المحتوى الرئيسى

نقاد عن الدورة الـ37 من مهرجان القاهرة السينمائي

11/26 16:45

قال الناقد د. وليد سيف – الأستاذ بمعهد النقد الفني بأكاديمية الفنون والرئيس الأسبق للمركز القومي للسينما – في تصريح خاص لـ”محيط”، أن القائمين على الدورة الـ37 من مهرجان القاهرة السينمائي قاموا بعمل إنجاز جيد في ظل الظروف التي أقيم فيها المهرجان، والإمكانيات والميزانية المتاحة، وظروف تغيير ثلاثة وزراء لوزارة الثقافة أثناء إدارة المهرجان.

ورأى د. سيف أن المسابقة الدولية كانت قوية رغم تفاوت مستوى الأفلام، وأنه يحسب للمهرجان أنه عرض مجموعة من الأفلام المرشحة للأوسكار، ومجموعة من الأفلام التي حازت على جوائز في المهرجانات الدولية هذا العام. كما يحسب لإدارة المهرجان أنها تثبت المبادئ التي أسسها الناقد سمير فريد في الدورة الماضية، بأن يكون لنقابة السينمائيين مسابقة ضمن فعاليات المهرجان، والمعهد العالي للسينما، وكذلك جمعية النقاد،

وأضاف أن وجود فيلمين من مصر واضح أن الاتجاه العام كان يرى أنهما ليست بقوة الأفلام القوية الموجودة في المسابقة؛ فأعتقد أن المهرجان كان لابد أن يختار واحد من الفيلمين. معربا عن سعادته الشديدة بأن لجنة التحكيم الدولية لم تعطي للفيلم المصري جائزة، ليس لأنه ضد الفيلم المصري، ولكن لأن ذلك يعطي مصداقية للمهرجان، ويقول أنه ليس هناك إدارة تفرض أو تتدخل في شئون الجوائز، كما يقول أن هناك لجنة تحكيم محترمة تتخذ قراراتها بمعزل عن أي أهواء شخصية أو مجاملات حتى البلد المضيفة.

كما أشادت د. غادة جبارة عميد معهد السينما ورئيس مسابقة “سينما الغد الدولية”، بفعاليات المهرجان. وقالت في تصريح خاص لـ”محيط” أنه كان هناك استحسان كبير جدا من مسابقة “سينما الغد”؛ حيث كانت الأفلام أفضل بكثير من العام الماضي، وأضافت أنه يحسب لمنظمي المهرجان إقامته في ظل الظروف التي تمر بها البلاد “أما ما يحسب لنا كمعهد أنه تم عرض فيلم تسجيلي طويل على هامش المهرجان، وعندما شاهده النقاد أكدوا لي أن هذا الفيلم كان لابد أن يكون في المسابقة الرسمية لأنه فيلم عالمي، وهو فيلم “هدية من الماضي” للطالبة كوثر يونس، حيث أنه فيلم راق ومهم جدا، وأكد النقاد أنه فيلم أكثر من رائع، ومشرف أكثر من أي شيء آخر، ولو تم عرضه في المسابقة الرسمية كان ذلك سيحسب لإدارة المهرجان، وسيكون بمثابة سبق أن فيلم طالبة يدخل المسابقة الرسمية، لكني لا استطيع الحكم لأنني لم أشاهد الأفلام المصرية الأخرى. وأكد على ذلك المخرج مجدي أحمد علي في حديثه لقناة “نايل سينما” على الهواء بعد ختام المهرجان، حيث قال أن فيلم “هدية من الماضي” كان لابد أن يكون الفيلم الأساسي لافتتاح المهرجان ويدخل المسابقة الرسمية”.

وتمنت د. جبارة تطور المهرجان بحيث يكون عندنا أفلام أكثر، ودعم أكبر ووجود جائزة مالية كي يكون هناك حافز للمشاركة به، ولم يشترط أن يكون الدعم الأكبر من وزارة الثقافة ولكن الوزارات الأخرى بإمكانها المشاركة والدعم؛ لأن هذا سيكون عائد للدولة ككل وليس لوزارة الثقافة فقط؛ فالمهرجان يستقطب فنانين أجانب إلى مصر في ظروف مثل التي نعيشها حاليا. منوهة لضرورة سفر القائمين على المهرجان إلى المهرجانات الكبرى كي يشاهدوا الأفلام ويتفقوا مع صناعها على أن يحضرها لمصر.

وانتقد الفنان المصري عزت أبو عوف إدارة المهرجان بسبب اختيارها لفيلمي “الليلة الكبيرة” و”من ضهر راجل”، للمشاركة في هذه الدورة. وقال في تصريحات خاصة لشبكة “إرم” الإخبارية، إن أفلام المنتج أحمد السبكي تجارية، ولا تصلح للمشاركة في أي مهرجان، موجها ًاتهاماته لإدارة المهرجان بعدم الحياد؛ لأنها تجاهلت فيلماً مهماً جداً اسمه “هدية من الماضي”؛ حيث تركته ليشارك في العروض الخاصة، ولو كان قد شارك في المسابقة الرسمية، لحصل على العديد من الجوائز.

وأكد الناقد طارق الشناوي في موقع “مصر اليوم” أن خروج مصر دون جوائز أمر متوقع، معتبرًا أن الأفلام المصرية المشاركة تستحق الخسارة، لاسيما أن هناك أفلامًا جيدة دخلت المنافسة مثل فيلم “البحر الأبيض المتوسط” الذي شاهده أكثر من مرة خلال فعاليات المهرجان وحصوله على جوائز أمر طبيعي.

ووصف الشناوي أعضاء لجان التحكيم بـ”الحيادية”؛ لأن لو أفلام  السبكي حصلت على جائزة كان سيتم اتهام إدارة المهرجان بالمجاملة، ففيلم مثل “الليلة الكبيرة” فيلم متوسط أما “من ضهر راجل” كان سيئًا، وهما يستحقان الخروج دون جوائز، لكن مشاركتهما في المهرجان ليست سيئة لأن مشاركة مصر في مهرجان القاهرة أمر مهم وإلا ستعلن إفلاسها سينمائيًّا والتعسر السينمائي أفضل من الإفلاس.

ويرى الناقد الفني أن حصول فيلم “كل يوم” للمخرج كريم شعبان على شهادة تقدير أمر تشوبه المجاملة؛ لأن مستوى الفيلم ليس جيدًا.

أما الناقد محمود قاسم فيرى أن مصر غائبة عن المهرجانات الفنية سواءً في مصر أو خارجها بسبب ضعف الإنتاج وقلة الجودة السينمائية، وبالتالي كان متوقعًا أن تخرج دون جوائز، وكان الأمر سيتحول إلى مهزلة لو السبكي حصل على جائزة.

وقيّم قاسم هذه الدورة من عُمر مهرجان القاهرة، بقوله: نحن نتعامل مع المهرجانات الفنية على أنها مجرد عروض أفلام، في حين أنها في الخارج تكون مشروعًا ثقافيًا كبيرًا ودعمًا ماديًّا للأفلام، وبالنسبة لهذه الدورة هي دورة صغيرة مقارنة بالمهرجانات الدولية الأخرى، ويؤخذ عليها عدم التنظيم واختيار أفلام ليست قوية بجانب تكريمها لاسم اثنين من الراحلين وهما عمر الشريف وفاتن حمامة، وكان من الأولى أن يتم تكريمهما في حياتهما، أيضًا مستوى كتب المهرجان ليست جيدة.

وذكرت جريدة “المصري اليوم” أن الناقد نادر عدلى أثنى على دورة المهرجان هذا العام من حيث التنظيم؛ حيث شهدت تطورا ملحوظا مقارنة بالأعوام الماضية، فيما يخص عدم تغيير البرنامج، والعروض والمواعيد، لكن العيوب كانت في قلة عدد الفنانين الأجانب المتواجدين وكثرة الاعتذارات، وهو ما قد يكون مرتبطا بالميزانية، والاكتفاء بكلوديا كاردينالى غير منطقي، كونها كانت ضيفة للمهرجان في دورته الأولى.

وفيما يخص الأفلام أوضح عدلى أنها لم تتضمن عرض فيلم أمريكي ضخم، والاكتفاء بالأفلام الأوروبية، والأفلام الآسيوية كانت ضعيفة، فيما عدا برنامج السينما اليابانية.

وتابع: إدارة المهرجان اكتفت بالملتقى، وغياب سوق الفيلم من أبرز السلبيات، لكن أي دولة في العالم سترسل لك أي فيلم لو فتحت سوقا لها، ولم يحدث أن فاز فيلم بجائزة وتم عرضه في صالات العرض، وشدد على ضرورة تنوع أماكن العرض وعدم اقتصارها على الأوبرا.

وأشار إلى أن المعلومات عن الأفلام ومخرجيها ضعيفة جدًا، والمهرجان لم يصنع لنفسه دعاية حقيقية، واكتفوا بالقول إنهم حصلوا على 130 فيلما ونظمت 3 برامج موازية.

وقالت الناقدة ماجدة موريس إن دورة هذا العام كان لها العديد من الإيجابيات، منها وجود تنوع على مستوى الأفلام، إضافة إلى عودة الإقبال الجماهيري من الشباب، ومشاهدة أفلام وثائقية خاصة بالسيرة الذاتية، وأخرى تطرح قضايا عميقة ومهمة، إلى جانب التواجد القوى لأبناء الجاليات الأجنبية والسفارات، ومشاركة أفلام ضمن العديد من المسابقات الموازية لسينمات من أوروبا الشرقية مثل كرواتيا والبوسنة والهرسك، كما تواجد الفيلم المصري بشكل قوي في أكثر من مسابقة وخاصة فيلم “هدية من الماضى”.

وأكدت أن حصر المهرجان في دار الأوبرا يضعف منه؛ لأنه يفقده جماهيرية كبيرة، كما أن جدول العروض كان فيه تداخلات عديدة، في مواعيد الأفلام، بسبب قلة دور العرض، إضافة إلى عدم وجود ندوات للمكرمين، وكان من الضروري إعطاؤهم حقهم.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل