المحتوى الرئيسى

الأدب الساخر في الأردن من أنجح التجارب العربية

11/26 16:08

القاص العراقي الساخر علي السوداني يوقع مجموعته "خمسون حانة وحانة" (الجزيرة نت)

اعتبر نقاد وأدباء أردنيون وعراقيون الكتابة الساخرة في الأردن من أنجح التجارب العربية، وقالوا إن تأثيرها قوي لكونها مطلوبة من الجماهير والنخب الثقافية والسياسية.

وقالوا في تصريحات خاصة للجزيرة نت "لقد ارتبط الإبداع الساخر بالموقف المغاير وأصبح جنسا أدبيا يمتلك شروطه وموضوعيته ورسالته الأخلاقية والجمالية".

ويرى أن السخرية في الأردن بخير، وتتبوأ مركزا ممتازا عددا وعدة، مضيفا "لعلنا من أكثر دول العالم  التي لديها كتاب سخرية، وقد تطورت هذه الكتابة منذ عام 1983 عندما احتل محمد طملية أول زاوية ساخرة في صحيفة أردنية بعنوان "شاهد عيان"، وصارت السخرية منتظمة الصدور للمرة الأولى لنصاب بحالة انفلات ساخر، ومن ذلك الوقت والسخرية الأردنية في تطور مذهل".

وقال إن المواقع الإلكترونية تساهم بشكل فاعل في نشر الثقافة الساخرة، وتعتبر الكتابة الأردنية الساخرة من أنجح التجارب العربية، وكتابها متنوعون دون تقليد، وكل واحد تمكن من ابتكار قاموسه وصوته وضحكته الخاصة.

وبحسب رأي غيشان فالكاتب الساخر محظوظ تماما لكون الكتابة الساخرة تميل إلى الشعبية ومطلوبة ومحبوبة من النخب الثقافية والسياسية.

وأشار إلى أن تأثيرها قوي جدا، لا سيما أن القارئ يتبنى وجهة نظر الكاتب بسهولة وبدون جدال، لأنه يخاطب قلب القارئ، وبواسطة الابتسامة يورطه في تبني وجهة نظره.

وأضاف "لكن أقول إن الكتابة بشكل عام ليست ذات تأثير كبير في ظل ثقافة الاستهلاك والبترودولار التي تجتاحنا.. الكتابة الساخرة تستبقي جمر الحياة في يدها حتى لا تموت الجذوة إلى أن تظهر قوى اجتماعية ومؤسسات مدنية قادرة على قيادة التغيير".

وأضافت "وفيما يتعلق بالساحة الإبداعية الأردنية فلدينا أدباء ساخرون رسّخوا حالة من الإبداع المختلف، والأدب الساخر حاضر وبأثر جمالي مدهش".

وأوضح القاص العراقي الساخر علي السوداني أن الكتابة الساخرة لا تبدو سهلة لأن بينها وبين النقد المبتذل قيد أنملة.

وقال إن الأدب الساخر لا يحبس في باب المكتوب الصحفي الذي يقرأ اليوم وينسى غدا.

وأضاف "لذا رأينا أن هذا النوع الكتابي هو نوع من التنكيت المر أو الدعابة السوداء التي يلقيها صانعها الماهر كمهرج سيرك قلبه يوجعه، لكنه يواصل رش الضحك على الناس، وتلك مفارقة موجعة جعلت محمد طملية -وهو أحد كبار هذا الصنف الكتابي- يئن من عضات السرطان لكنه يواصل توزيع رحمة الضحك ويجعل مستوى التكشيرة شحيحا".

ورأى السوداني أن الأدب الساخر مخلوق ثقافي أفرز حشدا من الكتاب الخلاقين، مثلما أنتج كتابا تافهين كما هو حال كل فن جميل.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل