المحتوى الرئيسى

فيروز، نهاد وأم زياد

11/21 14:50

تقول أسطورة «جلجامش» إنّ الآلهة جميعاً اتفقت على إعطاء «أوتنبشتيم» سرّ الخلود، وأنّه من الصعب جمعها مرّة ثانية، لإعطاء ذلك السرّ لأحد من جديد. إذن من أعطى سرّ الخلود لصوت فيروز؟

تقول الأغنية «الحياة لا تقدّم الهدايا» لكن هذه الحياة منحتني صداقة رفيق درب فيروز وسمحت لي بمعايشة محبته ومحبة العائلة لـ «نهاد»، والتأكّد من أنّه «مش معقولة الفراق يمحي أسامينا». هو عاصي وهي نهاد و «هو وهي من أول العمر لآخر العمر».

تقول رواية «مئة يوم من العزلة» إنّ «أورسولا» تواكب عائلة «بوينديا» لعدة أجيال، هي تبقى وهم وحدهم يولدون ويشيخون ويرحلون. وفيروز واكبتنا أيام الولدنة والصبا والكهولة ومعها «سوا ربينا».

رفيقة أيام الهوى والجفى والعتاب هي، فنحن واياها أولاد الدار ذاتها، لعبنا في «العلية»، و «لعبنا عالتلج وركضنا بالهوا»، و «كتبنا عالحجار قصص زغار ولوحنا الهوا». ألفنا وجودها، ورفعنا الكلفة بيننا فأصبحت بالنسبة لنا هي «أم زياد» التي تملأ الدار بهجة صبحاً ومساء و «شو كانت حلوة الليالي»، وحين نجافيها لا تعتب علينا إن «مرقنا عليها أو لم نمرق». هي تحمل سر المحبة الأبدي، أحبتنا أطفالاً وشباباً وشيوخاً، وستحب غداً أولادنا وأحفادنا... وكما «أورسولا» ستبقى هي ناطورة مفاتيح الخلود، و «مش فارقة معاها» حتى لو احتفلنا بعيد ميلادها الثمانين.

ترى هل كانت دورة الكون لتكون بهذا الغنى من دون صوت «فيروز» ومحبة «نهاد» وألفة «أم زياد»؟

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل