المحتوى الرئيسى

قصة ممرض كان يحاول إنقاذ أحد انتحاريي باريس

11/21 19:38

وسط الفوضى العارمة التي خلَّفها الانفجار في مقهى "كونتوار فولتير"، وهو واحد من أهداف عدة في هجمات باريس في 13 من الشهر الحالي، حاول الممرض ديفيد بدافع من غريزته مساعدة الجرحى.

وكان بينهم رجل ممدد وسط المقاعد والموائد المقلوبة. وعلى الفور بدأ ديفيد الذي طلب ألا يُذكَر سوى اسمه الأول إسعافه. ولم يكن يبدو أن الرجل مصاب بإصابات شديدة لكنه كان فاقد الوعي ولذلك بدأ ديفيد عملية إنعاش القلب والرئتين التي تدرب عليها.

وما إن قطع ديفيد قميص الرجل حتى أدرك أن ما كان يحسبه بادئ الأمر انفجار غاز في المقهى القريب من قاعة الموسيقى التي قتل فيها المسلحون 89 شخصا كان في الواقع شيئا أسوأ كثيرا من ذلك.

وقال لرويترز: "كانت هناك أسلاك .. سلك أبيض وسلك أسود وسلك أحمر وسلك برتقالي. أربعة ألوان مختلفة. علمت حينئذ أنه كان مفجرا انتحاريا."

وفي الحقيقة كان الرجل الذي حاول ديفيد إنعاشه هو إبراهيم عبد السلام أحد المتورطين في سلسلة هجمات مميتة أودت بحياة زهاء 130 شخصا في حانات ومطاعم وإستاد لكرة القدم وقاعة للموسيقى. ولم يمت أحد في المقهى سوى عبد السلام.

وفي مقطع فيديو صوره أحد الهواة حصلت عليه رويترز يظهر رجلان من خارج المقهى يحاولان إنعاش رجل ممدد على الأرض. أحدهما على ما يبدو ديفيد والآخر مجهول.

وبالقرب منهما كان شخص آخر يرقد على الأرض مصابا بجراح وسط بقع من الدماء.

يشرح ديفيد "السلك الأول الذي رأيته كان أحمر. وأعتقد أن هذا كان سلك التفجير. وكان في طرفه شيء."

ويضيف أنه حينما أدرك أن الشخص الذي كان يحاول إنقاذ حياته كان قد حاول أن يقتله وصل رجال الإطفاء. وبينهم كان رجل إطفاء يعرفه. وأبلغه ما رآه للتو. وقال ديفيد "نظر إلي وبدأ يصرخ طالبا من الجميع الابتعاد."

يعمل ديفيد البالغ من العمر 46 عاما في مستشفى في باريس ويعرف مقهى "كونتوار فولتير" جيدا إذ أنه يعيش على مقربة منه. وكان يتناول العشاء مع صديق له مساء الجمعة. وحينما أحضرت النادلة الأطباق التي طلباها وقع الانفجار.

يقول: "رأيت كتلة من اللهب وغبار. وظننت على الفور أنها السخانات وصحت .. اقطعوا الغاز. وساد الفزع والخوف وبدأ الناس يجرون هنا وهناك.... وتركت قاعة الطعام وذهبت إلى شرفة المقهى."

وساعد ديفيد أولا امرأة ثم شابا كان ممددا على مائدة فاقد الوعي لكنه ينزف. وتولى أمره مسعف.

وذهب ديفيد إلى عبد السلام. وهنا يوضح: "في هذه اللحظة لم أكن أظن قط أنه مفجر انتحاري كان زبونا كغيره من الزبائن". أضاف "ظننت أنه بعد انفجار الغاز لا بد أنه تضرر."

ويقول ديفيد إنه لم ير عبد السلام يدخل المطعم. ويعتقد أنه كان جالسا في الشرفة حينما فجَّر القنبلة.

ويتابع "كان في جنبه فتحة كبيرة تبلغ نحو 30 سنتيمترا. حينما ترفع القميص وترى الأسلاك تدرك أن الأمر غير عادي."

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل