المحتوى الرئيسى

ليالى قريش.. 186

11/20 13:48

فى وسط ما النبى بـ يعرض دعوته على القبائل، حصلت حاجة مكنتش على البال ولا الخاطر.

ناس من يثرب، بـ الأخص من الأوس، بـ التحديد من بنى الأشهل، جم قريش بـ يدوروا على بطن كبير من بطون قريش يتحالفوا معاه على الخزرج، إحنا عارفين إن يثرب كانت يهود وعرب، اليهود تلات قبائل: قريظة والنضير وقينقاع، والعرب قبيلتين: الأوس والخزرج، وبينهم حروب.

الرواية اللى هـ نحكيها دى هـ نلاقيها مثلا عند الطبرانى "غير الطبرى"، فى المعجم الكبير، باب الألف، باب من اسمه إياس، لـ إن الرواية جاية فى سياق الحديث عن "إياس بن معاذ"، والرواية بـ ينقلهالنا عمرو بن سعد بن معاذ، فـ خلينا نكمل الحكاية.

الناس دول جم، وكان على راسهم واحد اسمه أنس بن رافع، وشهرته "أبو الحيسر" (معلش الاسم صعب)، فـ النبى سمع عنهم، فـ راح لهم، وسمع منهم، بـ اعتباره يعنى من بنى هاشم، فـ عرضوا عليه العرض، واضح إنهم مكنوش متابعين اللى حاصل فى مكة.

النبى عرض عليهم عرض تانى خالص، وقال لهم إنه هو رسول الله، وهو جى بـ القرآن، وفى رواية الطبرانى بـ نلاقى تعبير "ثم شرع لهم الإسلام"، من غير ما يوضح إيه هو الإسلام اللى شرعه، واللى يهمنا منه هنا: إيه اللى بـ يقدمه الإسلام كـ حل لـ أزمتهم مع الخزرج، بس حضرتك تقدر تستنتج، فـ استنتج زى ما إنت عايز.

عن نفسى، أستنتج إن ما عرضه هو ما حصل بـ الفعل بعدين، بدال ما يتخانق الأوس والخزرج مع بعض، ويدوروا على حلفاء من خارج يثرب، ما يتحدوا، ويسوقوا العرب كلهم.

على أى حال، لما الناس دول سمعوا العرض، طلع واحد منهم اسمه إياس بن معاذ، اللى بـ تتكلم عنه الرواية أصلا، وقال لـ الناس: والله الكلام ده أحسن كتير من اللى إحنا جايين عشانه، فـ راح أبو الحيسر، الزعيم بتاعهم، ضاربه على وشه بـ زلطة صغيرة ولا حاجة، وقال له: اسكت إنت، إحنا مش جايين علشان الكلام ده، خلينا فـ اللى إحنا جايين علشانه.

وهكذا، ما حصلش اتفاق بين النبى والأوس، وما حصلش كمان إنهم نجحوا فى إقامة أى حلف مع أى حد من قريش، قريش فى اللحظة دى كانت أبعد ما يكون عن التدخل فى شؤون الغير.

بس خلاص، كده يثرب بقت هى الهدف رسمى فهمى نظمى، ظروف مثالية من كل ناحية: اليهود ماليينها بـ روايات عن النبى الأمى العربى، اللى هـ ييجى فى آخر الزمان، الأوس والخزرج فى خلاف وصل إلى أقصى حدوده، لـ درجة إنهم بـ يستعينوا بـ الخارج، كمان موقع يثرب نموذجى، من الآخر، ما تتسابش.

علشان بس نكمل رواية الطبرانى عن إياس بن معاذ، اللى الطبرانى بـ يقدمه كـ مسلم، بـ اعتبار اللى قاله فى المجلس، وبـ يحكى إنهم بعد ما رجعوا كانوا دايما بـ يسمعوه يقول كلام شبه كلام المسلمين من التسبيح والحمد وخلافه، فـ مفيش شك عند الطبرانى إنه مات مسلم، ودى حاجة ما تخصناش هنا، الله يرحمه على أى حال.

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل