المحتوى الرئيسى

غبطة البابا يهبط فى تل أبيب

11/28 15:37

اقرأ أيضا: موت دانتون ..إذ يفيض الدم ولا يغيض أكذوبة تهديد المصريين بسقوط الدولة الجيش والسياسة ..القصة كاملة ليس نتنياهو وحده من يكذب أكذوبة تخويف (الأمة المصرية) بمصير سوريا

تميزت مواقف الكنيسة القبطية على مدى تاريخها الأغلب بمواقفها الوطنية والقومية الصلبة والثابتة وكان حرص من يجلس على كرسي مرقص الرسول على ذلك مبدأي ونهائي وغير قابل للتحول والتبدل بحجة تقال أو علة تعلل ناهيك عن توافر الوعي والإدراك التام بطبيعة الظرف التاريخي الذي يفرض اتخاذ تلك المواقف ووضعه فى ترتيبه الصحيح والمناسب إذا لزم الأمر ثمة ترتيب أو تحديد للأولويات فى سياق الأهم والمهم وما يلي فى الأهمية لتكون المواقف الوطنية والقومية الأهم دائمًا فى هذا السياق.. وهى بطبيعة الحال لن تكون خرقًا لإيمان أو اعتقاد.. فماذا عساه يكون أى موقف آخر يجعل ترتيب هذه المواقف فى أهميتها مختلفًا عن الخط العام الذى اختتطه الكنيسة لنفسها وسار عليه باباوتها بحرص والتزام..؟ كان هذا السؤال قويًا وضاغطًا حين حملت الأنباء خبر (هبوط البابا تواضروس فى مطار تل أبيب لزيارة القدس) على رأس وفد كنسي يضم ثمانية من كبار القساوسة لحضور جنازة الأنبا أبراهام الأورشليمى مطران القدس والشرق الأدنى.                                                       

منذ الاحتلال الإسرائيلي للقدس الشرقية عام 1967 قرر البابا الراحل كيرلس السادس حظر سفر الأقباط إلى القدس وهو القرار الذي سار عليه من بعده البابا الراحل شنودة الثالث حتى أنه رفض الذهاب مع الرئيس الراحل أنور السادات إلى إسرائيل عام 1977 بسبب هذا القرار إلى أن أصدر المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية قرارًا عام 1980 بمقاطعة السفر إلى القدس.

(لم يكن القرار حكيمًا) هكذا قال لي أحد الأصدقاء الأقباط وكان يكفى البابا أن ينيب عنه القمص سرجيوس سرجيوس وكيل الكنيسة على رأس وفد من أعلى المراتب الكنسية.. وأردف قائلاً: (أن يذهب بمفرده من أجل جنازة فهي حجة واهية.. الآن نستطيع أن نقول وداعًا للبابا شنودة الثالث.. هذا القرار يدل على ابتعاد الحكماء عن المقر البابوي) الغريب أيضًا أنه من المعروف تاريخيًا أن مطران القدس كان يُأتي بجثمانه إلى مصر للصلاة عليه فى الدير الذي ترهبن فيه..                                                                                                            

  القمص سرجيوس من جانبه علق على الزيارة بقوله أن الأنبا إبراهام كان راهبًا بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون باسم الراهب سدراك في بداية رهبنة البابا تواضروس وتتلمذ البابا على يديه وتربطه به علاقة شخصية ويدين له بالفضل لذلك قرر السفر إلى القدس بشكل استثنائي لتشييع جنازته..!! ليتك لم تقل هذا التعليل يا حضرة القمص.. أنت تتحدث عن بابا الكرازة المرقسية ولا تتحدث عن قس أو أسقف.. وموضوع الحديث هو الإجماع الوطنى والقومي على عدم زيارة القدس طالما كانت تحت الاحتلال.. وتتحدث عن قرار المجمع المقدس الذي صدر عام 1980م بحضور البابا شنودة الثالث فكيف يليق أن تحدث علاقة تلمذة بين تلميذ وأستاذ أو علاقة شخصية قائمة بين أوفياء وأصدقاء.

الملفت للنظر أن عددًا من أصدقائنا الأقباط  قاموا ناهضين من فورهم ليبرروا تلك الزيارة بمبررات مختلفة شويتين عما قاله القمص سرجيوس، نافين أن تكون تلك الزيارة خرقًا لإجماع وطني وقومي أو خرقًا لقرار المجمع المقدس..

ا.كمال زاخر رئيس التيار المسيحى العلمانى قال إن زيارة البابا تواضروس إلى القدس للصلاة على مطران القدس الراحل زيارة بروتوكولية تفرضها القواعد الكنسية، حيث إن مطران مدينة أورشليم هو الرجل الثانى فى المجمع المقدس بعد البابا البطريرك ومن ثم تتوجب صلاة البابا عليه بنفسه ولكنها تحمل فى الوقت نفسه دعما للشعب الفلسطينى ومقاومة للتهويد وأوضح أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن طالب المصريين بزيارة القدس الفلسطينية فى مواسم الحج لمقاومة تهويدها وقال إنها زيارة للسجين وليس السجان مشيرًا إلى أن موقف البابا تواضروس يتلاقى مع الإرادة الفلسطينية فى هذه القضية...المغالطة فن كلامى عريق ..لو قالها غيرك يا أ.كمال.. أين المواقف المبدئية الكبرى التى كانت فى عهد البابا الراحل شنودة الثالث .. سيضاف هذا الكلام لكثير غيره صدر عن عدد أصدقائنا الأقباط بعد ثورة 25 يناير خالف ما كانوا عليه قبلها  بـ 180 درجة مما يشعرك أنه كانت بينهم وبين غبطة البابا الراحل خصومات شخصية لا علاقة للدين ولا للوطن بها.

صديقنا أ.عماد جاد رجل طائفي بامتياز هكذا كان وهكذا هو دائمًا وهكذا هو فى كل وقت قال كلاما دهيشا مدهشا مدهاشا فى حواره مع جريدة المصرى اليوم والغريب أنه يتناقض تمامًا مع المعلن من أسباب الزيارة إذا أخذت الرجل جلالة السياسى المقدام وقال كل ما فى بطن الشعر من معانٍ قال: (الزيارة مهمة للغاية والتعامل معها يجب أن يتم بعيدًا عن الأصوات العالية التي تسببت في ضياع القضية الفلسطينية، فالبابا ذاهب لأداء مراسم دينية تتعلق بالصلاة على جثمان الأنبا أبراهام مطران القدس وهو مواطن مصري، كما أنه مطران أي يأتى في الترتيب بعد البابا تواضروس الثانى والكنيسة القبطية لها ممتلكات في القدس وستساهم في رفع الروح المعنوية لمسلمى ومسيحيي المدينة بزيارة أكبر قيادة دينية في الشرق الأوسط وأرى أنها جاءت في توقيت مهم وتساعد القضية الفلسطينية والرئيس الفلسطينى نفسه طالب البابا بزيارة القدس، قائلا له إن زيارة السجين لا تعنى التطبيع مع السجان!! والرئيس السادات عندما استعاد الأراضي المصرية بزيارته للقدس تعرض لهجوم شديد ولكنه في النهاية أعاد الأراضي المصرية وأنا أرى أن زيارة البابا للقدس تمد الجسور وترفع الروح المعنوية للفلسطينيين أنفسهم البابا لم يذهب لحضور مناسبة دينية أو احتفالية أو دعوة معينة ولكنه سيترأس قداسا لمطران قبطى في مدينة عربية لدينا بها ممتلكات ممثلة في أديرة وكنائس وزيارته بعيدة عن الكيان الصهيونى ويجب النظر للزيارة من مفهومها الأوسع وهو التأكيد على عروبة القدس..) لو كان هذا الكلام صدر من أحد غير صديقنا أ.عماد كنت قلت إن حكاية (النظر للزيارة فى مفهومها الأوسع )وسعت منه شوية.. لكنى أعرف طبيعة العلاقة العضوية التى بين ا.عماد وبين عدد من قيادات الكنيسة..ناهيك عن دوره فى حزب المصريين الأحرار والطيبين والأبرار والشطار.. وهو الحزب الذى أنشأه أ.نجيب ساويرس لكل المصريين..تمامًا ككل الشركات التى يملكها وبإمكانك أن تذهب الى إدارة(الموارد البشرية) فى شركاته لكى تتأكد بنفسك .!

أيا ما كانت بواعث أصدقائنا الأقباط الذين تولوا الدفوع والتصريحات..فلا يمكن لأي متابع أن يتصور أن تلك الزيارة بعيدة عما يحدث فى مصر وفى الإقليم كله والجميع يتحدثون الآن عن شرق أوسط جديد لا علاقة له بالشرق الأوسط الذي كنا نعرفه كما قال مدير المخابرات الفرنسية برنار باجوليه وتصريحه هذا على فكره كان فى 27/10 وفى واشنطن فى اجتماع لمديري الاستخبارات فى الناتو أى قبل أحداث باريس الدموية بأسبوعين!! ثم إن الأمور فى مصر لم تعد كما كانت عليه فى 30/6/2013 يوم خرج الأقباط مع من خرج من المصريين للتعبير عن رفضهم لحكم الأغلبية (51%) التى جاءت به الانتخابات الرئاسية فى 30/6/2012. ولم تعد _وهذا هو الأهم_ كما كانت عليه يوم 3/7/2013 حين قررت قيادة القوات المسلحة مساندة الــ(49%)التى لم تنتخب الرئيس بغض النظر عن كفاءة الحكم وقتها أو عدم كفاءته، فالانتخابات أساسًا جعلت لتغيير الحكومات والرؤساء غير الأكفاء واستبدالهم بآخرين أكفاء (على فكرة الشمس تشرق فى الصباح وتغرب حين يأتى المساء!)..

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل