المحتوى الرئيسى

ناج من هجوم باتاكلان يتحدث عن الفرصة الثانية في الحياة - BBC Arabic

11/21 19:56

تحدث أحد الناجين من الهجوم على قاعة باتاكلان الموسيقية في باريس، الذي راح ضحيته 89 شخصا الأسبوع الماضي، تحدث لبي بي سي عن ساعتين ونصف من احتجازه كرهينة.

"مازلت محتفظا بصورة في رأسي لأحد الإرهابيين على مسافة متر واحد فقط مني، يطلق النار من بندقية كلاشنكوف في يده، بينما يضع إصبع يده الأخر على مفجر الحزام الناسف، ولا أعرف لماذا لم يشغل حزامه الناسف في تلك اللحظة."

كان ستيفان تي، 49 عاما، مبرجم كمبيوتر ومهتم بالعروض الموسيقية المباشرة وأب لثلاثة أطفال، حاضرا يوم الجمعة 13 نوفمبر/ كانون ثاني، حفلة فرقة موسيقى الروك الأمريكية، "إيجلز أوف ديث ميتال"، في مسرح باتاكلان بالعاصمة الفرنسية باريس.

وهاجم مسلحون إسلاميون المسرح وقتلوا 89 شخصا، كما احتجزوا رهائن كان من بينهم ستيفان، والذي تحدث إلى مراسلة بي بي سي ماريا غريشانينوفا، عن احتجازه كرهينة طوال ساعتين ونصف قضاهما مع القتلة.

ما هو شعورك بعد أسبوع من وجودك أثناء الهجوم على مسرح باتاكلان؟

لقد عدت إلى العمل الأربعاء الماضي، كان من المهم بالنسبة لي العودة والحديث إلى زملائي عن قصتي، وإظهار الامتنان لمشاعر التعاطف الذي أظهروها لي.

اليوم أشعر بأنني في وضع نفسي أقل أو أكثر من جيد، رغم أنني عندما أتحدث عما حدث أشعر كأنني أتحدث عن قصة شخص أخر.

الطبيب النفسي الذي تحدث لي قال إنها ظاهرة منطقية من الانفصال، عندما نكون نفسيا قادرين على التعامل مع تلك الأحداث على أنها شيء غير حقيقي لحماية أنفسنا.

لذلك يبدو الأمر وكأنني استدعي أحداث فيلم للممثل الأمريكي بروس ويليس.

ماذا حدث لك عند ما كنت في باتاكلان؟ لا يبدو أن أن وسائل الإعلام البريطانية تحدثت عن قصتك.

أعتقد أنه حتى في فرنسا لم يكن الجزء الثاني من تلك الليلة – احتجاز الرهائن- معروفا جيدا للجمهور العام. كنت في الشرفة عندما جاء الإرهابيون كما أعتقد من المدخل الرئيسي في الطابق السفلي، عندما بدأوا في إطلاق النار على الحشد كانوا تحتي تماما.

في البداية لم يفهم الكثيرون ما يجري، ظن الناس أنها كانت مجرد ألعاب نارية، ولكن بعد ذلك بدأ الذعر وركض أعضاء الفرقة من فوق المسرح.

بدأت أدرك أنه هجوما إرهابيا. كنت أرغب في الرحيل، ولكن عندما كنت على الدرج، أدركت أنه إذا انتهى بي الأمر وجها لوجه مع الإرهابيين، فسوف يقتلوني. فرجعت، ورأيتهم يصلون إلى الطرف الآخر من الشرفة. استلقيت أرضا بين المقاعد. رأيتهم قادمين نحونا. كان هناك اثنان منهم يحملان الكلاشينكوف.

قالوا لنا "نحن لن نقتلكم، اذهبوا للزاوية." وهكذا جمعونا في الزاوية، ووجهوا لنا رسالتهم قائلين "نحن جزء من الدولة الإسلامية، ونحن هنا للانتقام لدينا زوجات وأطفال في سوريا، الذين يعانون من إرهاب القنابل والقصف الجوي من رئيسكم".

في تلك اللحظة سمعت صوت الإرهابي الثالث وانفجار في الطابق الأسفل، حيث كان المسرح، الآن أعتقد أن هذا حدث عندما أطلق شرطي النار على إرهابي الذي ظل في الأسفل وفجر حزامه الناسف.

ثم أخذنا الإرهابيون إلى ممر على امتداد جانب قاعة الحفل. كان هناك 11 أو 12 رهينة وإرهابيين اثنين. جعلوا بعضنا يقف قبالة النوافذ لمشاهدة ما كان يدور في الجانب الآخر من المبنى. ووضعوا آخرين قبالة باب القاعة والباقي على الطرف الآخر من الممر المؤدي إلى درج يقود إلى منطقة وراء الكواليس.

بقينا في هذا الممر لمدة ساعتين ونصف، كانت هناك محادثات هاتفية بين الخاطفين والشرطة. ثم بدأت قوات الشرطة الخاصة (قوة البحث والتدخل) الهجوم. لم تصب رهينة واحدة . كان أمرا لا يصدق.

بدأوا في دفع الباب قليلا، توجه الإرهابيون في مواجهة الباب، وانتابت الرهائن وراء الباب حالة ذعر وقالوا "سيفجروننا. نحن مجرد رهائن ونحن خلف الباب لا تدخلوا أكثر."

وكان ارهابيون على الطرف الآخر يطلقون النار من بنادقهم، لذلك ألقت الشرطة قنابل صوتية، سقطت أرضا في الزاوية وانفجرت إحدى القنابل بجوار قدمي، واستمرت الشرطة في إطلاق النار والتقدم.

وتراجع الإرهابيان نحو الدرج، وقادنا أعضاء آخرون في فريق الشرطة الهجومي نحو الخروج، وفي القاعة مزقوا قمصاننا للتأكد من أننا لا نرتدي أحزمة ناسفة، ومن ثم أخذونا للخارج.

ماذا كان يحدث في الممر خلال الساعتين ونصف؟

لا أستطيع القول أن الوقت مر سريعا، كان صعبا، أحيانا طلب الإرهابيون من الرهائن أرقام هواتفهم لتقديمها للشرطة، حتى تستطيع الشرطة الاتصال بهم من خلالها.

لكن كل ما كانوا يرددونه كثيرا "نحن الدولة الإسلامية، إذا لم تتراجعوا بعيدا محيط المسرح فسوف نفجر كل شيء، لدينا أحزمة ناسفة."

حاول الإرهابيون معرفة إذا ما كان هناك أزواج بين الرهائن. وقالوا أنهم سيرسلون أحد الزوجين ليعطي تعليمات للشرطة، وإذا لم يعد خلال دقيقتين سيقتلون الآخر."

وتحدث الإرهابيون فقط لمن هم بجوارهم، ولم يتحدثوا معي شخصيا، ووضعت أنفي قبالة النافذة وحاولت أن أبدو صغير الحجم قدر الإمكان. لكنني لم أستطع رؤية أي نهاية أخرى لهذا الموقف سوى أنهم يطلقون النار على رؤوسنا أو يفجرونا.

ما هي مشاعرك الآن تجاه المهاجمين والدولة الإسلامية؟

إنها معقدة قليلا، أختي سألتني إذا ما كنت أكره المهاجمين الذين احتجزوني طوال هذه المدة. لا أشعر بالكراهية. ولا أفهم طريقة التفكير التي دفعتهم لمثل هذا التصرف.

السؤال الذي سألته لنفسي كيف تصل إلى مرحلة في حياتك لتتخذ قرارا للتصرف على هذا النحو.

والسؤال الآخر- لماذ لم يقتلونا سواء بإطلاق النار علينا أو تفجيرنا؟

بعد كل ما حدث هل ستبدو باريس مختلفة بالنسبة لك؟

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل