المحتوى الرئيسى

أبرز المحطات في العلاقات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي - ساسة بوست

11/26 18:24

منذ 1 دقيقة، 26 نوفمبر,2015

سلطت حادثة إسقاط القوات الجوية التركية لمقاتلة روسية الضوء من جديد على المخاوف من إمكانية اشتعال حرب مباشرة في المنطقة بين روسيا، وإحدى الدول المنتمية لحلف شمال الأطلسي، وهو ما يعني اضطرار الحلف للتدخل بموجب اتفاقية الدفاع المشترك المنصوص عليها في ميثاق الحلف، وشهدت العلاقات بين روسيا، والحلف موجات من الشد والجذب منذ انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991.

حلف شمال الأطلسي “ناتو” هي منظمة تم تأسيسها عام 1949 بعد التوقيع على الاتفاقية المؤسسة للحلف والمعروفة باسم اتفاقية واشنطن. جاء تكوين هذا الحلف كرد على توحد قوات الاتحاد السوفيتي في منطقة شرق أوروبا، لتشعر الدول الأوروبية الغربية باحتمال وقوع هجوم سوفيتي قريب عليها. قامت هذه الدول بالتحالف مع الولايات المتحدة الأمريكية من أجل الحيلولة دون وقوع هذا. ورد الاتحاد السوفيتي في عام 1955 بإنشاء حلف وارسو، حتى أن جميع الدول الأوروبية تقريبًا كانت تتواجد في إحدى هذين الحلفين.

لمزيد من التفاصيل عن طبيعة الحلف تابع هذا التقرير.

احتدم الصراع بشدة بين حلف شمال الأطلسي، والاتحاد السوفيتي في فترة الحرب الباردة، التي شهدت عدة أحداث كادت أن تؤدي لاشتعال حرب عالمية ثالثة بين الجانبين أبرزها أزمة الصواريخ الكوبية.

شهدت هذه الفترة سلامًا نسبيًّا بين الطرفين تخللها توقيع العديد من الاتفاقيات الهامة.

بداية العلاقات الودية بين الجانبين كانت يوم 20 ديسمبر 1991، عندما تم افتتاح مجلس تعاون حلف شمال الأطلسي بمشاركة 25 دولة منها 16 دولة من أعضاء الحلف، بالإضافة لدول أخرى بينها روسيا، هذا المجلس كان بمثابة منتدى للحوار والتعاون بين الحلف، وبين الدول السابقة المنضمة لحلف وارسو، وهو الأمر الذي اقترحه الحلف كعلاقة تعاونية جديدة مع جميع الدول في أوروبا الشرقية والوسطى بعد انتهاء الحرب الباردة، وشهد الاجتماع الافتتاحي لهذا المجلس حدثًا تاريخيًّا عندما أعلن سفير الاتحاد السوفيتي أن الاتحاد السوفيتي قد تم حله، وأنه موجود هنا الآن ليمثل روسيا الاتحادية.

انضمت روسيا لبرنامج الشراكة من أجل السلام الذي أنشأه حلف شمال الأطلسي بهدف خلق الثقة بين الحلف، وبين دول أوروبا والاتحاد السوفيتي السابق وذلك عام 1994. وقد وصغت هذه الخطوة بأنها خطوة عميقة باتجاه السلام بين الطرفين.

وفي عام 1996، قامت روسيا بالبدء في نشر قوات لها لدعم قوات حفظ السلام التابعة للناتو في البوسنة في أعقاب الحرب البوسنية. بعد ذلك وقعت روسيا رسميًّا على اتفاقية قوات حفظ السلام في البوسنة لتصبح عضوًا أساسيًّا بها.

في يوم 21 مارس 1996، وقعت روسيا على مذكرة تفاهم بشأن التعاون في حالات الطوارئ المدنية بين حلف شمال الأطلسي وروسيا في العاصمة موسكو.

في يوم 27 مايو 1997، وخلال قمة حلف شمال الأطلسي التي استضافتها العاصمة الفرنسية باريس، وقعت روسيا والناتو القانون التأسيسي للعلاقات المتبادلة والأمن والتعاون المشترك. هذه الاتفاقية كانت بمثابة خارطة الطريق للتعاون بين الطرفين في المستقبل.

في هذا اليوم أعلن الطرفان أنهما لا يريان نفسيهما خصومًا لبعضهما البعض وأنه “على أساس الالتزام السياسي المستمر والذي تم اتخاذه على أعلى مستوى سياسي، سوف نبني معًا السلام الدائم والشامل في المنطقة الأوروبية الأطلسية على مبادئ الديمقراطية والأمن والتعاون”.

واستمرت العلاقات الجيدة بين الجانبين مع بدايات الألفية الجديدة، حيث تم إنشاء مجلس “الناتو–روسيا” يوم 28 مايو 2002 خلال قمة حلف شمال الأطلسي في العاصمة الإيطالية روما. هذا المجلس مثل أداة دبلوماسية رسمية للتعامل مع القضايا الأمنية والمشاريع المشتركة بين الناتو، وروسيا.

هذا المجلس تم إنشاؤه بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، والتي غيرت من خارطة العالم السياسية والأمنية. فشملت القرارات والإجراءات المشتركة التي اتخذها المجلس عمليات مكافحة الإرهاب والتدريبات العسكرية المشتركة والتعاون في أفغانستان، حيث عرضت روسيا توفير تدريبات لضباط مكافحة المخدرات في أفغانستان برعاية الأمم المتحدة، هذا بالإضافة إلى عمليات نقل غير عسكرية من قبل روسيا لقوات حلف الأطلسي في أفغانستان وغيرها من الأمور.

في صيف عام 2008، توترت العلاقات بين الجانبين بسبب الحرب بين روسيا، وجورجيا. فقد أدان حلف شمال الأطلسي قيام روسيا بالاعتراف بأوستيا الجنوبية وأبخازيا كدولتين مستقلتين عن جورجيا.الأمين العام للحلف قال إن هذا الاعتراف قد انتهك العديد من قرارات مجلس الأمن الدولي بما فيها القرارات التي أقرتها روسيا.

هذا الاعتراف من قبل الجانب الروسي جاء ردًّا على اعتراف الغرب قبل 6 أشهر بإعلان إقليم كوسوفو استقلاله عن دولة صربيا من جانب واحد، خصوصًا وأن الغرب لم يعامل أوستيا الجنوبية وأبخازيا بالمثل ويقوم بالاعتراف بهما. وهنا تدخلت روسيا في الحرب بين الإقليمين، وبين جورجيا لتدخل القوات الروسية إلى الإقليمين. وقد أعلنتجورجيا أن هذين الإقليمين هما ضمن السيادة الجورجية، وأنهما حاليًا تحت الاحتلال العسكري الروسي.

وتوترت العلاقات أكثر في مايو 2009، عندما طرد حلف شمال الأطلسي اثنين من الدبلوماسيين الروس بسبب اتهامات بالتجسس. وارتفعت الحرارة أكثر مع إعلان حلف شمال الأطلسي نيته لإجراء مناورات عسكرية في جورجيا.

كانت روسيا قد أعلنت أن نشر منظومة صواريخ دفاعية أمريكية محتملة في بولندا والتشيك يمثل خطرًا مباشرًا عليها ويهدد دفاعاتها. هذا الأمر هو ما فسره قائد القوات الجوية الروسية عام 2007 من أن مسارات الصواريخ الإيرانية أو الكورية الشمالية تكاد تمر بالكاد بالقرب من التشيك، لكن أي صواريخ تطلقها روسيا من جانبها الأوروبي أو من قبل أسطولها الشمالي ستتعرض لتهديد من قبل منظومات الصواريخ الدفاعية الأمريكية.

ونتيجة لتهديد روسيا باتخاذ ردود فعل عسكرية ضد الولايات المتحدة، قام الرئيس الأمريكي باراك أوباما عام 2009 بإلغاء مشروع منظومات الصواريخ في بولندا والتشيك. روسيا كانت قد هددت بولندا من أن موافقتها على نشر منظومة الصواريخ الدفاعية التابعة للناتو يعني أن تتجهز لتلقي ضربة نووية من روسيا.

لكن مع هذا فقد أعلنت رومانيا أنها توصلت لاتفاقية مع الجانب الأمريكي لنشر منظومة الصواريخ الدفاعية خلال عام 2015، وهو ما اعتبرته روسيا تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي، يذكر أن حلف شمال الأطلسي يملك منظومات صواريخ دفاعية منتشرة في عدة دول خصوصًا في الدول المحيطة بالبحر المتوسط، ويأتي هذا ضمن خطة موسعة من أربع مراحل لم يتم تنفيذ سوى المرحلة الأولى منها.

لطالما كانت أوكرانيا هدفًا من أهداف حلف شمال الأطلسي. الدولة السوفيتية السابقة تمثل موقعًا إستراتيجيًّا مميزًا لقربها الشديد من الجانب الأوروبي لروسيا والعاصمة موسكو. أوكرانيا التي شهدت عدة تقلبات في سياساتها الخارجية ما بين الاتحاد الأوروبي، وروسيا يبدو أن كفتها تميل حاليًا بكل قوة تجاه أوروبا وحلف شمال الأطلسي.

بعد خروج تظاهرات كبيرة في شوارع أوكرانيا عام 2014، بعدما رفض الرئيس الأوكراني يانكوفيتش التوقيع على اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي لصالح صفقات أخرى مع روسيا، اضطر الرئيس الأوكراني للهرب أمام ضغط الشارع وتصويت البرلمان بخلو منصبه.

هذه الأحداث ساهمت في تغيير بوصلة أوكرانيا بمقدار 180 درجة من قربها من روسيا إلى تقارب كبير مع الاتحاد الأوروبي، وبالتالي حلف شمال الأطلسي. وقعت اضطرابات في مناطق بشرق أوكرانيا مؤيدة لروسيا ورافضة للسياسة الجديدة الخاصة بالتقارب مع الاتحاد الأوروبي. هنا قامت روسيا بعمل استفتاء شعبي لم يحظ بموافقة الغرب في منطقة شبه جزيرة القرم لتأتي النتيجة بالموافقة على الانضمام لروسيا، لينجح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في انتزاع القرم من قبضة أوكرانيا.

هذا الأمر أشعل التوترات بين الجانبين خصوصًا مع النوايا التوسعية الواضحة التي أبداها الرئيس الروسي، وقيامه بتسليح ودعم مجموعات انفصالية في مناطق أخرى بشرق أوكرانيا، بالإضافة لنشر قوات روسية على الأراضي الأوكرانية في بعض المناطق الحدودية. وقد رد الرئيس الأوكراني الجديد على هذه الخطوة بإعلانه في شهر أغسطس 2014 عن نية بلاده الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، ليصوت البرلمان الأوكراني في شهر ديسمبر على إسقاط صفة عدم الانحياز التي تم اعتمادها عام 2010.

الخلافات نشبت مرة أخرى في أعقاب قيام الثورة السورية عام2011 وتحولها إلى صدام مسلح مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد.ففي الوقت الذي قامت الولايات المتحدة ودول أوروبية منتمية لحلف الأطلسي بدعم بعض الفصائل المعارضة المسلحة التي تصفها بالمعتدلة، وقفت روسيا بجوار حليفها التاريخي بشار الأسد ونظامه.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل