المحتوى الرئيسى

صحافة البيانات في الجارديان: كيف يمكن أن تتحول البيانات إلى قصة؟ - ساسة بوست

11/28 21:11

منذ 11 دقيقة، 28 نوفمبر,2015

يا له من أمر مثير للاهتمام: لقد أصبحت صحافة البيانات جزء من المؤسسة الصحفية، وأحد معايير تلك الصناعة، فقبل عامين عندما أطلقنا قسم: “التدوين بالبيانات Datablog ” في الجارديان كان أمراً جديدًا، وكان الناس وقتها يسألون إذا كان الحصول على قصص صحفية من البيانات حقا جزء من اهتمامات الصحافة، حينها كنا نفكر كيف يمكننا تطبيق هذا النوع من الصحافة عندنا.

الآن نعيش في هذا الوقت الذي يتعاطى فيه الصحفيين يومياً مع أحدث وأكثر الأمور ابتكارًا في هذا المجال، لذلك، ليست فقط صحافة البيانات هي ما تتغير وتتطور وحدها، إنها تُغير مهنة الصحافة بالكامل معها.

هذه بعض الموضوعات من نقشاتي الأخيرة حول صحافة البيانات اعتقدت أنه سيكون من الجيد أن توضع في مكان واحد، وخاصة بعد أن حصلنا على جائزة نايت – باتن للإبداع الصحفي، وتلك 10 نقاط وجيزة حول كيف نفعل ذلك في صحيفة الجارديان.

1– قد تكون عصرية، ولكنها ليست جديدة

كانت صحافة البيانات موجودة، وستظل كذلك، طالما أن هناك بيانات، فاستخدام هذا النوع من الصحافة بدأ منذ حرب القرم، تلك التي جمعت بين بريطانيا وتركيا وفرنسا وروسيا، ونتيجة استخدام هذا النوع من الصحافة تم نقل صورة الحرب كاملة إلى العامة، وتم نقل معاناة الجنود المصابين، وتأثرهم بفقر الخدمات الطبية، ونتيجة لوصول الصورة واضحة استطاعت فلورنس نايتنجيل، أول من وضعت قواعد التمريض الحديث عام 1858 ، من الوصول إلى ميدان المعركة، وكانت سبباً في نجاة الكثيرين.

أما عن المرة الأولى التي استخدمت فيها صحيفة الجارديان تلك الطريقة فكان أثناء تغطيتها الإخبارية لمدارس ولاية مانشستر، وإحصاء الجريدة لتكاليف هذه المدارس، وعدد الطلاب الذين تستطيع هذا المدارس استيعابهم.

ومن الجدير بالملاحظة أن هناك فارقا كبيرا بين نشر البيانات في الكتب وبين استخدامها في الصحافة، فالبيانات التي تنشر في الكتب، بالإضافة إلى تكلفتها التي تضاف لتكلفة الكتب؛ لتصبح أسعار الكتب مبالغ في أسعارها، لكنها أيضاً لا يتم معالجتها وإعادة صياغتها في هذه الكتب بشكل يجعلها أكثر سهولة وتيسيراً على القارئ، وذلك بخلاف صحافة البيانات، حيث هناك جداول بيانات وملفات مهيأة لاستقبال هذه البيانات على أجهزه الكمبيوتر، وهذا يعني معالجة أكثر للبيانات، وطرقا أسهل لتوضيح هذه البيانات.

2– بيانات متاحة ما يعني صحافة بيانات متاحة

لم تعد الإحصاءات الآن حكراً على عدد قليل من البشر، ولكنها أصبحت ملكًا لكل شخص لديه جداول للبيانات على جهاز الكمبيوتر الخاص به أو حتى على هاتفه، حيث يمكنهم استخدام هذه البيانات ومعالجة شكلها، بالتأكيد لن تكون أغلبيتها صحيحة؛ كونهم لا يمتلكون الخبرة الكافية لمعرفة كيفية التحقق من الصحيح والخاطئ، لكن بإمكانهم بسهولة الاستعانة بشخص يساعدهم في هذا الشأن حال رغبوا في ذلك.

3– صحافة البيانات ليست مجرد رصّ معلومات

الآن وبفضل تعمقنا البحثي في البيانات الحكومية العالمية، وبيانات التنمية الدولية، فإنه يوجد لدى الصحفيين حول العالم الكثير من البيانات، وحيث إننا في سعى دائم لتقديم الحقائق الأساسية عن كل قصة، فيمكننا الجزم بكون العثور على قصة تصلح لصحافة البيانات، واستخلاص المعلومات الصحيحة منها تُعد عملية صحفية مطولة، وأكثر شقاء بكثير من إيجاد محاور لمقال عادي يمكن كتابته.

4– بيانات كثيرة عن أمور صغيرة

لقد احتاجت ويكليكس إلى 391000 سجل حتى تستطيع إطلاق حملتها عن العراق، كما احتاجت إحدى المنظمات إلى 32482 من السجلات؛ لفضح الإجراءات الحكومية لمكافحه الفقر في جميع أنحاء إنجلترا، الآن تأتي البيانات الحكومية بشكل متزايد، وعلى هيئة حزم كبيرة حول أمور صغيرة ما يجعل تلك البيانات سهل دمجها في عملية صحافة البيانات.

5– صحافة البيانات 80% عرق، 10 % فكرة عظيمة 10% مخرجات

يتم إنفاق الكثير من الساعات؛ من أجل صناعة قواعد البيانات، حيث يتم عمل إعادة تهيئة لملفات :البي دي إف، وبعدها يتم تجميع البيانات معاً، ومن هذا كله يمكنك أن ترى كم المشقة التي نعانيها حتى تصل البيانات إليك على هذا الشكل. فنحن في الغالب نمثل هذا الجسر بين البيانات في العالم الالكتروني والناس الذين يريدون أن يفهموا حقاً ما الذي يدور حولهم في العالم الحقيقي.

وفقاً للقواعد :فإن أسوأ طُرق صحافة البيانات هي: تلك التي تتضمن إنفاق أسابيع في معالجة مجموعة بيانات واحدة، وتحليلها، والدوران حولها، وفي النهاية، إنتاج شيء أقل ما يقال عنه: إنه تحوير أو صرف عن الحقيقة. وبالتأكيد فإن بعض البيانات قد تحتاج لأسابيع؛ للتحقق منها، وكي نخرج من متابعتها بشيء في غاية الروعة، إلا أن هناك أسلوبا يستخدم حالياً بشكل متزايد، ويتضمن العثور بسرعة على البيانات الأساسية، وتحليلها وتقديمها للقراء في نفس وقت عرض القصة في الأخبار، وتتم هذه العملية عن طريق تحليل البيانات، باستخدام التكنولوجيا الحديثة بأسرع ما نستطيع.

7– يمكن لأي شخص أن يفعل ذلك

خصوصاً مع الأدوات المجانية التي نستخدمها مثل: جداول فيوجن باستخدام جوجل والرسوم البيانية في جوجل أو باستخدام موقع تايم تريك، يمكنك أيضاً أن ترى بعض الأشياء التي أنتجها مستخدمونا ونقوم بنشرها على مجموعتنا على موقع فليكر (موقع لمشاركة الصور والفيديوهات وحفظها وتنظيمها.

8– الرؤية هي كل شيء

ما زال التصميم الجيد يحتل مكانة كبيرة وسط عالم صحافة البيانات، حيث يكون أساس التصميم بشر على دراية بالقضايا المطروحة، وملمون بها، وليس مجرد جهاز يعمل بلا أدنى إحساس تجاه ما يفعله.

9– لا يجب عليك أن تكون مبرمجاً

بإمكانك ـ بالتأكيد ـ أن تكون مبرمجاً رائعا إذا كنت تريد ذلك، ولكن المهمة الكبرى في هذا العمل هو أن تفكر في هذه البيانات كصحفي، لا كمحلل أو مبرمج، أي: أن تتساءل حول المثير للاهتمام في هذه الأرقام؟ ما الجديد؟ ماذا سيحدث لو مزجنا هذه البيانات مع بعضها؟ الإجابة على هذه الأسئلة هو الأكثر أهمية من أي شيء آخر، لكن بالطبع فإن العمل سيكون أفضل وأفضل إذا اجتمعت المهارتان معاً، النظرة كصحفي والقدرة على التحليل.

10– كل شيء سيبقى حول القصة

صحافة البيانات ليست مجرد رسومات وتصورات، ولكنها قصة يجب أن تحكى بأفضل طريقة ممكنة، في بعض الأحيان يتطلب العمل تصورا أو خريطة، وفى أحيان أخرى يكون عبارة عن قصة إخبارية يجب سردها، وفي البعض الآخر يكون مجرد ذكر الأرقام شيئا كافيا.

صحافة البيانات هي وسيلة مرنة للبحث عن طرق جديدة لعرض القصص، الكثير من الصحفيين يدركون هذا، فالآن أصبحت هناك مؤسسات ومنافسات قائمة على هذا المجال، لذلك، فأن تكون صحفي بيانات لم يعد أمرًا غير عادي.

نرشح لك

أهم أخبار تكنولوجيا

Comments

عاجل