المحتوى الرئيسى

اتهامات التجسس تطارد «ميركل» في عام 2015 - ساسة بوست

11/17 17:26

منذ 11 دقيقة، 17 نوفمبر,2015

خلف الكفوف المتعانقة وعبارات الثناء والإشادة والوجوه الباسمة التي يظهر بها قادة الدول الحلفاء أمام الكاميرات، توجد بعض الأعمال المخابراتية التي تكشف عن الوجه “القبيح” لطبيعة العلاقات بين الدول بعيدًا عن الشكل الظاهر للعلاقات.

ونظرًا للطبيعة السرية لأنشطة المخابرات فمن النادر أن تظهر على السطح، ولكن عندما تنكشف من خلال وثائق مسربة أو تحقيقات صحفية، فإنها تضع قادة الدول في حرج كبير يصعب الانسلاخ عنه.

وعلى وقع تلك المقدمة أثارت مؤخرًا، قبيل هجمات باريس، عدد من التقارير الشكوك حول تورط ألمانيا في التجسس على حلفائها كفرنسا ليضعها في موقف حرج، كانت أمريكا هي من وقعت في ذلك الموقف عندما اتهمت بالتجسس على ألمانيا وفقًا لما كشفته وثائق إدوارد سنودن.

وفي هذا التقرير نسلط الضوء على تجسس أمريكا على ألمانيا، وكيف دارت الدائرة على ألمانيا، والموقف الرسمي لكلٍّ من فرنسا وألمانيا تجاه التقارير الأخيرة، ومدى حساسية قضايا التجسس على ألمانيا.

(1) سنودن يكشف تجسس الولايات المتحدة على ألمانيا

ميركل: هل تتنصت على هاتفي يا أوباما؟ – الجارديان

هكذا عنونت جريدة الجارديان تقريرًا لها عقب تسريب تلك المعلومات، وأفاد تحقيق أجرته صحيفة ديرشبيجل الألمانية، بأن ألمانيا إحدى الدول المستهدفة من المراقبة الأمريكية، وأن هاتفها كان محل مراقبة لوكالة الأمن القومي الأمريكية NSA، وهو ما أدى إلى توتر العلاقة بين البلدين.

واتهمت ميركل الولايات المتحدة بمخالفة الصداقة بين البلدين: “نحن نحتاج بأن نثق في حلفائنا وشركائنا، وهو ما يتطلب إعادة بناء لتلك التحالفات، لقد كررت أن التجسس بين الأصدقاء أمر غير مسموح به”.

وقال المتحدث الإعلامي باسم البيت الأبيض “جاي كارني” إن الولايات المتحدة “لم ولن تراقب” محادثات المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وهو ما انتقده مسؤولون في برلين مشيرين إلى أن أمريكا لم تنتقد (التنصت على) المحادثات في الماضي.

ذلك الموقف وضع إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في حرج شديد، وجاء بعدما كشفت وثائق سربها “إيدورد سنودن” – في نهاية عام 2013 – أن وكالة الأمن القومي الأمريكية، راقبت المكالمات الهاتفية لـ35 قائدًا حول العالم –كان من بينهم حليفته ميركل- بعدما حصلت على أرقامهم من خلال مسؤول “مجهول” بالحكومة الأمريكية.

ولم تكن هذه المرة الأولى التي ينكشف فيها التجسس الأمريكي على ألمانيا؛ إذ كشفت وثائق ويكيليكس-في يوليو الماضي- عن تجسس وكالة الأمن القومي الأمريكي عن كبار المسئولين في ألمانيا لعدة عقود.

(2) ألمانيا أيضًا تتجسس على حلفائها يا ميركل؟

بعدما ظهرت ألمانيا بموقف القوة سلفًا على الأقل أخلاقيًّا وسياسيًّا، جاءت تقارير ألمانية تكشف عن تورط ألمانيا في التجسس على حلفائها فرنسا وأمريكا بالإضافة إلى هيئات بالأمم المتحدة.

ففي 11 نوفمبر الماضي أفادت إذاعة ألمانية أن وكالة الاستخبارات الألمانيةBND، التي تقع تحت إشراف المستشارة ميركل، قامت بالتجسس على وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، ومكتب التحقيقات الفيدرالي FBI، ودبلوماسي ألماني، والمحكمة الجنائية الدولية بلاهاي، ومنظمة الصحة العالمية (يونسيف)، بالإضافة إلى قائمة تتضمن: “العديد من الشركات الأوروبية والأمريكية بما فيها شركات صناعة الأسلحة كـ(لوكهيد) الأمريكية”.

الدبلوماسي الألماني المشار إليه يدعى “هانسجورج هابر” وهو مبعوث الاتحاد الأوروبي بتركيا، وترأس سلفًا بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الأوضاع في جورجيا في الفترة من 2008 لـ2011.

واجتمعت لجنة برلمانية تختص بمراقبة الأنشطة الاستخباراتية لبحث الأمر، ورفض المسؤولون بجهاز المخابرات الألماني التعليق على التقارير الإعلامية، كما رفضت كريستينا فيرتز، المتحدثة باسم الحكومة الألمانية، التعليق “مباشرة” على هذه الادعاءات بالنفي أو الإثبات، وقالت للصحفيين في مؤتمر صحفي دوري ببرلين إن “واجبات عمل الـ BND لا تشمل مراقبة الأنشطة السياسية للبلدان الشريكة”.

وأضافت أن المطالبات ستتمثل في “التحقيق بشكل شامل”، وأن رئيس BND “جيرهارد شيندلر” كان ما يزال يتمتع بالثقة الكاملة من الحكومة الألمانية.

(3) انزعاج فرنسي وتطمينات ألمانية:

هذه الممارسات لا ينبغي أن تكون بين الحلفاء.

هكذا أعرب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عن غضبه عما جاء في الوثائق، في إعادة للأذهان لما قالته ميركل لأوباما سلفًا، وطالب بالحصول على كافة المعلومات التي حصلت عليها وكالة الاستخبارات الألمانية عن فرنسا للتأكد ما إذا كان تم التجسس على مسئولين فرنسيين آخرين أم لا، والتعرف على أنشطة الـ BND، وطالب بإنهاء التجسس فورًا، لافتًا: “أنا أعرف أن الاستشارية الألمانية ستقوم بما وسعها لشرح التفاصيل وملابسات ما حدث لنا”.

واتسقت تصريحات هولاند مع وزير خارجيته “فابيوس” الذي أكد: من المحزن لي أن أعرف أني كنت تحت المراقبة.. وهذا شيء لا يجب أن يحدث بين الأصدقاء”، مجددًا الثقة في أن الحكومة الألمانية ستوضح الأمر قريبًا.

من جانبه تعهد وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير بـ”توضيح عاجل” لافتًا إلى أن الادعاءات التي أثارها التقرير حول تجسس الاستخبارات الألمانية على وزير خارجية فرنسا هي تحت التحقيق.

(4) «التجسس» على الحلفاء ليس جديدًا على الـ BND!

لم تكن تلك الواقعة هي الأولى التي تتهم فيه الاستخبارات الألمانية بالتجسس على حلفائها، فخلال عام 2015 بدأت فضيحة التجسس تطارد ألمانيا؛ ففي الشهر الماضي (أكتوبر) أفاد تحقيق صحيفة ديرشبيجل الألمانية بأن وكالة الاستخبارات الألمانية قد تجسست على “سفارات وحكومات تتضمن دولًا أعضاء بالاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية” حتى وقت متأخر لعام 2013.

وشملت آليات التجسس على المسؤولين والحكومات: مراقبة التليفونات ورسائل البريد الإلكترونية و الأي بي الخاص بأجهزة الكمبيوتر، وأثارت تلك التقارير ضجة في الأوساط الألمانية دفعت هيكو ماس -وزير الدفاع الألماني- الذي طالب بضرورة التحكم بشكل أكبر في الاستخبارات الألمانية التي تراقب سفارات الحكومات الحليفة دون أخد إذن مُسبق من الحكومة.

(5) الاستخبارات الألمانية تتجسس لصالح أمريكا!

في أبريل الماضي كشفت تحقيقات صحفية ألمانية عن توظيف وكالة الأمن القومي الأمريكية NSA، للاستخبارات الألمانية للتجسس على 800 ألف مستهدف من بينهم سياسيين في دول أوروبية حليفة لألمانيا، بعدما أعطت أمريكا معلومات أولية للمخابرات الألمانية تتضمن أرقام التليفونات وعناوين أجهزة الكومبيوتر .

وكان من بين الأشخاص المستهدفين بالمراقبة 40 ألف شخص بغرب أوروبا وداخل ألمانيا نفسها، وطالب الأمريكان بمعلومات عن شركة آيرباص المتخصصة في صناعة السلاح وتعمل في مجال القضاء والدفاع، وعن شركة مروحيات أوروبية تسمى “يوركوبتر” وعن الحكومة الفرنسية.

ولقد لاحظ ضباط مخابرات ألمانيا أن بعض الأشخاص المستهدفين ليكونوا تحت الرقابة قد يتعارضون مع قواعد عمل المخابرات واتفاقية التعاون الاستخباراتي المشترك بين ألمانيا وأمريكا من “أجل الحرب على الإرهاب”، تلك الاتفاقية التي عقدت بين ألمانيا و أمريكا في 2002 عقب أحداث 11 سبتمبر 2011 بعدة أشهر.

وكان قضية التجسس الأخيرة تحت تحقيقات ألمانيا للتأكد إلى أي مدى تعدت المخابرات الألمانية الحدود القانونية للمراقبة.

(6) حساسية التجسس في ألمانيا:

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل