المحتوى الرئيسى

مخاوف إسرائيلية من حظر الحركة الإسلامية

11/18 23:30

تبدي أوساط رسمية وغير رسمية في إسرائيل مخاوفها من قرار حظر الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر وتتحسب من إمكانية تحولها لحركة سرية أكثر اتساعا وخطورة نتيجة تزايد تضامن شعبي معها، وعلى رأس هذه الأوساط الإسرائيلية جهاز الأمن العام (الشاباك).

ومنذ حملة التهديدات والدعوات لحظر الحركة التي يقودها الشيخ رائد صلاح تزامنا مع بدء المواجهات في القدس المحتلة مطلع أكتوبر/تشرين الأول أبدى الشاباك تحفظه من نية المستوى السياسي بهذا المضمار.

وحسب تسريبات كثيرة نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية عارض مندوبو الشاباك في اجتماعات الحكومة حظر الحركة الإسلامية، بدعوى أن ذلك من شأنه أن يؤدي لحالة غليان واضطرابات بالشارع العربي المحلي.

ويظهر الشاباك خوفه من أن يؤدي حظر الحركة الإسلامية لتحولها لحركة سرية كيدية يصعب تعقبها ومراقبتها على المستوى الاستخباري، وأن يؤدي ذلك لتعزيز مكانتها جماهيريا.

وبدلا من حظرها يقترح الشاباك العمل ضد قادة الحركة الإسلامية على أساس أدلة تثبت ضلوعهم في نشاطات غير قانونية.

وفي هذا السياق يؤكد محامي الحركة الإسلامية خالد زبارقة أن القرار الذي وصفه بالخطير ينم عن دوافع سياسية لا أمنية.

ويوضح زبارقة للجزيرة نت أن الحركة تجري مشاورات لدراسة خطواتها المستقبلية بالمستويات المختلفة ومنها المسار القضائي، لافتا لعدم وجود أدلة قانونية تدين الحركة بـ"الإرهاب".

لكن المدعي العام شاي نيتسان الذي استند قرار الحظر على موقفه قال للإذاعة العامة الأربعاء إن هناك أدلة تربط بين الحركة الإسلامية و"الإرهاب" منها علاقتها الوثيقة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وتلقيها مساعدات من "الإخوان المسلمين".

وبعكس الشاباك يدعي وزير الأمن الداخلي جلعاد أردان في تصريح للقناة العاشرة الأربعاء أن حظر الحركة الإسلامية سيسمح للشرطة بالعمل ضدها بكل الوسائل.

وتبدي جهات غير حكومية في إسرائيل هي الأخرى تحفظها من القرار، ويقول رئيس الكنيست الأسبق أفرهام بورغ للجزيرة نت إن الحكومة اتخذت قرارا غبيا غير ديمقراطي.

ويضيف بورغ أن القرار جارف ويتناقض مع حقوق ديمقراطية، مشيرا لوجود جمعيات تابعة للحركة الإسلامية تقدم خدمات اجتماعية وصحية مفيدة للمجتمع العربي.

ويحذر بورغ من أن القرار سيزيد من قوة الحركة الإسلامية شعبيا نتيجة تحويل قادتها لـ"شهداء سياسيين" وصالحين ملاحقين، حسب تعبيره.

ويتفق المحلل العسكري للقناة العاشرة ألون بن دافيد مع ما ذهب إليه بورغ، ويقول للجزيرة نت إنه يشكك بجدوى القرار ويخشى من ازدياد قوة الحركة الإسلامية أو تحولها للعمل السري.

ويحذر بن دافيد من مخاطر ازدياد بعد الفلسطينيين في إسرائيل عنها ولا سيما أن مواطنتهم لم تصبح متساوية بعد مع مواطنة اليهود.

وينوه إلى أن الشاباك لم يكتف بالتحفظ بالماضي من مقترحات حظر الحركة بل كان يطالب بإلحاح بضرورة "معانقة إسرائيل للمواطنين العرب والدفع نحو دمجهم بالمجتمع الإسرائيلي كصمام أمان أمني".

ويلمح بن دافيد إلى أن قرار الحكومة بحظر الحركة ينم عن اعتبارات سياسية أيضا بقوله إن رئيسها بنيامين نتنياهو شخص سياسي وله جمهور ناخبين يريد أن يقدم لهم إنجازا معينا، وفق تصريحاته.

ويلفت بن دافيد إلى أن "الحظر اتخذ بعدما بدأ يسود جو من التراجع بالانتفاضة والاضطرابات في الضفة الغربية".

وفي هذا السياق أفادت صحيفة "يسرائيل هيوم" بأن ما يعرف بمقياس العلاقات بين اليهود والعرب للعام 2015، الذي أعده البروفيسور سامي سموحة من جامعة حيفا كشف أن 57% من مسلمي الداخل يعدون الحركة الإسلامية تمثلهم بإخلاص.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل