من سالمتم

الصيغة دى أحسن كتير من صيغة الرفض اللى قالها لـ بنى عامر، لإن فيها التزام بـ الدفاع المشترك من ناحيته، ومن ناحية اليثاربة، ومفيهوش التزام بـ سلطة ما لأى حد. فـ إحنا هنخوض المغامرة دى مع بعض، واللى يعمله ربنا يكون، وكل حاجة وليها حاجة.

دخلت الحكاية كده فى الجد، فـ اتكلم حد تانى من اليثاربة، يعمل النداء الأخير، والتنبيه النهائى لـ خطورة الموضوع اللى رايحين له، فـ وقف يخطب فى أهله:

إنتو عارفين إنتو بـ تبايعوا الراجل ده على إيه؟

إنتو كده ممكن تحاربوا الأحمر، والأسود من الناس "الأحمر والأسود" زى ما بـ نقول دلوقتى: "زيد وعبيد ونطاط الحيط".

فلو إنتو مش متأكدين إننا مش هـ نسلمه مهما تعرضنا لـ الهجوم، أو القتل، أو الاعتداء على الأموال، لو مش متأكدين من حمايته لـ النهاية، ما تبايعوش، لإنه لو حصل وسلمناه، هـ نبقى معيرة العرب.

فـ الناس قالوا إنهم فاهمين حاجة زى دى، والنبى من ناحيته طمنهم بإن مصيرهم المؤكد إذا الكلام ده حصل، على أى نهاية أو نتيجة، بإنهم هيروحوا الجنة.

الجنة، الحلم الأكبر والتعويض الأعظم.

فـ قام أسعد بن زرارة، يكرر نفس الكلام، بس المرة دى، بـ تأكيد إنه هو نفسه مصدَّق النبى، وإنه رسول الله، وهو ما جاش كل المشوار ده، إلا وهو متأكد من كده، بس برضه، الناس تراجع نفسها مراجعة أخيرة.

بعد كلام أسعد، الناس قامت تحسم الموضوع، وبدأوا يروحوا واحد واحد لـ النبى يبايعوه يدًا بيد، وبحسب رواية جابر بن عبدالله: "فقمنا إليه رجلاً رجلاً، فأخذ علينا البيعة، يعطينا بذلك الجنة"، حتى الاتنين ستات اللى حضروا، وهما نسيبة بنت كعب، وأسماء بنت عمرو، ادوا البيعة، بس مش يدا بـ يدا، شفوى بس.

المراجعات المتكررة والكلام الكتير عن الحرب، وقطع الأحلاف، والدم والهدم، بـ يقولوا إن الناس دى كانت على وعى بـ اللى هـ يحصل بعد كده، مع إنه منطقيًا الحروب مالهاش مكان، ليه بقى؟

المفروض إن النبى هـ يروح يثرب، ويعيش وسط أهلها، وينشر الدعوة بـ السلام، وبـ الحسنى، وبـ القرآن، والمبادئ والتعاليم الإسلامية، والمفروض إنه لا النبى، ولا الأصحاب مكيين كانوا أم يثاربة هـ يخرجوا من يثرب يعتدوا على حد أو يهاجموه، والمفروض إنه ولا أى إنسان عاقل من بره يثرب ينفع يفكر يروح يهاجم اليثاربة فى عقر دارهم، علشان يعتدى على الدعوة الجديدة، فـ منين هـ تيجي الحرب دى كلها؟

على أى حال، بـ الاتفاقية دى، ما بقاش اسمهم اليثاربة، بقى اسمهم الأنصار، وقدام شوية يثرب مش هـ يبقى اسمها يثرب، هـ تبقى المدينة المنورة، أما المسلمين المكيين، فـ إحنا دلوقتي لازم نرتب لـ انتقالهم إلى المدينة "من هنا ورايح هـ نتكلم عنها بـ اسمها الجديد"، وعملية الانتقال دى هـ يبقى اسمها الهجرة، والمكيين هـ يبقى اسمهم المهاجرين، وهـ يبقى عندنا مهاجرين وأنصار.

بس الهجرة نفسها، سواء هجرة النبى، عليه الصلاة والسلام أو هجرة المكيين محتاجة كلام كتير، فقبل ما نشوف تفاصيل الهجرة، لازم نتكلم عن أحداث حصلت فى مكة لـ النبى على المستوى الشخصى، قبل ما نوصل للحظة الهجرة..

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل