المحتوى الرئيسى

ماذا بعد تفجيرات باريس.. من المستفيد ومن الخاسر؟ - ساسة بوست

11/17 18:08

منذ 1 دقيقة، 17 نوفمبر,2015

يومان قد مرَّا على الحادث التفجيريّ الذي هزّ أرجاء فرنسا، في الواقع الحادث لم يهز فرنسا وحدها، وإنما هزّ العالم أجمع.

ما يقرب من 6 ساعات من الهلع عاشتها فرنسا، وعاشها العالم أجمع عبر شاشات التلفاز، صمت مدقع خيّم على العالم عدا أصوات الرصاصات والتفجيرات المتتابعة، بيان من أوباما حتى قبل بيان أولاند، ارتباك لم يحدث مثله منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر.

لم يكن العالم قد تعافى من أثر صدمة حادث الطائرة الروسية التي وقعت على أرض سيناء في مصر، ولم تكد التحقيقات تنتهي حتى حدثَ حدثٌ ما في باريس، قبله فقط بعدة أيام كان هناك حادث إرهابي في الضاحية بجنوب لبنان أوقع أكثر من 40 قتيلًا، إلا أن الخبر الأبرز الآن هو “باريس”.

خلفية عما حدث في باريس:

كانت باريس تعيش ليلة هادئة من لياليها الخريفية المعتادة في نهايات الأسبوع، يتجول السائحون في ميدان الجمهورية ويحضر محبو الموسيقى حفلا لفريق أمريكي، وكان رئيس الجمهورية يحضر مباراة كرة قدم بين فريق كرة القدم الأول لبلاده أمام نظيره الألماني، كما حضر مسؤولون ألمان رفيعو المستوى هذه المبارة، كان كل شيء يسير على ما يرام حتى بدأت سلسلة متتابعة من التفجيرات، أحدها على أعتاب الإستاد الذي يحضر فيه الرئيس الفرنسي المباراة، وآخر في مسرح “الباتاكلون” تبعه اعتداء مسلح حيث دخل مسلحون مدججون بالكلاشينكوف وبدؤوا في إطلاق الأعيرة النارية بعشوائية، تقول إحدى الناجيات في منشور لها على فيسبوك: إن الجميع ظن أن ما يحدث هو جزء من العرض واستمروا بالغناء، حتى أدركوا أن ما يحدث حقيقي، وبدأ حمام الدم يغرق الجميع.

لمعرفة ما حدث تفصيلًا، من هنا.

آخر عدد رسمي للضحايا قد تم إعلانه هو 128 قتيلا و200 مصاب من ضمنهم 80 في حالة خطرة، بالإضافة إلى بعض المفقودين لا يوجد رقم دقيق بشأنهم.

ماذا يحمل المستقبل للمهاجرين واللاجئين في فرنسا؟

حادث كهذا لا بد وأن تكون له تبعات ليست بالهينة، خلية إرهابية قامت بستة عمليات تفجيرية متزامنة في يوم واحد إحداها اقتربت من رأس الدولة حيث يكمن تأمين على أعلى مستوى وعلى الرغم من ذلك قامت باختراقه، فماذا يمكن أن يحدث؟

في البدء، يجب النظر إلى الكارثة من عدة جهات، فالحادث متشابك للغاية ولا يجوز النظر لجانب دون الآخر.

أولًا: فرنسا.. حيث الجالية الأكبر من المسلمين في أوروبا

فرنسا هي الدولة الأوروبية الأكثر عددًا من حيث عدد المسلمين بها، حيث يتراوح العدد بين 2.9 وصولًا إلى 5 مليون مسلم –لا يوجد عدد دقيق حيث تحظر الدولة تصنيف مواطنيها بناءً على الدين- ووفقًا لتقديرات وزارة الداخلية الفرنسية في عام 2012 فهناك ما يقرب من 2449 مكان عبادة للمسلمين في فرنسا.

أزمة اللاجئين الطاحنة التي تتحمل فرنسا كجزء من الاتحاد الأوروبي نصيبًا منها، من المفترض أن تتحمل فرنسا 24 ألف لاجئ يتم استقبالهم على سنتين –في موجة اللجوء الأخيرة- كجزء من التعهد وكجزء من الالتزام الأوروبي، وحتى الآن تقدم6700 طلب لجوء لفرنسا، مقارنةً بالدول الأوروبية الأخرى فعدد طلبات اللجوء لفرنسا قليل جدًا، لماذا؟

لماذا عزف اللاجئون عن اتخاذ فرنسا كجهة لجوء أولى؟

صدرت تصريحات من بعض رؤساء البلديات الفرنسية، أنهم يفضلون أن يكون اللاجئون من المسيحيين، بينما أدان هذه التصريحات برنار كازنوف وزير الداخلية الفرنسي، وكان فنانون ومشاهير ولاعبو كرة قدم قد قاموا بالتوقيع على عريضة تستنكر “التصرف الفرنسي غير الأخلاقي مع اللاجئين” والذي يتعارض مع المبادئ التي قامت عليها الدولة الفرنسية.

كانت “ماري لوبان” التي ذاع صيتها بعد الحادث زعيمة الجبهة الوطنية اليمينية شديدة التطرف، قد شنت حملة ضد اللاجئين، وقالت إن الحملة تهدف لمنع تحول فرنسا لـ”مخيم للاجئين”، والحملة كانت تتخذ من “أنا فرنسي، لا أريد مهاجرًا” شعار ا لها.

ويذكر إنه بعد حادث الهجوم على صحيفة تشارلي إيبدو كان تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام قد أصدر بيانًا حذر فيه المسلمين في دول الغرب بتوخي الحذر وترك هذه الدول، مهددين بتدمير النسيج الاجتماعي التي يعيش تحته العرب والمسلمون في أوروبا.

بالإضافة إلى أن التنظيم في وقت سابق هذا العام، كان قد كرَّس مجموعة من إصداراته من أجل تهديد اللاجئين الذين فروا من الحرب في سوريا، إلى الدول الأوروبية متوعدين هؤلاء اللاجئين بالملاحقة؛ حيث إنهم –على حد تعبير التنظيم- خرجوا من دولة الإسلام ولجؤوا إلى دول معادية للدولة الإسلامية.

وقد سُجلت حالات اعتداء على مخيمات إيواء للاجئين السوريين، حيث قام متظاهرون بإلقاء عبوات حارقة على مخيم يسكنه أكثر من 6000 آلاف لاجئ مضرمين النار فيه، بالإضافة إلى العديد من التظاهرات الغاضبة المطالبة بطرد المسلمين في فرنسا، بالإضافة إلى حوادث لإحراق مساجد في أسبانيا وهولندا.

فرنسا في التحالف الدولي ضد داعش

فرنسا أحد أعضاء التحالف الدولي ضد داعش الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، والذي تكون منذ ما يقرب من عام و3 أشهر، وكان هدفه القضاء على تنظيم داعش، إلا أن هذا لم يحدث وظلت الضربات الجوية على مدار الـ14 شهرًا على مخازن الأسلحة والحد من وصول التنظيم للنفط، حتى تدخلت روسيا في أواخر سبتمبر من العالم الحالي، أي بعد عام كامل من بدأ التحالف الدولي ضد داعش.

كان رد الفعل الأوروبي والأمريكي في اتجاه واحد وهو الرفض التام للضربات الروسية وتوجيه الاتهامات لروسيا بتنظيم ضربات للمعارضة المعتدلة، وذلك من أجل الإبقاء على الأسد، إلا أن في خلال عدة ساعات من بعد هجوم باريس كان الموقف الفرنسي بل والأمريكي قد انعكس تمامًا، فقامت روسيا مساء الأحد بتنظيم ضربات قاسمة لمخازن الأسلحة لتنظيم داعش في مضجعه في مدينة الرقة السورية، حيث نفذت فرنسا 20 غارة متتالية ويمكن للعدد أن يزداد بعد كتابة هذا التقرير.

أما عن الموقف الأمريكي فعلى لسان البيت الأبيض فقد طالب الرئيس الأمريكي باراك أوباما من نظيره الروسي فلاديمير بوتين، تركيز الضربات الجوية على معاقل التنظيم.

كيف تتعامل فرنسا مع كل ما هو غير فرنسي بعد الحادث؟

كانت فرنسا قد أغلقت جميع حدودها، وأعلنت حالة الطوارئ لمدة 12 يومًا –وفي حال أراد أولاند مد حالة الطوارئ 3 أشهر فعليه أخذ موافقة البرلمان- بالإضافة إلى انتشار الجيش الفرنسي في الشوارع، وإغلاق المتاحف والجامعات والمدارس ومنع التجمعات، بالإضافة إلى منع منح فيزا “شنجن” والتي تسمح للمواطنين غير الأوروبيين بالدخول لأوروبا، بالإضافة إلى منع إصدارها لفرنسا مؤقتًا،–إلا أن سفير فرنسا في مصر قال إنه ما يزال يمكن التقديم للحصول على الفيزا-، وأصدرت وكالة المراقبة الجوية الأوروبية “يوروكنترول” تحذيرًا بفرض غرامة على شركات الطيران إذا تقاعست هذه الشركات عن التأكد من صحة أوراق جميع الوافدين إلى فرنسا والتأكد من صحة أوراقهم.

أما عن الاتحاد الأوروبي الذي يعاني العديد من المشاكل ويواجه استفتاء العام المقبل على خروج بريطانيا منه، صار يضربه الإرهاب في إحدى أهم المدن بعد بريطانيا وألمانيا، وقد أبدى الاتحاد قلقه، وبدأت العديد من الدول –على استحياء- الإعلان عن احتمالية مراجعة موقفها من اللاجئين.

خطاب أولاند أمام البرلمان الفرنسي:

كان أولاند قد ألقى مساء الأحد خطابا أمام البرلمان الفرنسي، رآه محللون إنه بمثابة إعلان حرب على “الإرهاب” استكمالًا للضربات الجوية على معاقل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام الأمس في الرقة، وكان أولاند قد طالب بتعديل الدستور حيث يسمح الدستور بعدة أشياء منها: نزع الجنسية عن من ولدوا فرنسيين أو مكتسبي الجنسية، طرد من يهدد أمن فرنسا من الأجانب، وقالها أولاند صراحًة “فرنسا في حرب”، وطالب أولاند من البرلمان تمديد حالة الطوارئ لمدة 3 أشهر بالإضافة إلى حديثه عن الحدود في إشارة للاتحاد الأوروبي قائلًا، “إذا لم تراقب أوروبا حدودها، سنعود لحدودنا القومية”.

كما أعلن أولاند عن بدأ تعيين 5000 عنصر جديد للشرطة بالإضافة إلى عدم خفض عدد الموظفين في المجال العسكري حتى عام 2019.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل