المحتوى الرئيسى

مواقع التواصل تنتصر لـ«عروس الجنوب»

11/24 01:50

من جديد، تشغل قناة «أم تي في» الرأي العام، ليس بفضل إنجاز مهنيّ، بل بسبب خطأ مهنيّ فادح، إن نمّ عن شيء، فعن جهل مطلق بأبسط الحقائق التاريخيّة.

في تقرير بثّته ضمن نشرتها الإخباريّة مساء 21 الحالي، من إعداد المراسلة جويل قزيلي، أرادت القناة أن تقدّم رؤية شاملة عن «الانتحاريّات النساء»، فأخبرت المشاهدين أنّ تلك ليست ظاهرة جديدة. وانطلق التقرير من الإرهابيّة الفرنسيّة حسناء بولحسن التي فجّرت نفسها أخيراً في باريس، وأشار إلى أنّها «كانت تحبّ السهر والكحول والمخدّرات، فجأة استدرجها داعش لتصبح إرهابيّة». وأشار التقرير إلى أنّ «ملفّ تجنيد الانتحاريّات ليس جديداً، وبدأ في الثمانينيّات»، مورداً ذكر الشهيدة سناء محيدلي، قائلاً إنّها فجّرت نفسها «لأهداف وطنيّة ضدّ الاحتلال الإسرائيلي». وأشار التقرير في السياق ذاته إلى شابات فلسطينيّات، وإلى مقاتلات حزب العمال الكردستاني، ونمور التاميل، وبوكو حرام.

هذه ليست المرّة الأولى التي تخلط فيها «أم تي في» عن جهل أو عن عمد، بين الجماعات الإرهابيّة، واستشهاديي المقاومة الوطنيّة اللبنانيّة. ولم يمرّ التقرير مرور الكرام، إذ إنّه تسبّب بموجة غضب واسعة على مواقع التواصل، وانطلقت عدّة حملات تطالب القناة بالاعتذار.

وعبر موقع «تويتر» غرّد الآلاف عبر وسمي «كلنا سناء محيدلي»، و «سناء شرف الوطن»، رافضين تصنيف أبطال المقاومة في الخانة ذاتها مع الإرهاب التكفيري، مذكّرين بأنّها لم تقتل مدنيين، بل فجرّت نفسها بكتيبة من جنود العدوّ، خلال احتلاله للأراضي اللبنانيّة العام 1985. وتناقل كثيرون صور محيدلي، ونشروا قصائد نظمت احتفاءً بها، مذكّرين بأنّها كانت وغيرها من الاستشهاديّين والاستشهاديّات في صفوف المقاومة الوطنيّة اللبنانيّة، بين أوّل من رسموا خطّ النضال الطويل، على طريق طرد الاحتلال من الجنوب اللبناني العام 2000.

وأصدرت الدائرة الإعلاميّة في «الحزب السوري القومي الاجتماعي» بياناً وصف التقرير المشار إليه بالمسيء، لأنّ «اسم الاستشهادية البطلة سناء محيدلي التي قدّمت دماءها الزكية لتحرير أرض لبنان، ضمن قائمة انتحاريات نفذن عمليّات إرهابية ضدّ المدنيين بدافع غريزة الإرهاب والتطرف». وذكّر البيان بسقطات أخرى وقعت فيها القناة، لناحية أخذ مصادر من الجيش الإسرائيلي، ووصف الانتحاري الذي فجّر محيط السفارة الإيرانيّة العام الماضي «بالاستشهادي»، إلى جانب عنونتها لمواكبة الحرب على غزّة العام الماضي بـ «الحرب على إسرائيل».

نرشح لك

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل