المحتوى الرئيسى

زغلول النجار: الحد من مخاطر الكوارث الطبيعية

11/19 13:27

كشف الدكتور زغلول النجار، الأستاذ الزائر بجامعة العلوم الإسلامية العالمية بالأردن، عن وجود بقع شمسية في الشمس أكدها العلماء ستدخل الأرض في دورة جليدية صغرى ومن المتوقع أن تبدأ هذه الدورة في 2030.

كشف الدكتور زغلول النجار، الأستاذ الزائر بجامعة  يمر كوكب الأرض بدورات مناخية متعاقبة، تتم على مراحل زمنية متدرجة، تتدخل فيها قوى محركة وعديدة، والعامل الرئيسي فيها هو العلاقة بين الأرض والشمس. وعن الرؤية المستقبلية لتغيرات المناخ في الجزيرة العربية من المنظور العلمي أوضح د. زغلول النجار بأنه يمكن تلخيصها في النقاط التالية: التغيرات التي تطرأ على ميل محور الأرض على مدارها حول الشمس، والتباين في شكل مدار الأرض حول الشمس (وهو شبه دائري)، وترنح محور دوران الأرض في أثناء جريها حول الشمس والذي يتم دورة كاملة مرة كل 25,800 سنة.

ونتيجة لذلك اكتشف علماء الجيولوجيا في العصر الحديث أن الأرض قد مرت بعدد من دورات زحف الجليد على اليابسة، وتعرف هذه الدورات باسم "الدورات الجليدية "، حيث يبدأ زحف الجليد من أحد قطبي الأرض في اتجاه خط الاستواء ثم يعاود الانحسار والزحف في الدورة الواحدة عدة مرات. وفي أثناء هذا الزحف الجليدي على اليابسة تتعرض المناطق المحيطة بهذا الزحف الجليدي لدورات من الأمطار الغزيرة، بسبب التغير الحاصل في المناخ، ومن هذه المناطق الحزام الصحراوي الممتد من موريتانيا غرباً إلى أواسط آسيا شرقاً، حيث ثبت أن هناك أودية جافة منتشرة في صحارى تلك المناطق، وأنها شقت في تلك الفترة وكانت أنهاراً متدفقة ثم جفت مع تناقص كمية الأمطار ومن ذلك ما حدث في بلاد العرب.

وعن جزيرة العرب والعهود المطيرة وصحة ذلك علميا الآن يخبرنا د.النجار "ثبت بالدراسة أن جزيرة العرب قد مرت خلال الأربعين ألف سنة الماضية بفترات ممطرة ، كُسِيَت خلالها بالمروج الخضراء، وتدفقت فيها الأنهار، وتحولت المنخفضات فيها إلى بحيرات زاخرة بالحياة، حتى إن صحراء الربع الخالي التي تعتبر اليوم واحدة من أكثر مناطق الأرض جفافاً وقحولة، ثبت أن بها أعداد من البحيرات الجافة والمجاري المائية المدفونة تحت رمالها، وأن تلك البحيرات والمجاري كانت زاخرة بالحياة ومتدفقة بالمياه إلى زمن قوم عاد، الذين أقاموا في جنوب الجزيرة العربية حضارة لم يكن يدانيها في زمانها حضارة أخرى.

لكن إلى أي مدى يمكن تأكيد صحة دورة جديدة للزحف الجليدي من المنظور العلمي يوضح د.النجار قائلا: "تشير الدراسات المناخية إلى أننا نعيش اليوم في نهاية دورة من دورات الجفاف إلا أننا مقبلون على أبواب دورة جديدة من دورات الزحف الجليدي، بدأت بوادرها بالفعل. وإن لم يصل هذا الزحف الجليدي إلى الجزيرة العربية فإنها والحزام الصحراوي الذي تقع فيه سيتحولان إلى منطقة مطر غزير، شواهدها تراجع في النشاط الشمسي، وانخفاض في درجة حرارة فصل الشتاء، وبدايات زحف الجليد في نصف الكرة الشمالي باتجاه الجنوب، ولولا التزايد المطرد في معدلات التلوث البيئي التي تزيد من ظاهرة الاحتباس الحراري، لشاهدنا زحف الجليد على كل من أمريكا الشمالية وأوربا وآسيا في زماننا الراهن، مما يؤكد إمكانية عودة هذه الصحراء القاحلة مروجاً وأنهارا مرة أخرى".

وعن دورات الزحف الجليدي على الكرة الارضية يستطرد د.النجار: "شهدت الأرض 15 دورة جليدية استمر كل منها حوالي 10 آلاف سنة، ونحن نعيش حالياً في نهاية المرحلة الانتقالية بين دورتين جليديتين, وبداية دورة جليدية جديدة. والدورة الجليدية تمثل فترة يغطي فيها الثلج مساحات كبيرة من الأرض. ويعتقد بوجود العديد من العصور الجليدية الرئيسة التي دام كل منها عدة آلاف من السنين. وفيها كثرت الأمطار في الحزام الصحراوي العربي بشكل واضح حدث أول العصور الجليدية المعروفة أثناء حقب ماقبل الكمبري منذ حوالي 2,3 مليار سنة. وكذلك وجد عصر جليدي مهم منذ 600 مليون سنة مضت عند نهاية هذا الحقب. وبدأت الدورتان الجليديتان التاليتان منذ حوالي 450 مليون سنة أثناء العهد الأردوفيشي المتأخر ومنذ حوالي 300 مليون سنة أثناء العصر الكربوني واستمرت كل من هذه الدورات الجليدية من 20 إلى 50 مليون سنة، وأكثر العصور الجليدية حداثة كان أثناء العهد البلايوستيسيني الذي بدأ منذ 2.6 مليون سنة وانتهى منذ حوالي 11700 سنة. ثم بدأ هذا التراجع الجليدي الأخير لندخل في دورة من دورات الجفاف نقترب حاليا من نهايتها.لأن علماء المناخ يتوقعون أن دورات جليدية سوف تحدث مرة أخرى، حيث يعتقدون بوجود تغيرات منتظمة في مدار الأرض حول الشمس وفي زاوية ميلها".

أدلة قرب حدوث الدورة الجليدية

ومن الأدلة الدامغة على قرب حدوث دورة جليدية جديدة يوضح د.النجار "أعلنت دراسة جديدة قام بها علماء الفلك في ويلز ببريطانيا أن الكرة الارضية ستمر بدورة جليدية مصغرة وستنخفض درجات الحرارة نتيجة تضارب الدورات الشمسية بين عامي 2020 و 2030 بحيث تلغي كل منهما الاخرى .ويعتقد بأن هذه  الدورة الجليدية المصغرة ستبدأ في حدود عام 2030، فقد سبق أن مرت الأرض بدورة جليدية مصغرة في الفترى بين 1646 و1715 وفي هذه الدورة شهدت إنجلترا صقيعا، وتجمد نهر التايمز بأكمله  لمدة سبعة أسابيع، وانتشرت حقول الثلج في أوروبا على مدار العام. من جانب آخر قال العالم الروسي خبيبولو من مركز بُولكوفو للملاحظة الفلكية في بطرسبورغ أن "درجة الحرارة ستبدأ بالنزول بعد 6-7 سنوات من الآن.وسوف تصل الثلوج الى منطقة شبه الجزيرة العربية بسبب انخفاض درجة الحرارة في القطبين" وتابعت الدراسة أن الدورات الجديدة للشمس تشير إلى تراجع غير مسبوق في النشاط الشمسي في دورات تستغرق كل منها 11 عاماً، حتى تصل إلى نسبة 60 بالمائة في حدود الثلاثين سنة المقبلة".

وعن الأدلة العلمية لتراجع درجة حرارة الأرض يقول د.النجار "هناك قرائن عديدة ترجح هذا التوجه، بينها أن المياه المحيطة بجزيرة أيسلندا شهدت خلال الأعوام الماضية سماكة جليدية لم تعرفها من قبل في تاريخها. ومن المعلوم أن مياه البحار المالحة في درجات أقل كثيرا من درجات تجمد الماء العذب، وهذا يشير إلى الانخفاض العام في درجة حرارة شتاء الأرض. وكذلك فإن مناطق الغرب في الوسط الأمريكي تشهد حاليا موجة من الهجرة الجماعية للحيوانات. وبالرجوع لمسار حرارة الأرض خلال الأعوام الخمسين الماضية يظهر أنها تراجعت 2.7 درجة على أقل تقدير، بينما تشير أبحاث خبير الأحوال الجوية، جورج كوكلا، الباحث في جامعة كولومبيا الأمريكية، إلى أن الغطاء الجليدي تزايد بنسبة 12% من عام 1971، وهذا على الرغم من الإفساد الكبير الذي أحدثته الثورة الصناعية في بيئة الأرض وأدى إلى تعاظم ظاهرة الاحتباس الحراري".

السؤال هنا يفرض نفسه ظاهرة الاحتباس الحراري شغلت العالم إلى أين نتجه مع هذه الظاهرة؟ يجيب د.النجار "تشرح التقارير المناخية أسباب حالات الجفاف الحالية التي تحصل في بعض دول العالم، ويعتبر أنها واحدة من ظواهر تراجع الحرارة، إذ يتسع ما يسمى بـ”مدار الجفاف” بفعل القوة المتزايدة للرياح القطبية التي تهب من الغرب إلى الشرق وتعمل هذه الرياح على حجب الرياح المدارية والاستوائية المشبعة باالرطوبة،الأمر الذي يزيد من حجم “مدار الجفاف” الذي يشمل صحراء الجزيرة العربية والصحراء الأفريقية الكبرى ليشمل كامل منطقة المشرق العربي وفي مساحات واسعة في الهند وأفريقيا، وينتج بالمقابل عواصف ثلجية مدمرة في أوروبا والولايات المتحدة ويحاول العلماء ربط ما يجري بدورة الانفجارات الشمسية، لمعرفة ما إذا كانت الظاهرة مؤقتة أم طويلة الأمد،لأن التغير في كمية أشعة الشمس الواصلة لسطح الأرض يمكن أن تحدث تغيرات كبيرة"، بحيث يقدّر العلماء أن النقص بما لا يزيد عن واحد في المائة من أشعة الشمس يمكن أن يدفع العالم إلى عصر جليدي خلال فترات زمنية قصيرة.وهناك تحذيرات عديدة من إمكانية حصول كوارث غذائية إذا استمرت الأحوال الجوية القاسية خلال السنوات القليلة المقبلة في الدول المصدرة للحبوب، وهي استراليا وكندا والولايات المتحدة."

يعتقد العلماء أن البقع الشمسية في الشمس تمثل ظاهرة غريبة ما تعليقكم على ذلك يجيب د.النجار "أورد العالم الروسي هابيبول ابدولسماتوف )2010) أن التغيرات المناخية على الارض خلال العشر أعوام الماضية، ترتبط بما يحدث داخل الشمس وبالذات بعدد البقع وأن آخر عصر جليدي بدأ في العام 1650 وإستمر حتى العام 1850 وسبق ذلك إضطرابات مناخية وفترة من التسخين حسبما أكدته الكثير من الدراسات تماما كما يحدث في هذه الاعوام كما أن هذه التغيرات الشمسية قد تسببت في حدوث 18 دورة جليدية قصيرة خلال الـ 7500 سنة الماضية. أي أن هناك نمط متكرر من هذه الدورات الجليدية القصيرة، وإستشهد هذا العالم الروسي بما ذكره العالم الانجليزي "ولتر موندل" بأن البقع الشمسية قد إختفت خلال الفترة من العام 1645م إلى العام 1715م. فمن خلال مراقبة الشمس وتسجيل عدد البقع الشمسية وكذلك قياس قطر الشمس وتغيراته الطفيفة، تبين أن كمية الحرارة المنبعثة من الشمس إلى الارض في تناقص يتبع نمطا يتكرر في فترات متعددة تستمر كل منها مئات السنين. وعليه فإنه يعتقد بأن العام 2014 تقريبا سيشهد دورة جليديه مصغرة وهذا يعني حدوث إضطرابات شديدة في مناخ الارض في الفترات القادمة".

هل معنى ذلك انخفاض الاشعاع الشمسي تماما على سطح الأرض؟ يوضح د.النجار "يعتقد بأن هبوط مستوى الاشعاع الشمسي سيستمر ليصل إلى أدنى حد له في العام 2042 مما سينتج عنه هبوطا في حرارة الارض يصل إلى أدنى حد له في الاعوام 2055 – 2060م. ومن الثابت أن عملية مراقبة الشمس من مركبات الفضاء هي أكثر دقة من عملية مراقبتها من على سطح الارض بسبب تأثير الغلاف الجوي. وذلك يشير إلى أن الأرض الآن على وشك الدخول في دورة جليدية جديدة.ويتوقع العلماء حدوث انخفاض تدريجي عالميّ على درجات الحرارة، خلال الأعوام القادمة، ناجم عن بدء فترة التبريد للغلاف الجوي ولحرارة المحيطات خلال الأعوام القليلة القادمة".

وتذكر التوقعات المناخية أن معدل التبريد العام للكرة الأرضية سيزداد بشكل منتظم وثابت خلال ثلاثينات وأربعينات القرن الحالي، إلا أنه سيكون بطيئا وتدريجيا؛ نظراً للحرارة النوعية العالية جداً للمحيطات ويشير بعض العلماء إلى إمكانية تكرار الفترة الباردة التي أثرت على الأرض خلال 1790- 1830م  والتي تسمى بالدورة الجليدية المصغرة، فيما يرى آخرون إمكانية تكرار الفترة 1645- 1715م. ودعم الخمول الحاصل للنشاط الشمسي خلال الدورة الشمسية الحالية والذي ستشهده الدورات الشمسية القادمة أيضاً هذه التوقعات.

ويقول د.النجار في هذا السياق "وجد العلماء ارتباطاً على المدى البعيد للطقس من ناحية تبرد طبقة الستراتوسفير ولزيادة نسبة الغيوم المنخفضة في الطبقة المناخية بشكل غير مباشر. ويُشار إلى أن البشر لن يلمسوا هذه التغيرات إلا ببداية الثلاثينات من هذا القرن، إذ قد تنخفض درجات الحرارة العالمية خلال الأعوام 2030-2045 إلى نحو (1.0-1.5) درجة مئوية عن يومنا هذا، على الرغم أن هذه التغيرات قد بدأت بالمفهومين العلمي والنظري في الوقت الحاضر. ويذكر أن الغلاف الجوي يوصف بشدة حساسيته لأي متغير مهما صغر. ويمكنك أن تتخيل بأن انخفاض درجات الحرارة عالمياً بنحو درجتين مئويتين فقط، كفيل بإعادتنا إلى دورة جليدية مصغرة جديدة قبل مرور 400 عام من الآن".

لكن هل من الممكن أن نشهد نزوحا جماعيا للسكان يقول د.النجار "يؤيد ذلك ما قاله العالم الروسي خبيبولو عبد الصمدوف من مركز بُولكوفو للملاحظة الفلكية في بطرسبورغ أن درجة الحرارة ستبدأ بالنزول بعد 6-7 سنوات من الآن.حينما تصل ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي الناتج عن المبالغة في تلويث الحركة الصناعية الحالية للبيئة،وزيادة النشاطات الشمسية في القرن الحالي إلى مداه.أما أبرد فترة فستكون بعد 15-20 سنة بعد انخفاض النشاط الشمسي بين 2035 و  2045 م وكما يقول خبيبولو ففي نصف الكرة الشمالي كانت أبرد فترة هي الواقعة بين 1645 و 1705 م والتي تُعرف بالدورة الجليدية الصغرى،التي تركت القنوات المائية في السويد متجمدة وأجبر سكان المنطقة على النزوح لمناطق أخرى".

وعن حدوث دورة جليدية مصغرة ستشهدها الأرض قريبا يبين د.النجار قائلا:"سبق قبل عدة سنين أن ذكر بعض علماء المناخ والطقس،أن هناك احتمال كبير أن تحدث دورة جليدية مصغرة في القسم الشمالي من الأرض كرد فعل عكسي على زيادة درجة حرارة الأرض حيث ستؤثر هذه الزيادة على التيارات البحرية في المحيط الأطلسي مما يؤدي لانخفاض في درجات حرارة النصف الشمالي من الكرة الأرضية.ويُذكر أن درجات الحرارة المناخية وصلت لمستويات كبيرة قبل سنة 2000 ثم بدأت بالانخفاض بشكل تدريجي وزاد طول فصل الشتاء قياساً على ما قبل هذا التاريخ، وتركزت هذه التغييرات في النصف الشمالي من الكرة الأرضية".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل