المحتوى الرئيسى

«طبرق الليبية» مصيدة الطيور المهاجرة.. فخاخ في انتظار الصقور والبط البري

11/17 20:00

طبرق مدينة ساحلية ليبية تبعد عن العاصمة طرابلس (بمسافة تقدر ب1500 كيلو متر شرقي البلاد)، وتشتهر المدينة بكافة أنواع الصيد البري والبحري، والذي توارثه سكانها على امتداد أجيال، وما ساعد في انتشار هذا النشاط وجود بعض المناطق بالمدينة، تعد أماكن استراحة للطيور المهاجرة التي تقطع آلاف الأميال بحثا عن الدفء في أحد الألغاز الطبيعية المحيرة، وقد طور السكان المحليون عبر عشرات السنين العديد من الوسائل لصيد الحيوانات البرية.

وتسكن عائلة (آل اقويدر اسحام المريمي)، مدينة طبرق وهي إحدى العائلات القاطنة بمنطقة (القرضبة) (20 كيلو مترا غرب طبرق) ،والتي توارثت نشاط الصيد وتمارسه باحتراف ، حيث يقسمون أنفسهم إلى فرق صغيرة يتخصص كل منها بصيد أحد الحيوانات البرية ، وهي منطقة ساحلية تمتد على شكل شريط ضيق بين شاطئ رملي طويل وتحدها مرتفعات البطنان كما تتخللها بحيرات صغيرة يطلق عليها محليا ( البردي).

وقال (موقع ليبيا 24 )، نقلا عن محمد عبدالله اسحام أحد أفراد عائلة (ال اقويدر)، نخرج للصيد، فنجهز خيمة في هذا المكان (مرتفعات البطنان)، حيث نقيم داخلها طوال أشهر الصيد كما نحضر عائلاتنا للاستمتاع بالبحر صيفا.

وأضاف محمد، نصطاد للترفيه والحصول على الغذاء ، فنحن لا نقتل الطيور فقط لمجرد القتل، لقد توارثنا هذا النشاط أبا عن جد ، ولا يمكن أن نستغني عنه ، وتوجد مواسم متعددة للصيد تمتد على مدار العام و تعتمد على تواجد الحيوانات البرية في كل موسم.

وتابع قائلا: نصطاد في هذه المنطقة عددا من الحيوانات البرية الأرانب البرية – الأسماك – الصقور – البط البري – السمان وغيره من الطيور البرية، وتختلف وسائل الصيد فنستعمل بنادق الصيد والفخاخ والقوارب، كما ننتقل إلى مناطق أخرى للصيد فنحن نصطاد البط البري في المرج والصقور على ساحل بنغازي.

من جانبه ، قال صديق عبد العاطي اسحام عن رحلة صيد الصقور وتعرف محليا بـ ( التفويج ) : تعد الصقور أحد الطيور المهاجرة التي تمر بمنطقة (البطنان)، وهناك عدة أنواع منها ، ويتم صيدها وبيعها حيث تدر بعض أنواعها أرباحا باهظة، وموسم صيد الصقور يبدأ من شهر أكتوبر إلى منتصف شهر نوفمبر ويعتمد على إقامة أفخاخ لجذبها ، فيتم وضع حمامة في أماكن مرور الصقور وعندما يراها الصقر وينقض عليها تعلق براثنه في شرك مخصص وضع على الحمامة يعرف محليا بـ ( اللفافه ) ، وهناك طريق أخرى تعرف محليا بـ ( النقل ) وتعتمد على إثارة غيرة الصقر الحر وتتم باستعمال طير جارح يدعي محليا ( ابو رقيص )، حيث تثبت به جناح لطائر ما وعندما يراه الصقر ينقض عليه لينتزع منه فريسته وبذلك يعلق الصقر ومن المعروف أن بصر الصقر حاد ويستطيع رؤية فريسته من مسافات بعيدة.

وبدوره أشار حافظ خليل اسحام كيفية صيد الوز و البط البري والذي شرح طريقة صيده قائلا: نضع عددا من دمى البط ويعرف محليا بـ ( الخيالات ) في البحيرة، ويتم تخبئته بين الأعشاب القريبة للبحيرة داخل حفرة تعرف محليا بـ ( اللبادية)، وعندما يرى البط البري الذي يمر محلقا المنظر يهبط للبحيرة معتقدا أن هناك بطا بريا يسبح عليها وأقوم بصيده بالبندقية.

وعلى الجانب الآخر يقول المساعد المهدي سلطان عبد الكريم، كذلك نجذبه باستخدام زمارة خاصة تقلد صوت البط أو باستعمال طائرة ورقية تطلق في الجو لجذب انتباه الأسراب التي تمر في المنطقة عادة ما يطير البط البري ليلا حتى وهو الوقت المثالي لصيده وهذه الطريقة تعتمد على خداع البط والوز.

ويقول هاشم مفتاح اسحام أحد صيادي السمان، يشتهر السمان بلحمه الفاخر الذي اقترن بالملوك، ونستعمل الشباك لإمساكه حيث نحاصر الطائر في مكان ما ونلقي عليه الشباك.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل